مفتي الجمهورية: تنظيم داعش يحرف النصوص المقدسة
بروكسل- (أ ش أ):
نشرت صحيفة "لو سوار" البلجيكية في عددها الصادر اليوم الجمعة، حوارا لفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام ، تحت عنوان " تنظيم داعش يحرف النصوص المقدسة " .
وردا على سؤال حول رد فعله إزاء أحداث باريس بصفته أحد رموز العالم الإسلامي السني ، أوضح فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام قائلا " بداية نعبر عن تضامنا مع الشعب الفرنسي في هذا الحادث المأساوي وهذه ليست مشاعرنا وحدنا ، فالإنسانية جمعاء تدين هذه الأفعال البربرية المناهضة لكل القيم الإنسانية وأن أنصار هذا التنظيم الإرهابي الذين يقترفون مثل هذه الأعمال الوحشية هم مجرمين يختبئون تحت غطاء الإسلام ، وأن أفعالهم الإجرامية تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو للإسلام والاستقرار الاجتماعي والحفاظ على الحياة الإنسانية واعتبار من ينال من حياة فرد كأنما نال من حياة الإنسانية جمعاء " .
وحول استناد الجماعات الإرهابية على نصوص قرآنية مثل أبو بكر البغدادي ومسئولين آخرين بالتنظيم بل وينشرون هذه النصوص عبر مواقع الانترنت الخاصة بهم بالانجليزية مثل " Dabiq " ، وبالفرنسية مثل " Dar Alislam " ، بادر علام بالتأكيد على أنه فيما يتعلق بالتفسير القرآني ، فيجب الرجوع إلى المعايير العلمية ونأخذ في الاعتبار مضمون كل نص ، وفي هذا المجال يجب العودة للمتخصصين وعدم الثقة بآراء غير المؤهلين ، فيتطلب دراسة طويلة ومتعمقة لاكتساب الخبرة والمهارة في هذا المجال .
وأضاف المفتي قائلا " ولكن في حقيقة الأمر ، فبعض أفكار وآراء هذا التنظيم الإرهابي لا تحترم جميع المعايير العلمية وأن مرصد دار الإفتاء بمصر قد رصد استغلال وتشويه داعش لـ 50 آية قرآنية وعدد كبير من الأحاديث في تبرير أفعاله الإرهابية ، وبدراسة تفسير هذا التنظيم الإرهابي لهذه الآيات والأحاديث ، فقد لاحظنا كذلك تشويه لها وإخراجها من مضمونها التاريخي " .
وفيما يتعلق بمجلة "Dabiq " ، أوضح علام قائلا " لقد فندنا أفكارها الخاطئة في مجلتنا بالانجليزية " insight " التي تدرها دار الإفتاء المصرية، وإجمالا فقد أتاحت لنا دراسة مقالات " Dabiq " برصد عدد ليس بقليل من الأخطاء الميتولوجية في تفسير النصوص الدينية .
وردا على سؤال حول ما إذا كان يتعين على المسلمين قبول النقد الذاتي والبحث عن وجود نصوص مقدسة لا تدعو للعنف تجاه المسيحيين أو اليهود أو المرأة، أكد فضيلة مفتي الديار المصرية أن الحرب لم تذكر في القرآن إلا لمجابهة المعتدي وهي حقيقة أوضحتها آيات قرآنية عدة ، وبالإضافة إلى ذلك فإن النبي محمد (ص) قد أوصى المسلمين بالهجرة للحبشة ، حيث كانت المسيحية هي الديانة الرسمية ، كما تعايش الرسول الكريم بعد هجرته للمدينة مع اليهود وأبرم معهم عهد السلام لتحقيق الاستقرار الاجتماعي وتحديد حقوق وواجبات كل فرد ، بالإضافة إلى ذلك ، فإن الإسلام لا ينتقص من حق المرأة بل يؤمن ويضمن لها جميع حقوقها الاجتماعية والمالية والسياسية .
وأضاف الدكتور شوقي علام قائلا " يجب على المسلم الذي يدرس النصوص الدينية أن يتمتع بتأهيل ديني جيد يسمح له بفهم المضمون التاريخي للنصوص الدينية ، وأن يميز بين الحكم العام والحكم الخاص ، وكذلك فإنه بمقدور المسلم أن يحكم بطريقة مضمونة وآمنه على الظروف الراهنة التي يحياها المسلمون وكل ذلك واضح في علم أسس الفقه " .
فيديو قد يعجبك: