نشاط السيسي في أسبوع.. جولات مفاجئة وقرارات حاسمة و"مصر ستظل قوية"
القاهرة - (أ ش أ)
جاءت الجولة المفاجئة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتفقد الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ لتؤكد حرص الدولة على تأمين المسافرين، كما جاءت جولته في محافظة الإسكندرية لتفقد الأوضاع بعد موجة الأمطار لتحتل مكانة بارزة في نشاط الرئيس خلال الأسبوع الماضي، كما شهد الأسبوع العديد من الاجتماعات التي تهدف إلى تعزيز علاقات مصر الخارجية ودعم القضية الفلسطينية، وتوفير الكهرباء والسلع الأساسية وجذب الاستثمارات.
ففي زيارته المفاجئة لشرم الشيخ، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر عازمة على تعزيز الإجراءات الأمنية من أجل توفير أقصى معايير الأمن والأمان للسائحين ولزوار المدينة، واطلع من المسئولين في مطار شرم الشيخ على الإجراءات المُتبعة لتطبيق كافة المعايير الأمنية وفقاً لما هو معمول به دولياً، مشددا على قيام السلطات المصرية بالمتابعة الدورية والمستمرة للإجراءت التي يتم تطبيقها بما يضمن سلامة وأمن حركة السفر والمسافرين.
ونوّه الرئيس بأن مصر ستظل قوية ما دام شعبها موحداً ومُصطفاً على قلب رجل واحد، مشيرا إلى أن إرادة المصريين لن تنكسر وإلى أن الأسرة المصرية تمثل أساس المجتمع وتساهم بفاعلية في مواصلة مسيرته التنموية على الرغم من محاولات قوى الشر لعرقلة تلك المسيرة.
وأضاف الرئيس أن أنوار مدينة شرم الشيخ لن تنطفئ، مؤكداً على أهمية ودور الحكومة وكافة فئات المجتمع المصري بالتعاون مع رجال الأعمال في دعم قطاع السياحة والعاملين به، ومواجهة الضغوط التي تتعرض لها مصر كلما أحرزت نجاحاً جديدا، كما صافح الرئيس عدداً من المواطنين المصريين والسائحين الأجانب المتواجدين بمطار شرم الشيخ، مؤكداً أن مصر آمنة ومستقرة وستظل دائماً مُرحبة بزائريها.
ووجه الرئيس كلمة إلى رجال الأعمال المصريين أكد فيها أنه لا مساس بأعمال واستثمارات القطاع الخاص، وأن ما يُشاع من أقاويل تخالف ذلك إنما هو أمر عارٍ تماما عن الصحة، وأن القانون هو الإطار الحاكم والمُنظم للجميع وللعلاقة بين الدولة وبين رجال الأعمال، مشددا على عدم قبوله أية إساءة لأحد.
وكان الرئيس السيسي قد أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ضوء تعليق رحلات الطيران الروسية إلى مصر مؤخرا، وتم الاتفاق بين الرئيسين على تعزيز التعاون بين السلطات المعنية بالبلدين، واستئناف رحلات الطيران الروسية إلى مصر في أقرب وقت ممكن.
وجاءت جولة الرئيس في مطار شرم الشيخ في ختام زيارته للسعودية بعد المشاركة في قمة الدول العربية وأمريكا الجنوبية، التي أجرى علي هامشها مباحثات هامة مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي ورؤساء اليمن والسودان وفنزويلا ورئيس الوزراء اللبناني.
كما شهد الرئيس السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود مراسم التوقيع على محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي مصري لتنفيذ إعلان القاهرة، والملحق التنفيذي المرافق للمحضر والذي يتضمن برنامج اجتماعات مقرر عقدها في الفترة المقبلة لبحث مشروعات محددة والانتهاء من إعدادها بصيغتها النهائية.
وأكد الرئيس السيسي، خلال جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها وخادم الحرمين الشريفين بحضور وفدي البلدين، أن المرحلة الراهنة والواقع الذي تعيشه منطقتنا العربية يستوجبان تعزيز التعاون بين مصر والسعودية لصالح المنطقة بأكملها، وأكد الملك سلمان على وقوف المملكة إلى جانب مصر وحرصها على تعزيز التعاون معها في مختلف المجالات، وتناولت المباحثات بين الجانبين متابعة تنفيذ أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، فضلاً عن التباحث حول المستجدات بمختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، كما اِتفق الجانبان على مواصلة التنسيق المشترك فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب والتطرف.
وحرص الرئيس السيسي على المشاركة في هذا المحفل الدولي الهام الذي يضم الدول العربية وجميع دول أمريكا الجنوبية بهدف تنشيط وتفعيل علاقات التعاون بين مصر ودول أمريكا الجنوبية في جميع المجالات، لاسيما في ضوء النمو الاقتصادي المضطرد الذي حققته تلك الدول خلال العقدين الأخيرين، وما تتمتع به من تجارب اقتصادية ناجحة واستثمارات متزايدة في الخارج يمكن الاستفادة منها في مسيرة التنمية والبناء في مصر.
كما قام الرئيس السيسي بزيارة مفاجئة لمحافظة الإسكندرية تفقد خلالها محطة معالجة الصرفي الشرقية بالإسكندرية، وأعرب الرئيس السيسي عن أسفه للضرر البالغ الذي تعرض له المزارعون الذين غرقت أراضيهم نتيجة السيول ووجه بصرف تعويضات لهم، وأمر الرئيس بالانتهاء من رفع كفاءة شبكة الصرف بالإسكندرية خلال عشرة أيام تحت الإشراف المباشر من القوات المسلحة، ووجه بالإزالة الفورية لكافة التعديات على المصارف، كما وجه بتخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لمعالجة شبكات الصرف وتطويرها.
واستعرض الرئيس، في اجتماع مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، خطة الحكومة لرفع كفاءة المصارف وتلافي الأزمات الناجمة عن سقوط الأمطار، وتم خلال الاجتماع استعراض ملامح خطة الحكومة لتحسين شبكات المصارف ورفع كفاءتها، وصيانة محطات المياه والرفع، وذلك بهدف تلافي تكرار حدوث الأزمات جراء سقوط الأمطار الغزيرة.
وأكد الرئيس السيسي أهمية تطوير البنية الأساسية في مختلف الدول الأفريقية والعربية والإسلامية بما يدعم التبادل التجاري وينشط حركة التجارة والاِستثمار بين هذه الدول، مشددا على محورية دور القطاع الخاص في هذا الصدد، نظراً لما يمتلكه من إمكانيات وما يتمتع به من مرونة، ومنوها بأن مصر تتبنى اقتصاداً حراً يعتمد على آليات السوق، وأنها على استعداد دائم لدعم أية خطوات من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الشقيقة والصديقة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس مع ممثلي اتحادات غرف الصناعة والتجارة والزراعة بالدول الأفريقية والإسلامية والعربية ودول حوض البحر المتوسط، وذلك بحضور الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية.
واستعرض الرئيس ملامح التطورات الاقتصادية التي تشهدها مصر، وفي مقدمتها تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار سواء من خلال سن التشريعات اللازمة لذلك مثل قانون الاستثمار الموحد وتطبيق نظام الشباك الواحد للتغلب على الإجراءات البيروقراطية المُعقدة، فضلاً عن إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة للاستفادة من الموقع المتميز لمصر، كما استعرض في هذا الصدد الإجراءات الجارية لتطوير الموانئ المصرية وكذا لتطوير شبكة الطرق القومية بإضافة 5 آلاف كيلو متر إليها.
وأشار الرئيس السيسي إلى نجاح مصر في التغلب على مشكلات الطاقة، سواء في قطاعيّ الكهرباء والغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي يتيح الفرصة أمام المستثمرين لمزيدٍ من العمل والاستثمار في مصر.
وأعلن الرئيس، خلال الاجتماع، أنه تم بالفعل القضاء على مشكلة نقص إمداد المصانع بالغاز الطبيعي خلال شهر نوفمبر الجاري، وذكر الرئيس أن مصر لديها طاقة بشرية هائلة من الشباب الذين يستطيعون تلبية احتياجات الاستثمار من القوى العاملة بأجور تنافسية على المستوى العالمي، فضلاً عن عوائد الاستثمار المرتفعة التي تحققها الاستثمارات في مصر.
وتابع الرئيس السيسي، في اجتماع مع مستشار وزير الدفاع للمشروعات، ورئيس هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة، ومدير إدارة المهمات توفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية بأسعار مناسبة، واطلع الرئيس خلال الاجتماع على الإجراءات التي يتم اتخاذها من قبل القوات المسلحة بالتنسيق مع الوزارات المعنية لتوفير احتياجات المواطنين من تلك السلع، ولا سيما من اللحوم والدواجن.
وقد وجّه الرئيس بأهمية مراعاة أعلى معايير الجودة في السلع التي سيتم تقديمها للمواطنين، واطمأن على سبل نقلها إلى مصر ومراعاة كافة إجراءات السلامة الغذائية في عمليات التخزين، حفاظا على صحة المواطنين وحرصاً على تقديم سلع متميزة لهم.
كما اطلع الرئيس، خلال الاجتماع، على الموقف التنفيذي بالنسبة لعدد من المشروعات التي تقوم بتنفيذها أجهزة القوات المسلحة المعنية في عدد من المجالات، مثل مقترح إنشاء منطقة صناعية لإدارة المهمات تضم مجموعة من المصانع المتنوعة بهدف تغطية احتياجات القوات المسلحة والسوق المحلية.
وأكد الرئيس السيسي تطلع مصر لمواصلة التعاون مع الشركة المصنعة لطائرات "إف ١٦" وذلك خلال استقباله مارلين هيوسن رئيسة مجلس إدارة والمديرة التنفيذية لشركة لوكهيد مارتن الأمريكية المتخصصة في الصناعات العسكرية والمُصنعة لطائرات إف 16 الحربية، وأشاد الرئيس بالتعاون القائم مع الشركة منذ سنوات وقيامها بتزويد مصر بطائرات إف 16 ومستلزماتها، مؤكداً على تطلعه إلى مواصلة هذا التعاون في إطار حرص مصر على تعزيز أمنها واستقرارها، لاسيما في ضوء التحديات الإقليمية الراهنة.
ومن جانبها، أكدت مارلين هيوسن على أهمية دور مصر في تدعيم أسس الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، فضلاً عن دورها البارز في التحالف الدولي ضد الإرهاب، مشيرةً إلى حرص الشركة على استمرار التعاون مع مصر في جميع المجالات وتزويدها باحتياجاتها بما يضمن تحقيق أمنها ويعزز من قدراتها.
ولتحسين إمدادات الكهرباء للمواطنين، بحث الرئيس السيسي - في اجتماع مع رئيس الوزراء ووزيري الكهرباء والمالية ورئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة - العرض الروسي المقدم لإنشاء محطة الضبعة النووية من كافة جوانبه الفنية والمالية، فضلاً عن عوامل الأمان النووي، واطلع الرئيس من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة على مميزات إنشاء محطة الطاقة النووية وتعرف على نتائج الدراسات التفصيلية التي كان الرئيس قد وجّه بإعدادها للتعرف على أفضل السُبل لزيادة إنتاج مصر من الطاقة الكهربائية وأكثرها فائدةً من حيث الجدوى الاقتصادية.
وقد خلُصت تلك الدراسات إلى أن الطاقة النووية تُعد خياراً حيوياً يكتسب أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر في المرحلة المقبلة للوفاء باحتياجاتها المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية نظراً لتنافسيتها العالية، كما أنها ستسمح بالحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز باعتبارهما من المواد الخام التي لا بديل عنها في صناعات الأسمدة والبتروكيماويات.
ووجه الرئيس باستكمال كافة الإجراءات الفنية والقانونية اللازمة؛ تمهيداً لدخول المشروع حيز التنفيذ، وشدد الرئيس على أهمية ضمان أعلى معايير السلامة والأمان النووي في تصميم المحطة وتنفيذها، مؤكداً على أهمية الطاقة النووية كمجال مستقبلي وحيوي يساهم في إنتاج الكهرباء في مصر بشكل وفير بما يلبي الاحتياجات المتزايدة للمواطنين وكذا لقطاع الصناعة.
وللتأكيد على حرص مصر على الأهمية التي توليها مصر للقضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التقى الرئيس السيسي بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث شدد الرئيس السيسي خلال اللقاء على مواصلة مصر لمساعيها الدؤوبة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، موضحا أن التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يخلق واقعاً إقليمياً جديداً سيساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط.
وشهد اللقاء تباحثاً بشأن الأوضاع الإنسانية والأمنية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية والاحتقان المتزايد لدى الشعب الفلسطيني نتيجة انتهاك حُرمة المقدسات الدينية واستمرار الاستيطان، كما بحث الجانبان التحركات العربية القادمة لتدعيم السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقد اتفق الجانبان، خلال اللقاء، على أهمية وقف الممارسات التي تؤدى إلى زيادة الاحتقان بالأراضي المحتلة، وضرورة وضع حد للاستيطان وتوفير الحماية اللازمة لأبناء الشعب الفلسطيني، وتهيئة المناخ اللازم لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن اتخاذ جميع الإجراءات التي من شأنها تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية والمساعدة اللازمة له.
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسي القرار الجمهوري رقم ٤٢٠ لسنة ٢٠١٥ بشأن منح معاشات استثنائية لبعض ضباط الصف والجنود المتطوعين والجنود المتطوعين والمجندين السابقين بالقوات المسلحة والمستحقين عنهم.
فيديو قد يعجبك: