المفتي في مقال بالإنجليزية : على الغرب أن يتفهم أن حب المسلمين "للنبي" من صميم اعتقادهم
القاهرة -أ ش أ:
أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام إن المتطرفين الذين يدعون التمسك بمناهج الإسلام هم في حقيقة الأمر أبعد الناس عن فهم الحقيقة التي جاءت بها الرسالة المحمدية ومضمونها توطيد العلاقة مع الله، وتحلي المسلم بالصفات الربانية وهي الرحمة والإحسان ومعاملة الخلق من هذا المنطلق الإيماني الذي يدعو إلى التراحم بين البشر جميعًا.
وشدد المفتي - في مقال باللغة الإنجليزية بعنوان: "مولد النبي محمد: رسالة سلام ورحمة" وزعته دار الإفتاء المصرية على جميع السفراء والمراسلين الأجانب في مصر والوكالات الدولية و3000 مركز وهيئة إسلامية في الخارج، على ضرورة إدانة جميع ممارسات العنف سواء الناتجة عن تطرف ديني أو مصالح شخصية، وضرورة إبراز تعاليم الإسلام التي تبغض العنف الطائفي والصراع العرقي والعنف بين الأديان.
وقد شمل المقال عددًا من الرسائل الموجهة للعالم تمثلت في التأكيد علي أن العالم الآن في أمس الحاجة لنبي الرحمة، كما شمل المقال تنديد المفتي بممارسات المتعصبين والمتطرفين الذين حصروا النموذج النبوي في مجموعة من الأفكار المعوجة والمنطق المشوه الذي يخالف جوهر الرسالة الحقيقي الذي بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد علام على ضرورة أن ننقي رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة من تلك المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين لا يفهمون التفسير الصحيح لآيات القرآن مع جهل كبير بأدوات الفهم، وآداب الاستنباط، ومقاصد الشرع الشريف وقواعده.
وأضاف المفتي أن على العالم الغربي أن يتفهم أن حب ما يزيد عن 1.5 مليار مسلم للنبي صلى الله عليه وأله وسلم هو أمر جوهري من صميم اعتقادهم، فهو كما وصفه القرآن أحب إليهم من أنفسهم، مضيفاً أن الأنبياء من المنظور الإسلامي هم المعلمون الذين أرسلهم الله لهداية الناس، فالمسلمون يؤمنون ويحبون جميع الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم- بما في ذلك سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى– عليهم السلام.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن المسلمين الحقيقيين يسعون للتأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل جوانب حياتهم، ويسعون إلى غرس مكارم الأخلاق والقيم في النفوس ومن بينها مواجهة الاستفزازات والأذى بالصبر والتسامح والرحمة، ولهم في سيرة النبي الأسوة الحسنة في ذلك.
وأبدى مفتى الجمهورية أسفه لتعرض خطاب التسامح والاعتدال إلى تحدِ وصل درجة أن الخطاب المحتدم حل بديلاً عن التحليل العقلاني في بعض مناطق التوتر ليصبح المحفز الرئيس لمشاعر الكراهية والتعصب في الشرق والغرب، مما يتطلب جهدا مشتركاً بين جميع الأفراد من مختلف الأديان والثقافات لبيان حقائق الأديان التي تتمثل في تحقيق السلام والتعايش والوئام بين بني البشر.
جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية أطلقت حملة عالمية تستهدف الوصول إلى 10 ملايين شخص حول العالم، وموجهة بالأساس لغير المسلمين للتعريف بأخلاق النبي في شهر مولده المبارك.
وتأتي الحملة كرد عملي على الحملات المعادية للإسلام والتي زادت مؤخرًا وكان آخرها في أمريكا وأوربا وغيرها من الدول، ومحاولة منها لتصحيح النظرة الغربية المشوهة للإسلام التي جاءت من مشاهد العنف المتكررة باسم الدين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: