قطر والإخوان.. تجربة لم تكتمل
كتب - عبدالله قدري:
يأتي قرار استبعاد قطر لـ7 قيادات إخوانية بسبب ماتردد من ضغوط إقليمية عليها بسبب إيوائها لهؤلاء القيادات ليفتح صفحات الماضي التي باتت في دفتر النسيان بين الإخوان وقطر وتجربة التنظيم الذي لم يكتمل.
الدكتور جاسم بن سلطان صاحب قرار حل التنظيم في قطر والذي ولد في 1953 وانضم إلى جماعة الإخوان خلال دراسته في كلية طب القاهرة، رأى بعد تشكيل فريق من البحث أن قرار حل التنظيم في قطر سنة 1999 هو الأنسب، نظرًا لعدم جدوى ملائمة وجود التنظيم في قطر خاصة وفي دول الخليج العربي بصفة عامة.
فبحسب بحث معد من قبل الباحث مصطفى عاشور، فإن العلاقات الإخوانية-القطرية تتميز بعلاقات جيدة بعد أن استطاع قيادة الإخوان الذين فرّوا من نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بكسب ثقة الأسرة الحاكمة بسبب مساهمتهم في إنشاء الكليات الشرعية وصياغة المناهج التربوية والتعليمية التي أثرت في الشباب القطري وأصبح قابلًا لأفكار الجماعة.
وبحسب الباحث، الذي أعد بحثًا في كتاب ''الإخوان والسلفيون في الخليج'' أصبحت قطر في منتصف سبعينات القرن الماضي بيئة صالحة لنشر أفكار جماعة الإخوان، خاصة بعد انتقال الثقة من الأسرة الحاكمة تجاه الإخوان إلى الشباب القطري الذي اصبح يطالع كتب لعدد من قيادات التنظيم أمثال سيد قطب وفتحي يكن وغيرهما.
ويضيف:''رغم هذا الجو المفعم بالحيوية ووجود بيئة مفتوحة لنشر أفكار الجماعة، إلا أن أسباب كثيرة ساهمت في حل التنظيم منها انتفاء الأسباب السياسية الداعية لظهور التنظيم في المجتمع القطري، خاصة أن الأنظمة الخليجية تضيق ذرعًا من وجود أحزاب سياسية داخلها وتراها لها أجندات خارجية تنال من وحدة البلاد''.
أضف إلى ذلك عدم جدوى التنظيم، وانتفاء صراع سياسي بين الإخوان والدولة،مثلما الحال في مصر أو سوريا مثلًا، فأصبحت التجربة غير صالحة للتطبيق في قطر، وهو ما أشار إليه الدكتور جاسم بن سلطان صاحب قرار الحل '' أن المسألة ليست في وجود تنظيم بعينه ولكن في جدوى فعل معين''.
ويقول الدكتور عبد الله النفيسي، أستاذ العلوم السياسية والمفكر الإسلامي الخليجي، في مقال له عن التجربة الإخوانية بقطر، إن حل جماعة الإخوان المسلمين في قطر كان سببها أنها أصبحت عبئا على الحالة الإسلامية والحالة السياسية العربية بشكل عام، وأن التجربة القطرية في حل الجماعة كانت رائدة في هذا المجال.
ويؤكد على أن أكثر ما يميّز التجربة الإخوانية القطرية أنها لم تكن عادية؛ إذ لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو اليوتوبيا السياسية، ولم تتحكم بها لوائح تنفيذية أو قوانين أو رسميات كشأن تجربة الإخوان في الإمارات أو الكويت، أو ربّما إلى حدّ ما تجارب الإخوان في المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان والبحرين.. القطريون يرون أن اللوائح والقوانين والرسميات تعيق النمو الطبيعي العفوي للجماعات.
كل هذه الإشكاليات وغيرها دفعت الإخوان المسلمين بقطر إلى تشكيل فريق بحث للإجابة على مدى جدوى التنظيم واستمراره خوفًا من تعرضه لإضطهادات كما حدث في الإمارات وحل التنظيم، الأمر الذي ساهم في وصولهم إلى قرارا حل التنظيم في 1999.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: