أطفال مستشفى 57357 يروون لـ"مصراوي" تفاصيل زيارة "قناة السويس"
كتبت – يسرا سلامة:
في تمام الساعة الخامسة فجرًا، استيقظ "عبد الرحمن" باكرًا على غير العادة، دوي منبه جعله يهب من أجل رحلة تحمس إليها، التقط الطفل ذي الحادية عشر ملابسه ليرتديها، أدى صلاة الفجر مبتهلًا، مسحة من والدته على رأسه، تمتمة بدعوة من قلب أم لشفاء ولدها، ودعوة لمصر "ربنا يحمي بلدنا"، اعتذار في اليوم السابق لمدرسته على عدم حضوره يوم الدراسة، ليتحرك الصبي ووالدته من مقر إقامته "مؤسة الزكاة" إلى مقر مستشفى 57375 لتجمع أكبر.
"عبد الرحمن أشرف" واحد من أصل ما يٌقارب من ثلاثين طفل كانوا في زيارة إلى مشروع قناة السويس الجديدة، في رحلة نظمتها مستشفي سرطان الأطفال 57357 إلى المشروع، بصحبة من الأطفال المرضى وأهاليهم إلى مواقع الحفر، ليستقبلهم مجموعة من قيادات الجيش الميداني الثالث.
ثقل المرض لم يمنع "عبد الرحمن" من حماسة الاطفال لرؤية المشروع حين وجهت إليه الدعوة من إدارة المستشفي، أكثر من أربع ساعات قطعها الطفل بصحبة زملائه من القاهرة من أما المستشفى إلى السويس حي موقع الحفر، "فرحت عشان هشوف المشروع واشوف العمال والجيش"، لم تتخطى قناة السويس في مخيلة الطفل إلا صورة رأها على خريطة كتاب مدرسي أو في إعلان تلفزيوني، ليرى الحماسة تتفصد من جباه العمال "شفت عربيات بتنقل الرمل.. صحرا والسيسي هيعملنا قناة تانية".
تجاوز "عبد الرحمن" فترة العلاج الكيميائي وهو الآن في فترة المتابعة، يستقطع معها زيارة أسبوعية إلى المستشفى من أجل إتمام الفحوصات، ومنها يستقطع يوم دراسي معتاد "في المدرسة عارفين إني مريض وبيراعوا"، تكريم من قائد الجيش الميداني أثناء الزيارة للأطفال يذكره الصبي، ووالدة تحكي "لولا المستشفى مكنتش اقدر اجيب ابني مكان زي ده، التسهيلات كلها موجودة لرعاية الأطفال في الزيارة".
في عين "جنة" ذي التسع سنوات، كانت آثار الدهشة ترتسم مما رأته من أعمال للحفر، وبصوت تلمع فيه الطفولة "أنا بحب السيسي كتير والمشروع حلو أوي"، "أحلي استقبال وأفضل شرف ينوله كل مصري بزيارة المشروع" يقول "حسن عبد الفتاح" والد "جنة" الذي جاء بصحبتها "الفرحة هنا عارمة".
مشقة الطريق على المرضى لم تقلق الأب من الرحلة إلى المشروع "المستشفي موفرة كل التجهيزات، والفريق الطبي من المستشفى المصاحب لنا كان مستعدًا لأي عمل"، يستكمل الحديث "مصطفي الكوري" أحد منظمي الزيارة من مستشفي سرطان الأطفال أن أغلب من تم اختيارهم من الأطفال أثناء الزيارة هم من في مرحلة المتابعة بعد العلاج الكيميائي؛ لكي يتحملوا مشقة الطريق والسفر، وإن الأطفال المشاركة من مختلف المحافظات، جاء بناءًا على دعوة من إدارة المستشفى، إيمانًا منهم بالمشروع القومي، وضرورة مشاركة فريق من الأطفال في رؤية الحدث.
وعلى أوتار الأنغام الوطنية، كانت استراحة قصيرة للأطفال أثناء زيارة المشروع، وجد فيها "إبراهيم محمد" فرصة لإلتقاط الأنفاس بعد مشقة الطريق، الاستقبال الحافل كما يقول الصبي ذو الخامسة عشر عامًا هون عليه وحدة الطريق؛ فهو لم يأتِ بصحبة أيًا من أهله "عندنا في البيت بيفضلوا إن أي زيارة اطلعها مع المستشفى تكون مع الصُحبة، والأفضل إنها تتم بعيد عن اخواتي عشان المرض".
قيادات من الجيش مرت أمام عين الصبي مريض السرطان بالدم، شروحات مبسطة تراعي طفولتهم لمشروع قناة السويس الجديدة، مشاهد من أعمال القناة التي تدور على قدم وساق بثت الحماسة في نفس الطفل بالصف الأول الثانوي، قدوم مباشر على موقع الحفر من الطريق الطويل الذي قطعوا الأطفال من القاهرة "أنا شايف إنه مشروع كويس جدًا، وهيدخل فلوس كتيرة لمصر".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك .. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: