وزير الصحة : العقود الأخيرة شهدت تطورات ملموسة في مفهوم حقوق المريض النفسي
القاهرة -أ ش أ:
شهد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، اليوم الأربعاء، حفل افتتاح المؤتمر السنوي للجمعية المصرية للطب النفسي، والذي يأتي هذا العام بالاشتراك مع اتحاد الأطباء النفسيين العرب، والجمعية العالمية للطب النفسي تحت عنوان (نحو رعاية مثلى للمريض النفسي).
وقال وزير الصحة، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر - "إن هذا التجمع العلمي يأتي في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للدولة المصرية، حيث تقع المسئولية الكبرى علي عاتق المتعلمين والمثقفين وعلي رأسهم المتخصصين في الطب النفسي، مشيرا إلى أن دور الجمعية المصرية للطب النفسي يتمثل في تقديم الدعم النفسي لإعادة صياغة الشخصية المصرية بعدما تعرضت لبعض الهزات، مؤكدا علي أهمية التحليل العلمي الدقيق ومراجعة الأسباب ووسائل الخلاص من المشكلات التي نعاني منها في مجلات الطب النفسي".
واشار عدوي، إلى أن الأشخاص المصابون بأمراض نفسية يعانون من وصمة اجتماعية بسبب المرض النفسي، جعلتهم أكثر عرضه لانتهاك حقوقهم الإنسانية والمدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وكثيرا ما نظر إليهم المجتمع بصفتهم أقل استحقاقا لتلك الحقوق كما يتم في أحيان كثيرة إهدار شخصيتهم القانونية دون حق، مبينا أن هذه الوصمة المصاحبة للمرض النفسي أدت إلى افتراض البعض مسبقا أن هؤلاء المرضى لا يجوز لهم الموافقة أو الرفض على القرارات التي تخص حياتهم، وإلى افتراض البعض الآخر أن شهادتهم أمام العدالة عن الانتهاكات الواقعة في حقهم إنما هي محض خيال، وذلك دون تمحيص أو دون الرجوع إلى الجهات الفنية المتخصصة.
وأضاف عدوي، أن العقود الأخيرة شهدت تطورات ملموسة في مفهوم حقوق المريض النفسي، كما تغير مفهوم العلاج النفسي ليصبح هدفنا الأساسي ليس علاج المريض فحسب ولكن إعادة تأهيله ودمجه في المجتمع من جديد، منوها بأن مصر حرصت علي مواكبة هذا التطور، حيث أكد دستور 2014 على حق كل مواطن في الصحة والرعاية الصحية المتكاملة ورعاية الطفل والمسن وذوي الإعاقة وضمان حقوقهم بما يحفظ الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
وشدد وزير الصحة، على أن الوزارة، تولي اهتماما كبيرا بتطوير منظومة مترابطة ومتكاملة للصحة النفسية في البلاد، وتحرص على الارتقاء بحقوق المريض النفسي، ومن ثم فإن الأمانة العامة للصحة النفسية تأخذ على عاتقها الاهتمام بظاهرة انتشار الإدمان بين أبناء الشعب المصري، ومن أجل هذا تم توقيع بروتوكول تعاون بين الأمانة العامة للصحة النفسية وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التأمينات والشئون الاجتماعية، فضلا عن تخصيص مستشفيات ومراكز علاجية لعلاج الإدمان ووحدات منفصلة لعلاج الإدمان، وإنشاء وتشغيل خط تليفوني ساخن بالأمانة العامة للصحة النفسية خاص بإدمان عقار (الترمادول)، كما تتوجه الأمانة العامة للصحة النفسية نحو تقديم خدمات علاج الإدمان المتخصصة للأمانة، حيث تم افتتاح مركز علاج إدمان المراهقين والمراهقات بمستشفى حلوان للصحة النفسية، وكذا افتتاح فرع علاج إدمان السيدات بمستشفى العباسية.
ونوه عدوي، بأن وزارة الصحة شرعت في وضع وتطبيق خطة شاملة لتطوير مستشفيات أمانة الصحة النفسية البالغ عددها 18 مستشفى، ويعمل بها الآن ما يناهز 6 آلاف من أعضاء الفريق الطبي والإداري، إلى جانب الموافقة على إنشاء معهد قومي لطب نفسي الأطفال بمستشفى العباسية ليقوم بدور تعليمي وعلاجي وبحثي في نفس الوقت، بالإضافة إلى السعي الحثيث لتحسين مستوى الخدمات التي تقدم للمريض النفسي لضمان معاملة كريمة لهم جميعا مع الحفاظ على السرية.
واقترح وزير الصحة، أن يعقد مؤتمر للتحليل النفسي للتطرف والإرهاب، الذى يعاني منه العالم، وايجاد أساليب لحل هذه الظواهر عن طريق البحث العلمي بوضع خطة منضبطة بجدول زمني محدد.
فيديو قد يعجبك: