مرصد الإفتاء يدين تفجير الحشد الشعبي لمسجد "بيجي"
كتب - محمود علي:
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على حرمة الاعتداء على دور العبادة كافة، وخاصة المساجد التي تتعرض لموجة من التفجير والهدم على يد كل من تنظيم "داعش" الإرهابي، والحشد الشعبي في مختلف البلدان العربية والإسلامية.
جاء ذلك ردًا على فتوى صادرة عن أحد قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي تحت إسم "إتحاف الأذان في حكم معابد نجران" للقيادي الداعشي "أبي المقاتل" والشهير باسم "أبو الليث الكناني" وهو مصري الجنسية، والذي أكد في فتواه على وجوب استهداف كل مساجد نجران بالسعودية التابعة للشيعة الإسماعيلية، مشبها تلك المساجد بالمعابد الوثنية التي يعبد فيها الأصنام من دون الله، بالإضافة إلى قيام الحشد الشعبي بتفجير مسجد الفتاح - أكبر جوامع مدينة بيجي – وترديدهم عبارات طائفية مرفوضة
وشدد المرصد على أن مساجد الشيعة كمساجد السنة لا يجوز الاعتداء عليها أو التعرض لها بالهدم أو التفجير، فالمساجد لله ينبغي تعظيمها وإقامة الشعائر الدينية فيها والسعي في عمارتها، والمحافظة على الصلاة فيها، قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.
وأضاف المرصد أن الاعتداء على المساجد بأي صورة كان هو من أشد صور الإفساد في الأرض؛ فالمسجد مكان للتعبد والأمان، ولا يجوز تحويله إلى مكان تهجم وتهديد، مصداقا لقول الله تعالى، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
ونوه المرصد على خطورة تشبيه المساجد بالمعابد الوثنية على حد تعبير تنظيم "داعش"، وهو ما يعد إساءة لبيوت الله التي أمر أن ترفع ويذكر فيها اسمه، كما أنه لا يجوز بحال من الأحوال التذرع بأنها مساجد للطائفة الشيعية أو السنية كمبرر للاعتدء عليها، فالبيوت كلها لله، يذكر فيها اسمه تعالي، وتتلى فيها آياته، ولها قدسية في قلوب وعقول المسلمين كافة، دون تمييز أو تفرقة، إلا أن دواعش العصر وخوارجه لا يأتمرون بأوامر الله، ولا ينتهون عما نهى عنه، وإنما تحركهم مصالحهم وأجنداتهم الخارجية التي لا تراعي في مسلم أو غير مسلم إلاً ولا ذمة.
وأكد المرصد على أن التنظيمات الإرهابية لا تزال تراهن على الورقة الطائفية في استراتيجيتها الخبيثة، وتعمل بكافة الطرق على إثارتها وتأجيجها كي يكون له موطأ قدم تمكن له من الدخول إلى البلدان والعبث بها وبمقدرات شعوبها، كما حدث في سوريا والعراق، حيث مثلت الورقة الطائفية البوابة التي مكنت لجماعات وحركات التطرف من السيطرة والتمدد على مساحات ومدن بأكملها هناك.
ودعا المرصد كافة المسلمين في العالم إلى الإعراض عن الدعوات الهدامة والخبيثة للتنظيمات التكفيرية والطائفية، والتمسك بصحيح الدين ومقاصده العليا التي تحمي الإنسان والبنيان، وتجمع في رسالتها بين الساجد والمساجد، لنقف جميعًا صفا واحدًا أمام المد التكفيري والطائفي في عالمنا العربي والإسلامي.
فيديو قد يعجبك: