لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كابوس الأدوية منتهية الصلاحية.."صحتك مش في العلبة دي"- (تقرير)

06:45 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

الأدوية منتهية الصلاحية

تقرير ـ شيماء الليثي ومصطفي الجريتلي:

كارثة جديدة يشهدها سوق الدواء المصري، حيث يتعرض عدد كبير من المرضى المصريين للخطر، بسبب انعدام الضمير و تفشي الفساد، إنه كابوس انتشار الأدوية منتهية الصلاحية بالصيدليات في ظل غياب أجهزة الرقابة عن دورها في سحب تلك الأدوية.

ما هي أسباب انتشارها بالأسواق ؟

الدكتور أحمد فاروق، عضو مجلس نقابة الصيادلة، يقول إن المشكلة تراكمت بمرور السنوات بسبب امتناع شركات الأدوية عن أخذ و جمع الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات، مما يضطر الصيدلي إلى أحد الحلين، إما حرقها، وهو ما يؤدي إلى كارثة بيئية كبيرة لأنه غير منوط به الحرق و غير قادر على استخدام الاسلوب المتبع في حرق الأدوية، أو إلقائها في القمامة، و هو ما يهيئ لجهات أسماها فاروق بـ "مافيا كبيرة" جمعها و إعادة تدوريها و بيعها بالأسواق مرة أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى كارثة أكبر .

ويضيف فاروق خلال حديثه لمصراوي، الثلاثاء، أن هناك خطورة كبيرة على صحة المرضى المصريين من وجود تلك الأدوية بالأسواق ، لذلك فالحل الوحيد للتخلص منها هي الحل القانوني، حيث يوجد قرارات وزارية تلزم بسحبها من الأسواق و حرقها بمحارق معينة تحت رعاية و إشراف الشركات المصنعة و الإدارة المركزية لشؤن الصيدلة التابعة لوزارة الصحة و السكان ، لأن عملية الحرق و الإعدام تتم بشكل متخصص للغاية، إذ تختلف طرق الحرق من دواء لآخر، فالأمصال و المضادات الحيوية منتهية الصلاحية يتم اعدامها بطريقة مختلفة عن أدوية أخرى، لأنها تعد كائنات حية و يستلزم التخلص منها اتباع طرق و محارق معينة .

هل يمكن أن يميزها المريض ؟

يؤكد عضو مجلس نقابة الصيادلة أن هناك صعوبة بالغة في أن يميز المريض بين الدواء منهتي الصلاحية و الدواء السليم، لذلك لابد من وجود جهة رقابية تضرب بيد من حديد لردع ذلك التلاعب بصحة المريض المصري، كما يجب أن يتم محاسبة تلك "المافيا" التي تتجار بصحتهم و تعيد بيع الأدوية المنتهية على أنها سليمة .

دورة حياة الدواء

و يوضح فاروق أن الدورة التي من المفترض أن يمر بها الدواء تبدأ من استيراد المواد الخام و ثم تصنيعها من قبل مصانع و شركات الأدوية المصنعة ، ثم يمر بعد ذلك بمرحلة الاختبارات التي تقوم بها الشركة المصنعة لتحديد مدى مطابقته للمواصفات ، و في حال التأكد من جودته يتم تسليمه لشركات التوزيع التي تقوم بتوزيعه للصيدليات ، هي أيضا المسؤولة عن جمع منتهي الصلاحية منه بعد ذلك لإعادته لشركة التصنيع مرة أخرى و اعدامه في وجود مسؤول من الإدارة المركزية لشؤن الدواء .

ولكن بسبب عدم وجود رقابة مشددة لا تتم تلك الدورة على أكمل وجه ، مما أدى إلى ذلك الخلل و انتشار تلك الأدوية في السوق المصري .

غسيل السوق هو الحل

كان الحل الوحيد لمحاولة انهاء تلك الأزمة هو أن قامت نقابة الصيادلة قبل أيام بالتعاون مع غرفة صناعة الأدوية ورابطة الموزعين ورابطة الشركات المصنعة لدى الغير، بعقد اتفاقية غسيل السوق من الأدوية منتهية الصلاحية .

وفي هذا السياق يؤكد الدكتور محى عبيد ، نقيب الصيادلة ، أنه سيتم يوم 17 أكتوبر، بدء تنفيذ الاتفاقية وستمتد لستة أشهر ما لم تقرر اللجنة المشرفة إمداده لستة أشهر أخرى، موضحا أن الاتفاقية تضمنت أن تتسلم شركات التوزيع والإنتاج كافة الأدوية المنتهية الصلاحية من الصيادلة بلا قيد أو شرط، وتقوم بفحصها خلال 4 أشهر، وتعويض الصيادلة خلال ستة أشهر على الأكثر حسب حجم وكمية المرتجع.

ويضيف أن الاتفاقية تم توقيعها بعد توافق كافة أطراف لجنة غسيل السوق من الأدوية منتهية الصلاحية وتحت رعاية وزارة الصحة، بهدف التخلص نهائياً من الأدوية منتهية الصلاحية الموجودة بالسوق ، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من اتفاقية غسيل السوق من الأدوية منتهية الصلاحية سيتم وضع سياسة لقبول مرتجعات الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات .

ويشير نقيب الصيادلة إلى أن لجنة غسيل السوق من الأدوية منتهية الصلاحية في حالة انعقاد دائم لحل المشكلات التي تواجه الصيادلة ودراسة اتخاذ إجراءات تصعيدية تجاه الشركات سواء كانت الموزعة أو المنتجة، في حالة عدم التزامها بقبول تلك الأدوية بالإضافة إلى وضع ضمانات لنجاح تنفيذ الاتفاقية ، لافتاً إلى أنه تم تلافى عيوب الاتفاقية السابقة الخاصة بغسيل السوق ومنها عدم الالتزام بتقديم فواتير فضلاً عن عدم تحديد كمية المسحوبات.

ويشدد عبيد على أن الهدف من الاتفاقية هو إعادة الثقة في الدواء الموجود بالصيدليات والحفاظ على صحة المريض المصري ، مضيفاً أن الشركات الموزعة ستقوم باستلام الأدوية منتهية الصلاحية من كافة الصيدليات الموجودة بإنحاء الجمهورية .

ومن جانبه، قال طارق عبد المقصود، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الصيادلة هم المصدر الأخير للشركات لبيع منتجاتهم فلو توقفنا عن بيع منتجاتهم لن تعمل مصانعهم لذا يجب التعاون في ذلك الشأن لصالح صحة المواطن فهناك من يتاجر من أصحاب النفوس الضعيفة في تلك الأدوية "الإكسبير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان