"الطيار" الطليق بأمر القضاء.. السجين بإرادة الشعب
كتب ـ محمد الصاوي:
ثقته في براءته لانعدام الأدلة، جعلته يجلس في القفص كأنه يؤدي دور سينتهي قريبًا، لم يتوتر لم يشك أنه مازال رئيساً ولو على سبيل المعاملة.. قراراً تلو الآخر، يخرج من منصة القضاء ليبرئ الرئيس الأسبق مبارك من كل ما نسب إليه من تهم.
ابتسامات مبارك ونظرات عينيه من وراء النظارة السوداء وتلويحه لأنصاره، وسخرية دفاعه "الديب" الذي تتوهج في عينيه نظرة يعتبرها البعض شماتة لأهالي الشهداء والمصابين والثوار، وإشعاله سيجاره المتعاد، جميعها كواليس محاكمات مبارك.
مبارك العسكري "طيار" ثم الرئيس ثم المتهم وصولاً الى "البرئ"، محطات معروفة للجميع وذاق الشعب الأمرين من الثلاثي الاخير من فصولها، فقد عانوا الفقراء طوال فترة حكمه، وثاروا حتى يصنف متهمًا، وخُذلوا عندما اصبح برئ.
الجنايات قضت ببراءته من تهم قتل المتظاهرين والفساد المالي، مما ادى الى رفض شعبي، استتبعه نزول البعض الى ميدان التحرير، وهذا ما قابلته الداخلية بمواجهة عنيفة اسفرت عن مصرع اثنين من المتظاهرين عقب إصابتهم بطلقات حية.
واليوم قضت محكمة النقض بقبول الطعن المقدم منه والغاء الحكم الصادر بسجنه في قضية الاستيلاء على القصور الرئاسية، مما يعني اخلاء سبيل مبارك بشكل رسمي، إلا أن مبارك بحسب تصريحات من مقربين له سيمكث فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، لسببين الاول استكمال علاجه، والاخر أن المستشفى هو المكان الاكثر امانًا له حتى الآن، نظرًا لصعوبة تأمينه فى مكان اخر.
مبارك.. رغم توالي صدور قرارات براءته واخلاء سبيله، الا أنه مازال مدانًا فى رأي الكثير من ابناء الشعب المصري وخاصة شباب الميدان، والذين يرون أن مبارك ودفاعه اذا كانوا قد تمكنوا من اخفاء وطمس ادلة ادانتهم وقتلهم المتظاهرين، والحصول على البراءة امام القضاء، الا أنه مازال مداناً فى عين كثير من المواطنين وخاصة اهالي شهداء الثورة ومصابيها، لذلك فإن مبارك لن يتمكن من العودة للحياة العامة لدواع امنية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: