لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كلمة الرئيس السيسي أمام قمة الهند - "نص كامل"

10:11 ص الخميس 29 أكتوبر 2015

كتب- إبراهيم عياد:

ألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة أمام القمة الثالثة لمنتدى الهند-أفريقيا تحت شعار "شراكة نشطة ورؤية مشتركة"، المنعقدة في الهند، موجهاً الشكر للحكومة الهندية على حسن الاستقبال في إطار التعاون بين القارة الإفريقية والهند.

وكان قد صرح السفيرعلاء يوسف أن الرئيس عقد اجتماعاً مع رئيس الهند "برناب موخيرجى"، الذى أعرب عن سعادته وتقديره لزيارة الرئيس، مشيراً إلى أن مشاركة فى القمة الثالثة لمنتدى الهند-أفريقيا تساهم فى نجاحها وفى التوصل إلى نتائج تُحقق نقلة نوعية فى علاقات التعاون القائمة بين بلاده والقارة الافريقية.

كما استعرض الرئيس "موخيرجى" التاريخ الطويل الذى يجمع مصر بالهند، واشتراك البلدين فى صياغة مواقف الدول النامية عقب التحرر من الاستعمار. وأشار إلى أنه يتابع باهتمام التطورات التى تشهدها مصر، حيث أشاد فى هذا الشأن بنجاح القيادة المصرية فى إعادة الاستقرار السياسى ودفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما أشاد الرئيس الهندى بالمشروعات الكبرى التى تُنفذها مصر حالياً، ولاسيما مشروع قناة السويس الجديدة الذى تم تنفيذه خلال عام واحد، مؤكداً حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة على كافة المستويات وزيادة الاستثمارات الهندية.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس أمام قمة الهند:

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس وزراء الهند،
فخامة رئيس جمهورية زيمبابوى، ورئيس الاتحاد الأفريقي،
أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،
السيدات والسادة،

يطيب لي في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لدولة رئيس وزراء الهند ولشعب وحكومة الهند الصديقة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وكذلك على الجهود المبذولة فى الإعداد لهذه القمة المهمة التى تنعقد تحت شعار "شراكة نشطة ورؤية مشتركة"، والذى يجسد جوهر شراكتنا وأساس عملنا المستقبلى .. فى إطار سعينا لترسيخ أركان التعاون بين قارتنا الأفريقية والهند.

إن التحديات التى يواجهها العالم أجمع والدول النامية بشكل خاص تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام حكوماتنا وشعوبنا .. وتتميز الشراكة الأفريقية / الهندية بمكانة متميزة باعتبارها أحد أهم نماذج التعاون البناء بين دول الجنوب، إذ تستند إلى تاريخ مشترك فيما يتعلق بالكفاح من أجل التحرر الوطنى، كما كان هناك أثر ملموس للشراكة بين الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو فى تأسيس حركة عدم الانحياز، وفى جهود إعادة صياغة أسس النظام العالمى على نحو أكثر عدالة .. يحمى مصالح الدول النامية .. ويلبى تطلعات شعوبها نحو مستقبل أفضل.

ومع تغير طبيعة التحديات التى يواجهها الجانبان.. ومجالات التعاون الجديدة التى تنامت أهميتها خلال السنوات الماضية .. كان هناك إدراك لأهمية البناء على الروابط المشتركة .. لإيجاد إطار مؤسسى للدفع قدما بهذه العلاقات فى مختلف المجالات .. حيث تم إطلاق محفل المشاركة بين أفريقيا والهند عام 2008 .. والذى نجح فى تحقيق نقلة نوعية خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى والفنى .. ونتطلع لأن تدشن قمتنا الثالثة والوثائـق الصادرة عنها آفاقا أرحب .. فيما يتصل بجهود مكافحة الفقر .. وتحسين الرعاية الصحية وتطويـــــر التعليــــم وغيـرهــا من المجـــالات .. وبما يتواءم مع استراتيجيات التنمية التى أقرتها القمم الأفريقية وفى مقدمتها "أجندة 2063".. وكذلك أجندة التنمية لما بعد 2015 .. التى شاركنا جميعا فى اعتمادها بنيويورك فى الشهر الماضى.

السيدات والسادة،
إننا نتطلع إلى تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين الأفريقى والهندى .. فى مجال تمكين الدول النامية من نيل مكانتها المستحقة .. فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات الدولية ومن بينها مجلس الأمن .. كأساس لا غنى عنه لتحقيق ديمقراطية العلاقات الدولية.

وأود فى هذا الصدد، التأكيد على أهمية الاستجابة لتطلعات وطموحات شعوب أفريقيا .. فى إزالة الظلم التاريخى الواقع عليها .. والحصول على التمثيل العادل الذى تستحقه بفئتى العضوية الدائمة وغير الدائمة بمجلس الأمن .. وفقا للموقف الأفريقى الموحد بكافة عناصره .. بالإضافة إلى أهمية إصلاح النظام الاقتصادى العالمى .. على نحو يعزز من تمثيل وأصوات الأسواق الناشئة والبلدان النامية .. فى الهياكل الاقتصادية العالمية.

كما أود أن أؤكد، بصفتى منسقا للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول تغير المناخ .. على أهمية تكثيف التشاور بين الجانبين الأفريقى والهندى .. فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بشأن تغير المناخ .. وذلك سعيا لضمان أن يتجاوب أى اتفاق يتم التوصل إليه فى هذا الشأن بباريس فى شهر ديسمبر القادم .. مع احتياجات الدول الأفريقية والدول النامية بوجه عام .. وأن يتضمن توفير الدعـم اللازم مـن تمويـل وتكنولوجيا .. وضرورة وفاء كل طرف بتعهداته ومسئولياته .. وفقا لمبدأ المسئوليات المشتركة وتباين الأعباء.

السيدات والسادة،

لعلكم تشاركوننى الرأى .. فى أهمية إيجاد حلول فعالة للنزاعات القائمة فى العديد من مناطق قارتنا الأفريقية .. والتى تعتبر من أهم معوقات التنمية .. وإذ نتأمل التحديات التى تواجه قارتنا اليوم .. فإننا ندرك الحاجة إلى تكثيف الجهود وحشد الموارد لتفعيل مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" .. وهو ما نسعى لتحقيقه كذلك فى إطار شراكتنا الطموحة مع الهند .. ونثمن فى هذا الشأن مساهمة الهند الفاعلة على صعيد عمليات حفـــظ الســلام الأممية فــــى القارة.

ودعم جهود الاتحاد الأفريقى .. لاستكمال تفعيل المكونات المختلفة لبنية السلم والأمن الأفريقية .. وأود الإعراب فى هذا السياق، عن بالغ تقدير بلادى للثقة التى حظيت بها مصر فى الانتخابات التى أجرتها الجمعية العامة منذ أيام .. وأسفرت عن اختيار مصر لتمثيل قارتنا الأفريقية فى مجلس الأمن لعامى 2016/2017 .. وأؤكد على أن مصر تعتزم من خلال عضويتها فى المجلس .. التركيز على أولويات قارتنا فيما يتعلق بمسائل السلم والأمن .. والعمل على التوصل لحلول فعالة لما تعانيه دولنا من نزاعات ومشكلات.

أؤكد كذلك على أهمية تعزيز التنسيق مع شركائنا فى الهند .. فيما يتعلق بالتعامل مع الأنماط غير التقليدية للمخاطر التى تهدد السلم والأمن .. وفى مقدمتها الإرهاب والقرصنة .. والجريمة المنظمة العابرة للحدود .. والتى تمتد تداعياتها لتهدد الأمن والاستقرار فى منطقتينا.

كما أود التنويه إلى أهمية تبنى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب .. لا تقتصر فقط على الجانب الأمنى.. وإنما تمتد لتشمل تجفيف منابع الإرهاب على الصعيدين الفكرى والاقتصادى .. ولا يفوتنى أن أشير إلى الدور الذى يضطلع به الأزهر الشريف لنشر رسـالة الإســـلام السمحة ومـــواجهة الأفكار المتطرفــة.. كما يتعين تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. وخلق فرص عمل للشباب .. والذين يلجأ العديد منهم إلى تبنى العنف بسبب البطالة وانسداد الأفق الاقتصادى.

القادة الأشقاء .. السيدات والسادة،
أود أن أؤكد على أهمية الدفع قدما بالتعاون الأفريقى الهندى فى مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية .. وتعزيز جهود الاندماج الإقليمى.. وفى هذا الصدد، فقد استضافت مصر فى يونيو 2015 قمة التكتلات الأفريقية الثلاثة .. التى شهدت التوقيع على اتفاق إنشاء أكبر منطقة تجــارة حـرة فـى أفريقيا تضـم ستا وعشرين دولــة..وهو ما يمثل نقلة نوعية على مستوى التجارة البينية الأفريقية .. ويعزز من جاذبية الأسواق الأفريقية للاستثمارات الأجنبية .. وأعرب عن تطلعنا اتصالا بذلك لزيادة الاستثمارات الهندية فى الدول الأفريقية.. للاستفادة بما يتيحه هذا الاتفاق من فرص واعدة.

كما أود أن أنوه فى هذا المقام .. إلى استضافة مصر لمنتدى الاستثمار والتجارة فى أفريقيا .. خلال الربع الأول من عام 2016 .. والذي يستهدف التعريف بفرص الاستثمار والتجارة التى تزخر بها القارة الأفريقية .. بما تمثله من سوق ضخمة وما تمتلكه من إمكانيات واعدة فى مختلف القطاعات الاقتصاديــة ومـن بينـــها الصنـــاعة والــزراعـــة والطـاقــة .. وثقتى كاملة فى أن مستقبل التجارة والاستثمار فى أفريقيا .. سيكون واعدا مزدهرا وسيساهم بفاعلية فى بناء مستقبل هذه القارة .. وتحقيق آمال وطموحات شعوبها.

من ناحية أخرى، أؤكد على أهمية تكثيف الاهتمام بقطاع البنية الأساسية .. من خلال مشروعات عملاقة ضمن برامج وخطط متفق عليها وقابلة للتنفيذ .. بهدف تعزيز التكامل الإقليمى .. ويطيب لى التنويه فى هذا الصدد، بقيام مصر منذ شهور قليلة بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة..هذا المشروع الواعد الذى لا ينظر إلى القناة باعتبارها ممرا ملاحيا عالميا فحسب .. ولكنه يأتى ضمن مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس .. الذى سيجعل من مصر مركزا إقليميا ودوليا للتجارة والاستثمار والخدمات .. وأدعو أشقاءنا الأفارقة وشركاءنا فى الهند للمساهمة فى تنفيذ المشروعات المقرر إقامتها فى إطاره .. لمردودها وعوائدها الاقتصادية الواعدة.

السيد الرئيس، إن اجتماعنا اليوم ما هو إلا خطوة على مسيرة التعاون الأفريقى الهندى .. وفى هذا الإطار، فإن مصر باعتبارها بوابة أفريقيا نحـــــــو الشــــــرق وجســــــرا للتواصــــــل مــــــع آســـيا ..وفى ضوء ارتباط شعبها على مر العصور بعلاقات تاريخية وثيقة مع الشعب الهندى الصديق .. وامتداد التنسيق السياسى والتعاون الاقتصادى والثقافـى بينهما فى السنوات الأخيرة إلى آفاق رحبة .. لتؤكـد على عزمها المساهمة بفاعليـة فى الدفـع قدما بالشراكة الأفريقية/ الهندية ..من خلال المساهمة الفاعلة والبناءة فى تنفيذ خطة العمل وإطار التعاون .. وبما يحقق مصالح شعوبنا ويلبى تطلعاتها فى إرساء الأمن والاستقرار.. وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
شكــرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان