رئيس ''الكرامة'': السيسي أعطى ''أمارة'' للمصريين.. وقانون الانتخابات كارثي (حوار)
حوار- علاء أحمد:
تصوير- محمود بكار:
قال المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة، إن الحزب قرر خوض الانتخابات بدافع وطني بحت؛ لاستكمال خارطة الطريق.
وأكد سامي في حواره لمصراوي، أنه بالرغم من أن قانون الانتخابات ''كارثي'' إلا أننا سنخوض الانتخابات.
وكان حواره لمصراوي الآتي.. بداية
لماذا قررتم خوض الانتخابات البرلمانية؟
هناك اعتبار وطني يحكمنا قبل الاعتبار الحزبي، والوطني لابد أن مؤسسات الدولة الثلاثة تكتمل، وخارطة الطريق قُطع فيها أشواط كبيرة مثل انتخاب الرئيس والدستور ويتبقى الانتخابات التشريعية، وهي ضرورة لاستقرار الوطن وللتعامل مع الدول الأخرى بشأن الاستثمارات، وما يقرب من 200 قانون صدروا بعد 30 يونيو، وهذه القوانين يجب أن يعتمدها المجلس، وأي تأخير سيضاعف هذا الرقم وسيمثل حمل هائل.
ما رأيك في موقف الأحزاب التي قررت انسحابها؟
بعض الأحزاب رأت أن هناك عيوب في قانون الانتخابات ونحن معهم نراه قانون ''كارثي'' وعليه تحفظات، كان من الممكن أن ننسحب، ولكننا فضلنا الخوض للضرورة الوطنية، وحتى لا ننضم لمن لديهم رغبات تآمرية في تعطيل مسار الدولة.
هل سيخوض أعضاء من الأحزاب المنسحبة الانتخابات تحت مظلتكم كما يزعم البعض وأنهم خوفًا من قواعدهم الحزبية انسحبوا؟
التيار الشعبي لم يكتمل شروط التأسيس، واستجابة لبعض قواعده رفض خوض الانتخابات، ,هناك بعض الأشخاص المحسوبين على التيار الشعبي والكرامة، ومنهم الدكتور عمرو حلمي ومحمد عبد العزيز وسيد الطوخي سيخوضون الانتخابات.
لماذا اخترتم تحالف ''صحوة مصر''؟
ببساطة اخترنا ''صحوة مصر'' لأنه ينسجم مع شروطنا ولا يضم بينه فلول أو إخوان، ويكفي أن منسق هذا التحالف هو الدكتور عبدالجليل مصطفى، وهو شخصية لا خلاف على وطنيته.
كيف تمت دعوتكم للتحالف؟
كان هناك أشخاص دائمة التواصل وذلك في تحالف التيار الديمقراطي، الذي كنا مشاركين فيه.
كيف ترى تحالف ''في حب مصر''؟
نحن لا نميل إلى أن نصم الآخرين بشئ نتيجة اختلاف الرؤية، فهم مصريين مثل باقي العامة، مثل حزب النور الذي وضع 4 قوائم انتخابية، هناك بعض الأشخاص محسوبين على نظام مبارك مشاركين بالقائمة، وهذا ليس خيانة ولكنها وجهات نظر، ويقال أن هناك تدخلات من بعض الأجهزة لمساندتهم، وسيتضح ذلك خلال الفترة المقبلة.
هل من الممكن أن نحمل قائمة ''في حب مصر'' تفكيك التحالفات الأخرى؟
قائمة ''في حب مصر'' بُنيت لما سيعت إليها قائمة الدكتور الجنزوري، وانسحب بعد سلسلة من الانتقادات التي وجهناها له بصفته مستشار الرئيس وكان يدير الحوارات من مقر رسمي تابع للدولة.
وساهمت القائمة في إضعاف التحالفات الأخرى، وضخم الإعلام في صورة ''في حب مصر'' وأنها هي الأقرب لشخصية الدولة، وأدى إلى انعدام التوازن بين التحالفات.
ماذا عن تمثيل الفئات المختلفة في البرلمان والحزب؟
هناك 6 فئات نص عليهم الدستور، ''المرأة والشباب ومتحدي الإعاقة والأقباط والمصريين بالخارج والعمال والفلاحين''، تمثيل المرأة في البرلمان جيد لكن باقي الفئات ظُلموا، وأشك فوز السيدات في الفردي، والحزب يمثل هذه الفئات طبقًا لما حدده القانون.
كيف يمكن مواجهة الإرهاب؟
الإرهاب الذي يأتيك من كل اتجاه، يتطلب المساندة الكاملة للدولة وللقوات المسلحة، يقابله خلل متمثل في الوضع الداخلي لشباب الثورة، والأحكام القضائية الأخيرة عليهم تمثل حالة فجة ومستفزة، وخرجنا في مظاهرات عديدة في عز جبروت مبارك، وكان من يُقبض عليه يُحبس ويخرج في نفس اليوم، ولكن الأحكام الحالية ''مروعة''، تجعل الفجوة تزيد وتحاول إبعاد الشباب عن مساندة الدولة في محاربة الإرهاب، وأظن أن هناك أفراد تضع العراقيل أمام السيسي، ''لماذا لا تخلق حالة من الاتساق الوطني؟!''.
كيف تعالج الدولة الغضب الشبابي واحتوائه؟
يتم معالجة هذا الغضب على محاور.. أولهم: ''أن يستخدم السيسي سلطاته الدستورية للإفراج عن شباب الثورة''.. ثانيًا: ''لا بد أن يكون هناك حوار مجتمعي يضم الأحزاب والقوى الشبابية، لتوضيح أهمية الاصطفاف الوطني، بعيدًا عن المؤتمرات؛ لكن لابد من وجود الدعم المعنوي والمادي، للجيش وأن يكون هناك رسالة لضباط الجيش على الحدود أن هناك اصطفاف يساندكم''، وليس جديد على أي شعب أن يساند شرطته في مواجهة الإرهاب.
ما هو تقييمك للرئيس عبد الفتاح السيسي؟
بخصوص تقييمي للسيسي هناك مثل دارج يقول ''إيش بقالك في القصر؟.. قال امبارح العصر''، فهو له في الحكم حوالي 8 شهور وأمامه ركام هائل من المشكلات إضافة إلى مشكلة الإرهاب، ولو يملك خاتم سليمان لن يستطيع أن يحقق طموحات الشعب والنخبة في 7 شهور، وأنه جاء باختيار شعبي ساحق، ومازال يتحسس التحركات للأطراف المؤيدة حقيقة والمؤيدة بغرض النفاق وكسب الود، وهذا واضح في وسائل الإعلام، وممكن أن يسبب له حالة من عدم التمييز وذلك محتاج وقت، وأشرت للرئيس في لقائي له أن المساندة تأتي من الشعب وظهر ذلك في اكتتاب شهادات قناة السويس.
ما هي أكثر الملفات التي نجح فيها الرئيس؟
هناك عدد من الملفات، أهمهما أنه أعطى ''أمارة'' للمصريين بأنه جاد وليس مجرد خطابات بخصوص موضوع ازدواج قناة السويس، على عكس ما كنا نراه من الرؤساء الآخرين، وأكد على أن إنجازه في فترة قياسية، وهذه الخطوة أعطت رسالة للمصريين أنه جاد فيما يتعلق بالمشروعات العملاقة.
وأما عن العلاقات الخارجية، فقد انفتح السيسي على العالم الخارجي بدون تمييز ودون استئذان أمريكا، ووجه رسالة للمصريين أن القرار نابع منه شخصيًا دون الرجوع لأمريكا، وأنهم تباطؤا في إمداد مصر بالأسلحة، فتم التعاون مع الروس.
وتناول السيسي قضية عمق مصر الإفريقي بأجندة مختلفة، بعيدًا عن التجاهل كما كان يفعل مبارك، وتعامل بقدر عالي من المسئولية يتناسب مع وضع مصر.
أما عن الداخل في إطار الوزارة الانتقالية، أمامه مشاكل في الطاقة مازال يتعامل معها، ورغبته في التواصل مع الناس من خلال خطابه الشهري يعد إنجاز.
والعدالة الاجتماعية لم يضع بصمته فيها، لطمأنة الفلاحين ومن هم تحت خط الفقر، ومازالت ضعيفة، ولم يتم التعامل مع الشباب بالرغم من أنهم يمثلون 60% من الشعب المصري، والذين بعد 25 يناير ينظفون ميدان التحرير، وفي هذه المرحلة الشباب كان عنده استعداد ''يلحس الأرض علشان تظهر بلده في أبهى صورة''، ولم تصلهم حتى الآن رسالة بأنهم جزء أصيل من الشعب وظهر ذلك في نسبة تمثيلهم بالبرلمان.
هل نجح الرئيس في احتواء والتواصل مع الأحزاب؟
لا؛ لم ينجح في التواصل مع الأحزاب، وقواعد الشراكة أن أول من يجب التواصل معهم هم أحزاب جبهة الإنقاذ، لأنها ساندته مساندة كاملة؛ ولو فشلت مبادرة السيسي في 30 يونيه وقُبض عليه ونُكل به كان أحزاب الجبهة سيتعرضون لنفس المصير، وحتى لو هي أحزاب غير قوية فإنها بها عقول ومفكرين، وأن الجبهة وراء تدشين حركة تمرد وأعضائها مثل محمد عبدالعزيز وحسن شاهين ومحمود بدر ''ناصريين''، ''عندما نتشارك في مخاطر إذا فشلت سنتحملها كلانا، وكان يجب عليه أخلاقيًا وسياسيًا أن يتواصل مع هذه الأحزاب''؛ فلم يتواصل معنا وكان آخر حوار مع السياسيين وكان ''باهتًا''، والأحزاب التي تحاور معها ضمت من له قيمة ومن ليس له قيمة.
تقييمك للأحزاب الحالية؟
التجربة الحزبية الحقيقية في مصر كانت بعد 35 يناير، والأحزاب القديمة كانت محاصرة من مبارك وحبيب العادلي، ولم نحصل على رخصة لحزبنا إلا بعد 25 يناير، وأحزاب جبهة الإنقاذ شُكلت بعد الثورة، وعمرها لا يتعد عامين، وكان عليها أن تتحمل أعباء إدارة الحزب من موارده وأنشطته حتى تثبت وجودك في الشاعر، وبعض الأحزاب عالجت مشكلة الموارد بدخول شخص واحد للحزب لتمويله، وهذا يُعتبر معيب في التجربة الحزبية، واقتصر دور الأحزاب في هذه الفترة على الظهور الإعلامي، وغياب العمل الميداني.
هل أدت الأحزاب دورها الوطني المطلوب؟
وجود أكثر من 90 حزب في مصر؛ أدى إلى وجود أحزاب حقيقية، كرتونية، عائلية، ووهمية؛ وهذا أمر طبيعي ومع الوقت سيستمر الأحزاب القوية، وتندثر الضعيفة.
''وإذا نظرنا للانتخابات ستجد الأحزاب القوية التي لها كوادر وستخوض الانتخابات لا تتخطى 10 أحزاب من 90''، وسيأتي وقت على الأحزاب الضعيفة للاندماج في حزب واحد.
هل هناك تواصل بينك وبين حمدين صباحي؟
نعم؛ فالعلاقة بيني وبينه ''إنسانية وسياسية''، فالإنسانية منذ أكثر من 30 سنة، وعلى المستوى العائلي هناك صلة ''نسب''، وسياسيًا جمعتنا تأسيس حزب الكرامة، وساعدناه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتطورت العلاقة في تحالف التيار الديمقراطي، وعندما نتحدث مع بعض يختلط السياسي بالإنساني، ''فنحن لنا رفقة نضالية''، وعلاقة بها قدر عالي من الاحترام.
ما الذي سيقدمه الكرامة في البرلمان؟
البرلمان القادم سيكون ظروفه صعبة، لدينا 10 مرشحين فردي، و4 في القوائم، ومقدمين في الفردي أكثر من ذلك لكن نراهن على 10 مرشحين، وليس هناك دور للحزب بالمجلس خارج إطار تحالف ''صحوة مصر'' ورؤيته.
وماهي رؤية ''صحوة مصر''؟
الكرامة يخوض منفردًا بعد انسحاب ''الدستور، التيار الشعبي، العدل والتحالف الشعبي الاشتراكي''، وهناك أسس لمن يخوض الانتخابات تحت مظلتنا أو مظلة التحالف.
وجه كلمة لكلًا من: ''السيسي، محلب، حمدين، سامح سيف اليزل ونجيب ساويرس''؟
أود أن أقول للرئيس السيسي، ''أنت بالفعل تمثل الجموع الساحقة من المصريين، يحملوا لك قدر من الأمل لتنتقل بمصر إلى مرحلة تستجيب فيها إلى ضرورتها الوطنية والقومية والدولة، ويقينًا نساندك ضد الإرهاب، ونطالب أن تمارس سلطاتك الدستورية؛ للإفراج عن المحبوسين، لتخفيف مشاعر الغضب لدى الشباب''، ''وأنت وعدت''، وحرصًا على الاصطفاف الوطني وإرجاع الآمال المعقودة عليك من شباب الثورة.
وأقدر حجم الجهد الذي بذله المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، حيث أنه نقل الأداء الوزاري من المكاتب إلى المواقع، وأنه بذل جهد في كافة المجالات، وعليك أن تراجع نفسك في التوجه السياسي للوزراء الذين معك.
وأقول لحمدين صباحي مرشح رئاسة الجمهورية السابق، ''أنا أعلم عكس غيري بقدراته، وأتصور أنه في هذه المرحلة ينبغي أن يوجهها تحديدًا لمساندة الدولة في حربها ضد الإرهاب وهو يتفق معي وهو يملك ذلك''؛ ليعطي رسالة للجنود المصريين في حربهم ضد الإرهاب أن هناك سند شعبي لهم، وهو يستطيع فعل ذلك؛ من خلال حملة أعلى بكثير من البيانات والمؤتمرات الصحفية.
الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، ''لست مع الذين صنفوه وبطريقة حادة ووضعوه في مصاف الخونة، وهو خانه التوفيق بشأن الاستقالة بعد فض رابعة''، ''وعايشته في جبهة الإنقاذ وفي حواراته ولمست فيه أنه شخص وطني، لكن موقفه الأخير غير موفق فيه فقد قدر من التعاطف الشعبي بسببه، وعليه أن يراجع نفسه لكي ينضم للتوجه الوطني''.
أحترم اللواء سامح سيف اليزل، وعندي يقين أنه لو وُفق في مجلس الشعب سيتبنى الأجندة الوطنية.
أوجه رسالتي للمهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال، ''أنا أخاطبك باعتبارك جزء من الحركة الوطنية، وعندما التقيت بك في إفطار رمضان، رأيت أنك تسعى لضم كافة الأطياف، وفي الفترة الأخيرة تغير عندي هذه الرؤية، ويظهر لي أنك تتعامل على أنك المتفرد وصاحب النهي والأمر بحزب المصريين الأحرار، وأتمنى أن تعود كما كنت جزء من الحركة الوطنية، ويفترض أن تكون هذا وليس غير هذا''.
ما الرسالة التي توجهها للشعب المصري؟
كل يوم نتعلم من الشعب المصري العريق، والذي يملك من الحكمة والتسامح الصبر الشديد، فالشعب لديه الوعي فلقد اختار الرئيس السيسي، ونحن نثق فيه ونفتخر أننا جزء من الشعب المصري.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: