2014.. عام التعديات يسرق حقوق الأجيال القادمة في الحياة
تقرير - محمود سليم:
50 ألف فدان سنويًا تخسرها مصر بسبب التعديات على الأراضي الزراعية.. تهديد ووعيد من الحكومة بتغليظ العقوبات.. وتحذيرات باختفاء الدلتا خلال 60 عامًا إذا استمرت التعديات بهذه الوتيرة المتسارعة، وخلال عام 2014 فقدت مصر 51 ألف فدان في أكثر من مليون و 173 ألف حالة تعدي.
ويبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أدرك جيدًا الخريطة الزراعية لمصر، ووضع ضمن أولوياته مشروع استصلاح 4 مليون فدان خلال أول 3 ثلاث سنوات من حكمة الذي بدأ يونيو الماضي.
ويتفق المسؤولين عن الأراضي الزراعية في مصر على سوء الحالة التي وصلت لها الدلتا، ويشير المستشار الزراعي للرئيس السيسي، الدكتور هاني الكاتب، إن مصر فقدت خلال الفترة من عام 1972 إلى عام 2011 ما يقرب من 50% من مساحتها الزراعية.
ويشير الكاتب في تصريحات لـ"مصراوي"، أن مصر أعلى نسبة تصحر في العالم، وتخسر منذ عام 2011 حتى الآن ما يقرب من 100 ملعب كرة قدم، "كدة الحضارة المصرية هتنتهي".
ويحذر وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عادل البلتاجي، خلال تصريحات صحفية، من اختفاء الدلتا خلال 60 عام، " إذا استمرت التعديات على الأراضي الزراعية بهذه الوتيرة المتسارعة".
وخلال السنوات الثلاثة التي تلت ثورة 25 يناير، فقدت مصر 150 ألف فدان، بحسب تصريحات البلتاجي، مشيرًا إلى أن خلال الـ 20 عامًا الأخيرة من فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان معدل فقدان الأراضي الزراعية 30 ألف فدان سنويًا.
خريطة التعديات:
ووضع البلتاجي 29 ألف خريطة للتعديات على الأراضي الزراعية بالمحافظات، وتم استدعاء المحافظين لتسلم صور الخرائط لتنفيذ قرارات الإزالة، مشيرًا إلى أنه في عام 1984 كانت مساحة الأراضي الزراعية 7.1 مليون فدان، تم زيادتها عام 2007 إلى 8.5 مليون فدان.
وأوضح أن التعديات على الأراضي الزراعية التهمت مساحة كبيرة منها ولم يتبقى إلا 141 ألف فدان فقط من إجمالي المساحة، مشيرًا إلى أن مساحة المباني كانت عام 1984 442 ألف فدان ارتفعت عام 2007 إلى مليون فدان بزيادة قدرها نصف مليون فدان عن التصوير الجوي الأول.
ويحدد الدكتور عبدالعزيز شتا، مسؤول ملف التعديات علي الأراضي بوزارة الزراعة، في تصريحات لمصراوي، أعلى المحافظات من حيث خريطة حالات التعدي التي اعدتها الوزارة، مشيرًا إلى أن محافظة المنوفية احتلت المركز الأول في حالات التعدي، بإجمالي 153 ألف حالة، تلتها البحيرة بعدد 136 ألف حالة، ثم القليوبية بإجمالي 100 ألف حالة، تلتها الشرقية بمعدل يقترب من 97 ألف حالة، ثم محافظة الدقهلية بإجمالي 93 ألف حالة.
وأشار شتا إلى أن إجمالي مساحات التعديات منذ عام 1983 وحتى اندلاع ثورة 25 يناير 2011 بلغ 103 آلاف، و267 فدانا، تمت إزالة 58 ألف فدان منها، وفشلت الحكومة في إزالة التعديات على مساحة 44 ألف فدان.
التعديات تسرق حقوق الأجيال القادمة
ويؤكد المستشار الزراعي للرئيس، الدكتور هاني الكاتب، خلال تصريحاته لمصراوي، أن التعديات على الأراضي الزراعية تسرق حقوق الأجيال القادمة في الحياة، مشيرًا إلى أن مشكلة مصر هو السوء في استخدام الموارد والنقص في الابتكار.
ويتفق الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في بيان له حصل مراسل مصراوي على نسخة منه؛ مع الكاتب في أنه خلال 60 عامًا لن تبقَ هناك أراضي يمكن للأجيال القادمة زراعتها، لافتًا النظر إلى أن الوزارة تعتزم خلال الفترة القادمة إعداد قانون بتغليظ العقوبات على من يتعدى علي الأراضي ضمن حزمة من القوانين يعتزم تقديمها خلال المرحلة المقبلة لتفعيل استراتيجية التنمية الزراعية 2030، ولكنهم في انتظار انتخاب مجلس الشعب.
ومن المنتظر أن يقوم القانون بتغليظ عقوبة التعدي على الأراضي الزراعية بالسجن لمدة لا تزيد عن 5 سنوات، بالإضافة إلى غرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه، عن كل فدان تم تبويره، فضلاً عن مصادرة الآلات والأدوات والمعدات المستخدمة في أعمال التعدي بالبناء، أو التجريف للأراضي الزراعية، واعتبر المشروع الجديد التعدي على الأراضي الزراعية جريمة مخلة بالشرف والأمانة، تمنع مرتكبيها من ممارسة حقوقهم السياسية، وعضوية الجمعيات التعاونية ومجالس إدارات التشكيلات النقابية والاتحادات التعاونية.
وتنتظر مصر في 2015، مليون فدان جديد يضاف إلى حصيلة رقعتها الزراعية، ضمن الخطة التنموية للرئيس عبد الفتاح السيسي لزراعة 4 ملايين فدان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: