لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.. أين رفقاء الميدان؟

12:15 م السبت 24 يناير 2015

ثورة 25 يناير

كتب- محمد قاسم:

قبل أربعة أعوام انطلقت ثورة 25 يناير بمشاركة شعبية عارمة لم تكن لتخرج في أيامها الأولى، أفرزت الثورة -التي لم تحظى بقائد- حركات وأحزاب جديدة بنَت نفسها تحت اسم الثورة، بينما حزب السلطة ''الوطني المنحل'' سقط دويا في الأيام الأولى بسقوط رؤسه، وكان أيضا أحزاب نفضت يدها عن السياسة قبل الثورة أيام السمع والطاعة فضلا عن شخصيات عامة وخارجية فرضت نفسها.

فترتان انتقاليتان وفترة رئاسية أولى بعد يناير؛ لم تعدو سنة أقحمت بطلها في السجن ومن خلفه أنصاره، ثم فترة ثانية مرت منها 6 أشهر وتسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار، فضلا عن 6 حكومات مختلفة تولت أيضا.. حتى أصبح لسان حال نزاع وصراع الأحزاب والقوى السياسية بعد الثورة يمثل مقولة تكثر الحكومات والخلاف واحدا.

في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، الرفاق الذين التفوا وتحدثوا بإسم الثورة فرّقهم السعي وراء المكاسب السلطوية، بدءً بالانتخابات البرلمانية والصراع بين القوى الليبرالية والإسلامية واليسارية ثم معركة الدستور والخلافات والصراعات بين القوى والطوائف المجتمعية حول مواد توضع في صالحها قد تنفعها مستقبلا.

إلى أن تم حل البرلمان ذات الأغلبية الإسلامية في يونيو 2012 بعد حكم قضائي أثار الجدل حينها، ثم الانتخابات الرئاسية -في ذات الشهر- المعركة الحامية التي أفرزت توحّد القوى الحزبية المحسوبة على الثورة وراء رجل الإخوان محمد مرسي، في مواجهة مفاجأة أحمد شفيق الرجل المحسوب على نظام مبارك.

في يوليو 2012، جاءت الطامة الكبرى بعدما صدر الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس الإخواني محمد مرسي، عزل من خلاله النائب العام أعلى سلطة تحقيق في البلاد، ودعا مجلس الشعب ''المنحل'' إلى الإنعقاد، وتجلت صور الانقسام الذريع في ذلك الوقت وتشكلت جبهة الإنقاذ، وانقسم المشهد السياسي منذ ذلك الحين بين فريقين الإخوان وأنصارهم السلفيين من جهة، والتيار المدني والليبرالي من جهة أخرى، خلّف دماء غزيرة أسيلت نتيجة صراع على سلطة خاوية وصل صداه حتى الآن ولم يكف.

أما جبهة الإنقاذ التي دشنت في نهاية 2012 تكونت من أحزاب وقوى يسارية وليبرالية وعدد من الشخصيات العامة أبرزها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والدكتور محمد البرادعي، والسياسي المخضرم عمرو موسى فضلا عن شخصيات عامة معارضة لقرارات الرئيس محمد مرسي في عزل النائب العام وإعادة مجلس النواب.

والحركات الشبابية مثل 6 إبريل وعدد من الحركات الصغيرة فقد انضمت للواء المعارض لجماعة الإخوان وأنصارها الإسلاميين.

قُدّمت في 30 يونيو 2013 حركة شبابية وفي يدها ورقة ''تمرد'' للتبرأ من الرئيس الإخواني محمد مرسي وجماعته وأعضاء التيار الإسلام السياسي، فخرج الملايين إلى الشوارع محتجين على سياسة الإخوان وأنصارها، وقاد الجيش الجانب العملي من الاحتجاج بتجميع القوى المناوئة للإخوان وإعلان عزل رئيسهم والإعلان عن خارطة طريق جديدة وتولية المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية.

قوى سياسية ومؤسسات الدولة اجتمعت جميعا بقيادة الجيش نحو مرحلة جديدة من عمر الثورة الأم 25 يناير، عارضها الإخوان وأنصارها السلفيون ماعدا (حزبي النور ومصر القوية)، هنا نتجت سلطة جديدة وأصبحت القوى المعارضة في السلطة وأصبح الإخوان معارضون، واقتنص الدكتور البرادعي منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت للشئون الخارجية، والدكتور حازم الببلاوي رئيسا للوزراء القيادي في جبهة الإنقاذ.

عناد الإخوان وأنصارهم أطال خارطة الطريق وأحدثت منعطفات كثيرة وخطيرة وأراقت دماء، كان اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة شاهدا، لعنته لم تنته بعد. وكان فضهما قشة جديدة قسمت قوى الثورة، واستقال الدكتور البرادعي وغادر إلى أوروبا، ولاقت اجرءات الفض وسقوط الضحايا الكبير إلى اعتراض القوى السياسية والعالم وقتئذ.

ثم جاءت ظروف سياسية جديدة أظهرت تذمر بعض الشباب والحركات أثناء وضع دستور 2013 ومادة محاكمة المدنيين عسكريا، والقانون المنظم للانتخابات البرلمانية، ثم بعدها صدور القانون المنظم للتظاهر سيء السمعة في نهاية عام 2013 ثم بعدها القبض على نشطاء ثوريين في التظاهر دون تصريح أمثال (علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل وغيرهم من الشباب) واشتدت القبضة الأمنية وأعلنت عدة احزاب وحركات ثورية مثل (الدستور – التيار الشعبي) مؤيدة لما بعد 30 يونيو تذمرها، ثم بعدها الاعتراض على تقديم الانتخابات الرئاسية على الانتخابات البرلمانية.

وحرصت بعض القوى والحركات على البقاء على مسافة قريبة من السلطة أمثال (حزب الوفد – المؤتمر – المصري الديمقرطي - النور السلفي وغيرها) في حين أبدت أحزاب وحركات (الدستور – مصر القوية – 6 إبريل – التيار الشعبي وغيرها أيضا) تحفظها واستيائها من السلطة.

وكان الإخوان طوال قرابة عام ونصف العدو اللدود للسلطة، وأنصارها أيضا الذين أنشق أغلبهم عنها (الوسط – الاستقلال – الجبهة السلفية) في أوقات متلاحقة مع استمرار السياسات الإخوانية في الإصرار على عودة الرئيس الشرعي مرسي بحسب أحاديث بعضهم حينها.

وبدخول العام الخامس على ثورة 25 يناير التي تلقت تشويها وسط تمزق منّ ألتفوا حولها ولعبوا سياسيا بها، يبقى السؤال أين رفقاء الميدان؟!.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان