عودة الترابين.. الجاسوس الإسرائيلي بالوراثة (بروفايل)

كتب- محمود سليم:

عبر الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين، اعتاد عودة الترابين قبل أكثر من 15 عامًا، على التسلل إلى العريش لجمع معلومات وإبلاغاها للجانب الإسرائيلي، سائرًا على خطى والده الذي هرب عام 1990 إلى إسرائيل.

نجح عودة أكثر من مرة في اجتياز الشريط الحدودي متسسلًا إلى منزل أخته في العريش، إلى أن تم القبض عليه في أحدى المرات، وحُكم عليه بالسجن 15 عامًا قضاها في سجن طرة، وكانت إسرائيل تطالب بوضعه علي قائمة أي صفقة محتملة لتبادل الجواسيس مع مصر.

وأعلنت الحكومة المصرية اليوم، عن اتمامها صفقة لمبادلة الترابين بمصريين اثنين متواجدين بالسجون الإسرائيلية، بعد أن قضى مدة عقوبته داخل السجن، فمن هو عودة الترابين، الجاسوس الذي أبدلته مصر بأثنين من أبناءها؟

تعود أصول عودة سليمان ترابين لأكبر القبائل البدوية الفلسطينية التي تمتد بين سيناء والنقب في فلسطين، كان والده جاسوسًا، وعندما شعر بأن الأجهزة المصرية تتابعه هرب من مصر عام 1990 إلى إسرائيل، ومعه ابنه الذي كان يتسلل إلي سيناء عبر الحدود لجمع المعلومات ثم يعود إلى إسرائيل، حتي تم ضبطه عند تسلله لمنزل اخته بالعريش.

حُكم عليه عام 2000 بالسجن 15 عامًا.. وهو من مواليد يوليو 1981، ووصل إلى إسرائيل عندما كان في التاسعة، اعتاد على التجسس ونقل معلومات عسكرية مصرية لإسرائيل, وكان يتابع المواقع العسكرية المصرية وتحركات الجنود المصريين وعددهم وينقل هذه المعلومات عبر جهاز اتصال كان بحوزته.

وطبقًا لأحراز قضيته أعطته المخابرات الإسرائيلية مبلغ كبير من الدولارات اتضح أنها دولارات مزيفة، بهدف تجنيد المزيد من العملاء لصالحهم واتضح أنه كان يحصل على عملة حقيقية ويدفع للعملاء بالعملة المزيفة.

وبحسب أوراق القضية، فإن عودة الترابين قد عبر الحدود عدة مرات وراء المعلومات وسقط عندما كان متسللًا لمنزل اخته في العريش، وبعدها توصلت إليه الأجهزة المصرية بعد أن أبلغ عنه زوج اخته، وهو نفسه ابن عمته الذي اعترف عليه في المحكمة بأنه كان يتسلل من وقت لآخر لجمع معلومات عن الجيش المصري ثم يعود عبر السلك الحدودي، وكان عودة قد حاول تجنيده ومنحه بعضًا من الأموال المزيفة.

"ومن شبة أباه فما ظلم".. كان والده سليمان ترابين قد تجسس هو الآخر لحساب إسرائيل وجندته المخابرات الصهيونية بالعريش، خلال حرب الاستنزاف حيث كان يراقب تحركات الفدائيين والمقاومة المصرية، حتى شعر بأن الأجهزة المصرية وراءه فهرب من مصر.

وحصل علي الجنسية الصهيونية، وكان سليمان ترابين الأب قد حكم عليه غيابيًا في القاهرة بالسجن 25 عامًا، وهو مطلوب الآن للقاهرة وحكمه لا يسقط بالتقادم طبقًا للقانون المصري.