لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور..''مصراوي'' بين ''الشغيلة الشقيانين'' في موقع حفر القناة

09:19 م الأحد 07 سبتمبر 2014

كتب - إسلام الجوهري:

بعد مرور 32 يوما علي بدء عمليات الحفر في مشروع قناه السويس الجديد والذي سيكلف مصر نحو 60 مليار جنيه، يقضى ''مصراوي'' يومًا كاملًا في موقع الحفر، ليرصد المشكلات التي تواجه تنفيذ المشروع، وأحوال العمال، وعددا من زيارات المصريين التي صادفها اليوم.

تواصل عمليات الحفر علي قدم وساق

سيارات محملة بالرمال تجوب المنطقة، آلات الحفر لا تهدأ، خاصة بعد بدء المرحله الثانية من الحفر التي يتولي تنفيذها حوالي 65 شركة مختلفة موزعة عليهم مساحات ما بين 500 متر إلي 1 كيلو متر، وتستمر عمليات الحفر حتى الوصول إلى المياه الجوفيه.

يقول المهندس أحمد هشام من شركة ''باركو تريد'' إنهم انتهوا في موقعهم من الوصول إلى مستوي المياة الجوفية حيث أنجزوا عمل 3 أشهر خلال شهر واحد، وأنه بعد ذلك ستدخل ''كراكات'' الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتواصل عمليات الحفر لتستكمل المرحله الثانية منه، حيث تتعامل مع الرمال والمياه الجوفية التي ستكون عبارة عن ''الطين'' والتي يصعب التعامل معها بغير ''الكراكات''.

وأشار ''هشام'' لـ''مصراوي''، إلى أن الجيش حدد مهله لـ 65 شركة تقوم بعمليات الحفر، للانتهاء من هذه المرحلة، والوصول إلى المياه الجوفية، مشيرا إلى أن موقع شركة ''باركو تريد'' وموقع شركة ''بتروجيت'' المجاور لها، وصلوا بالفعل إلى المياه الجوفية في شهر واحد فقط بدلًا من 3 أشهر.
ويؤكد أن العما يحصلون علي مرتبات أكثر من المهندسين أنفسهم، مشير إلى أن بعض سائقي اللوادر، تصل يومايتهم إلى 150 جنيه، وبعض العمال الآخرين إلى 100 جنيه في اليوم.

العمال يعملون من 12 إلى 16 ساعة يوميا

يتبادر إلى الأذهان بمجرد الحديث عن عمليات حفر قناة السويس القديمة، صورا تحكي عن نظام السخرة، الذي كان يتم التعامل به مع المصريين، والذي أدي إلى موت 125 ألف عامل على مدي 10 سنوات.

''مصراوي'' تجول بين معسكرات العمال خلال فترة راحتهم في الـ 3 عصرا، والتي يحصل فيها العمال على راحة لتناول وجبة ''الغداء''، وهي وجبة مدعمه من الجيش ثمنها 13 جنيهًا تحتوي على ''نصف فرخه، وأرز، وخضروات وفاكهة''.

عرق العمال يروي صحراء سيناء، خيام بسيطة علي بعد عدة كيلومترات تقطعها مشيًا على الأقدام للوصول إلى أحد معسكرات العمال، في كل موقع عمل يتجمعون فيه وقت الراحة، يتناولون وجباتهم الأساسية، يقطع العامل في نظام العمل بالقناة، من 8 إلى 10 ساعات صباحًا حتي الثالثة عصرًا ليتناول ''الغداء'' ويحصل علي راحة، ثم يعود للعمل من 4 إلى 6 ساعات أخرى، ويتبادل العمال الورديات بعد ذلك في الليل والنهار .

يروي أحد العمال، أن التعب الذين يشعرون به ''ممزوج بالوطنية''، فلا يهمهم ما إذا كان المقابل المادي كبير أو صغير، فالكل يساهم بشكل أو بآخر في هذا المشروع العظيم، بحسب وصفه، ويضيف ''محمد'' أحد العمال في المشروع أن يومية العامل تصل إلى 100 جنيه أي أنه يحصل في الشهر على 3000 جنيه، مشيرا إلى اهتمام الجيش بهم وتوجيه التعليمات من آن لآخر فى عمليات الحفر المختلفة، وأنهم وفروا لهم عيادات وسيارات إسعاف في حالة إصابة أحدهم.

الأمراض التي تصيب العمال وسبل تأمينهم

منحت شركة ''مصر للتأمين'' وثيقة تأمينية مجانية لجميع العاملين بمشروع محور قناة السويس الجديدة، للتأمين على الحياة من الأخطار الناجمة عن العمل، وذلك دعمًا للشباب المشاركين في المشروع، وأكد القائد العسكري للمشروع حصر أسماء العاملين الغير مؤمن عليهم ليتم التأمين بشكل سليم.

ورصد ''مصراوي'' العيادات المتنقلة التي وفرتها وزارة الصحة، لضمان إجراءات السلامة في حالة وجود أي أمراض أو تعرض العمال لإصابات أثناء عمليات الحفر، وتضم تلك العيادات تخصصات (الباطنة - والجراحة - والمسالك البولية''، إضافة إلى غرفة عمليات مجهزة في أوتوبيس كبير الحجم، يحتوي على أجهزة طبية وأدوات للتعقيم والجراحة ومجهز لاستقبال الحالات الحرجة التي تحتاج إلي تدخل سريع.

يقول أحمد جودة المسؤول عن غرفة العمليات أنه يستقبل جميع حالات الطوارئ الموجودة في الموقع، مشيرًا إلى أنهم استقبلوا نحو 76 حالة من العمال المصابين، من بينهم 4 أصيبوا بلدغات عقارب، وتم التعامل ومداواتهم ونقلهم بعد ذلك إلى مستشفى الإسماعيلية العام، وخرجوا جميعهم بفضل الله وعادوا للعمل مرة أخرى.

وأشار جودة لمصراوي أن الأوتوبيس مجهز بكل الإمكانيات والأجهزة اللازمة لمواجهة أي طوارئ، لتأمين حياة العمال والمهندسين في المشروع، مشيرا إلى أن المشكله الوحيدة التي تواجههم هي الكهرباء، حيث أنه بعد انتهاء وقت الزيارات كثيرا ما يتم إغلاق مولد الكهرباء الخاص بالجيش، وبالتالي يتم تشغيل مولدات سيارات الإسعاف حتى يستكمل العمل.

وأشار ''جودة'' إلى وجود حالات مرضيه بسبب تأثير أشعة الشمس، وارتفاع درجة الحرارة، وعدد ساعات العمل، حيث يستقبلون يوميا مصابين بارتفاع درجة الحرارة، والصداع.

زيارات لا تنقطع

شهد موقع حفر القناة خلال شهر كامل، انطلقت زيارات يومية من المصريين بمختلف طوائفهم، ويقول أحد لواءات الجيش هناك إن المكان مفتوح لكل مواطن مصري يرغب في القدوم ومشاهدة هذا المشروع القومي العظيم، مشيرًا إلى أن أي زيارة للمشروع تكون تحت تأمين القوات المسلحة، ويستمع المواطنون إلى شرح كامل ووافٍ عن المشروع، ويطّلعون على تفاصيله، فضلا عن رؤية العمل في أرض الواقع، ومتابعة ما يتم إنجازه.

تصادف في هذا اليوم وجود زيارة تضم وفد من رجال الدين ومشيخة الأزهر، ووفدا من الفنانيين والإعلاميين، أبرزهم الفنان هاني سلامة، وندي بسيوني، وفاطمه ناعوت، إضافة إلى وفد من المركز الكاثوليكي للسينما.. الكل كان يتزاحم ليستمع إلى شرح مفصل عن المشروع، والبعض هرب من الزحام وفضل الحديث مع العمال والجنود المتواجدين هناك، الذين وقفوا تحت لافته مكوب عليها ''يد تبني ويد تحمل السلاح''.

قال الفنان هاني سلامة: إنه فخور بأنه يعيش حلم قومي حقيقي في هذه البلاد، وفخور بأن السيسي رئيسا لمصر، والذي جاء ومعه العديد من المشروعات القومية والتنموية التي تحمل الأمل من جديد، وتمني أن يصاحبه التوفيق في تنفيذ كل الخطط التي أعلن عنها.

وأشار ''سلامة'' لـ''مصراوي'' إلى أن حفر قناة حلم يجب أن نتحمل من أجله كل شئ مثل انقطاع الكهرباء والغلاء، مضيفا أن المشروع سيحدث نقله كبيرة لمصر واقتصادها.

أطفال تشارك في العمل بالمشروع

برغم صغر سنهم، وعلامات البراءة التي ارتسمت علي وجوههم ، إلا أن عرقهم امتزج بعرق عمال ومهندسي قناه السويس، ''بنشتغل عشان نأكل العمال اللي ببتعبوا''، هكذا برر محمد 9 سنوات عمله في قناه السويس، مشيرًا إلى أنه يعمل مع والده، ويمرون على العمال لبيع المأكولات أو المشروبات بسعر مناسب خاصة وأن المنطقة صحراوية.

بينما يقول أحمد (عاما)، إنه ترك القاهرة هو ووالده من أجل ''لقمة العيش''، حيث جاءوا إلى قناة السويس لبيع الأعلام والمشروبات لزوار القناة، وأشار إلى أنهم يقيمون في المنطقة بشكل دائم وأن ''العمال شايفين شغلهم ومبيرتاحوش''، بحسب وصفه، ولفت إلى أن التعامل مع الجيش محترم وحاسم، واختتم حديثه بقوله: ''مش هتنفعنا بحاجه بقى''.

وبحلول الليل تركنا المكان، والعمل يتواصل على قدم وساق، وأصوات آلات الحفر وسيارات نقل الرمال تهز سكون الصحراء، فيما عادت زيارات ووفود هذا اليوم.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان