محمد بدران: طموحي لرئاسة الوزراء مشروع .. والنجاح بالمعايير وليس بالعمر
القاهرة - (د ب أ):
توقع محمد بدران رئيس حزب "مستقبل وطن" استمرار تقدم حزبه في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وكان الحزب الذي تأسس قبل نحو عام قد حقق نتيجة مفاجئة في المرحلة الأولى بحصوله على 30 مقعدا من المقاعد المخصصة للمرشحين على النظام الفردي وحلوله في المركز الثاني.
وتوقع بدران في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية، أن ترتفع نسبة التصويت خلال المرحلة الثانية، مطالبا الجميع بدارسة احتياجات الشارع وتلبيتها قبل مطالبته بممارسة حقه الديمقراطي.
وأوضح "الشعب المصري عادة لا يتحرك أو يشارك إلا عندما يشعر بالخطر على بلاده".
واستنكر بدران 25/ عاما/، والذي يعد أصغر رئيس لحزب سياسي في مصر ، الانتقادات التي طالته هو وحزبه لمجرد تعبيره عن تطلعه لتولي موقع رئاسة الوزراء وأن يكون حزبه هو حزب الأغلبية في مصر خلال سنوات قليلة ، وقال :"طموحي لرئاسة الوزراء مشروع .. لم أقل إنني أريد تولى المنصب اليوم ولكني أحلم بأن يتحقق ذلك خلال السنوات المقبلة".
وأضاف :"قلت سأعمل على تأهيل ذاتي في مجالات عدة لأكون قادرا على صنع فارق عندما أتولى هذا المنصب وأقنع الجميع بجدارتي".
وزاد :"أما بالنسبة للحزب فأرى .. أن النجاح ليس له عمر بل معايير ، ونحن نتخذ كل الخطوات لتحقيق ذلك عبر التواجد بكل المحافظات وعبر هيئة استشارية تعد الملفات وتطرح الحلول لمشاكل مصر على مختلف المستويات ، ونتمنى أن نكون على الطريق الصحيح".
ولم يستبعد بدران أن يرتفع سقف طموحاته بالمستقبل ، موضحا في رده على تساؤل حول ما إذا كان من الممكن أن يترشح يوما ما لمنصب رئيس الجمهورية ، وقال :"هذا أمر بيد الله .. لا أحد يعرف".
وفيما يتعلق بمستقبل تحالفات الحزب بالبرلمان ، توقع بدران عدم حصول أي حزب بمفرده على الأغلبية المطلقة ، ما سيدفع الجميع للدخول في تحالفات سياسية لتحقيقها وتشكيل الحكومة" ، موضحا أنه بالأساس منضم لقائمة "في حب مصر" وفي حال استمرارها ككيان سياسي بالمستقبل فمن الممكن أن يتحالف معها أو مع أي من الأحزاب المنضمة لها.
وشدد بدران على أن ضمن أولويات أجندته التشريعية ضرورة إصلاح وتطوير التعليم بما يتماشى مع تطور العلوم ، معربا عن أسفه "لعدم وجود خطوات إيجابية في هذه القضية أو بقضية تجديد الخطاب الديني رغم اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بهما".
واستبعد بدران حدوث مصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين ، المحظورة في مصر ، مرجعا ذلك لعدم رصد أي تغير في أفكارهم ومطالبهم حتى الآن ، مشددا في الوقت ذاته على أن "الشعب وحده هو صاحب القرار في تلك القضية".
وبالرغم من إقراره بتعرض حزب النور ، ذو التوجهات السلفية ، لحملة إعلامية مضادة ، اعتبر بدران أن "النسبة التي حصل عليها الحزب في الانتخابات الجارية تعكس نسبة التأييد له في الشارع"، لافتا إلى أن "المصريين بعد 30 حزيران/يونيو أصبحوا رافضين لفكرة الربط بين الدين والسياسة".
ودافع بدران عن قرار حزبه بضم بعض أعضاء الحزب الوطني المنحل رغم ما يحمله ذلك من رسائل سلبية للشباب تحديدا ، قائلا :"كانت لدينا معايير في الاختيار خاصة فيما يتعلق بقيادات الوطني ، مثل أن يكون عنده كفاءة ومحبوب من أهل دائرته وغير متورط بفساد إداري أو مالي .. ولأن الدولة مليئة بالخبرات وأصحاب السمعة الجيدة ، لم نأخذ من هؤلاء سوى سبعة أو ثمانية فقط".
ونفى بدران أن تكون أجندة الحزب وتحديدا الجانب الاقتصادي رهينة بيد عدد من رجال الأعمال الذين يدعمون الحزب ، وقال :"الحزب لن يكون ممثلا سوى للشعب المصري الذي يقع أكثر من 50% منه تحت خط الفقر .. ومن يدعموننا من رجال الأعمال ليست لهم أي صفة بالحزب ، ولا ولن تكون لهم علاقة بنوابه وهيئته البرلمانية صاحبة القرار بأية قضية".
وأوضح أن دخله الشخصي الرئيسي يأتي من مكتب للمحاسبة يمتلكه مع أصدقاء له ، ومن عمله بإحدى الشركات الخاصة.
واعترض بدران على من يقللون من تواجد حزبه بالشارع ، وقال :"بلغة الأرقام ، لدينا الآن 30 نائبا بالبرلمان ، جاءوا عبر تأييد أكثر من مليوني ناخب لنا في انتخابات شهد الجميع بنزاهتها ، ولدينا بالمرحلة الثانية 86 مرشحا نتوقع نجاح 50 منهم".
وقال :"فكرنا السياسي هو الإيمان بالوطن وتحمل مسؤولية اللحظة التاريخية التي يمر بها والتأكيد على أن الشعب جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة ، والعمل على تحويل منجزات الثورة إلى عمل وبناء لا مظاهرات وطوب ومتاجرة بدماء الشهداء ورفع الشعارات".
وحول الاتهامات الموجهة لحزبه بعدم امتلاك أيدولوجية واضحة ، قال متسائلا :"أيدولوجية ماذا ونحن لا نجد ما نأكله؟ .. نحن بالحزب نرى وندرس كل موقف أو قضية يمر بها الوطن طبقا لمعطيات الحدث والتوقيت الزمني دون التقيد بفكر وأيدولوجية ثابتة بعينها .. وهذا برأيي يجعلنا أكثر مرونة".
وأضاف :"مصر في هذه المرحلة ليست بحاجة للتقيد بأيدولوجية معينة .. ما تحتاجه مصر هو شخصيات عندها رؤى وفكر وكفاءة لتقود العمل التنفيذي حتى لا تغرق محافظات كالإسكندرية والبحيرة مع نوبة أمطار ولا يموت ناس من نوبة الحر".
وفسر بدران "انضمام الآلاف من الشباب للحزب بكونه أول كيان يستوعبهم ويكونون هم المحركين له" ، لافتا إلى أن "99% من أعضاء الحزب من الشباب و99% منهم قيادات ولا توجد تقريبا بالحزب قيادة فوق سن 35 عاما".
وفيما يتعلق بالاتهامات بالتقرب من رئاسة الجمهورية ، قال :"صرحت مليون مرة بأننا لسنا ولا ولن نكون حزب الرئيس ، ولا ننادي بتعديل الدستور لفتح المدد الرئاسية أو لكي يتم منح الرئيس صلاحيات أكثر ، ونعتبر هذا كله نفاقا للرئيس .. نحن عندنا تطابق مع متطلبات الشعب وتطلعاته ، وطالما الرئيس يدعم تلك المتطلبات والتطلعات فنحن معه ، أما إذا خرج عن هذا فنحن ضده".
وسخر بدران من وصفه بـ "فتى السيسي المدلل" وغيرها ، وشدد :"لا تضايقني .. ولكن ما يضايقني فعلا هو طريقة تفكير الناس الذين يقيمون الشخص لمجرد ظهوره في صورة بجوار الرئيس ، وكأن أخلاق البشر وأعمالهم ليست هي الأهم".
فيديو قد يعجبك: