''الثقافة'': حرق الكتب يعيد إلينا مشهد حرق كتب بن رشد في الأندلس
كتبت – نسمة فرج:
أصدرت وزارة الثقافة بيانا رسميا تستنكر فيها ما حدث في إحدى المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة من حرق العديد من الكتب بدعوي أنها تدعو للتطرف والإرهاب.
وذكرت الوزارة في بيانها أن المشهد يعيد إلينا مرة أخري مشهد حرق كتب ابن رشد في الأندلس بدعوي أنها تحرض علي الزندقة ، ولكن احترقت كتبه في الأندلس وانطلقت بها أوروبا من ظلمات العصور الوسطي إلى عصر النهضة التي أضاءت الحضارة الأوربية الغربية بنور العلوم والثقافة والفنون وأحدثت طفرة في تاريخ الإنسانية على طريق التقدم والتطور والاستنارة ، واحتفظت بها مصر لتبقي للبشرية كنزا وتراثا ، ومادة لإعمال العقل والفكر والاجتهاد ، وظلت مصر علي مدي العصور هي الملاذ الآمن للكتب وللثقافة والعلوم والفنون وليس للحرق .
وأضافت الوزارة في بيانها انه من ضمن الكتب التي احترقت في مشهد عبثي، كتاب ''الإسلام وأصول الحكم'' للشيخ علي عبد الرازق ، وهو كتاب مهم لأي مثقف عربي مسلم قدم فيها الشيخ علي عبد الرازق رؤيته في مقولات واطروحات حول قضية خلافية هامة وهي ''الحكم في الدولة الإسلامية'' فكيف يكون كتابا مثل هذا يدعو للتطرف والإرهاب ، كذلك كتاب عثمان أمين عن التنويري جمال الدين الأفغاني ، وقائمة الحرق طويلة ما بين كتب عن المرأة وكتب عن الإدمان والمخدرات وغيرها .
وأكدت الوزارة في بيانها انها قد وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم جاء في أحد بنودها إمداد المكتبات المدرسية بإصدارات وزارة الثقافة المختلفة ، فكان من ضمن ما أحرق كتاب '' ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات'' وهو من إصدارات هيئة قصور الثقافة ، وغيرها من الكتب التي أصدرتها الوزارة، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارتين ، إن حرق الكتب بدعوي انها تحض علي التطرف والإرهاب ، فهو أمر مردود علي من قاموا بتلك الجريمة التتارية البشعة ، فكتب المرأة وحقوقها تحرض علي العنف ؟ ، كتب مكافحة الإدمان تحرض علي الإرهاب؟.
وأكدت الوزارة انها مع حرية الإبداع والفكر ، بموجب الدستور والقانون ، ولا منع لأي كتاب ، أو مصادرة ، أو حرق ، ولا حكر علي أي فكر ، فحرية الإبداع ومن ثم الاطلاع مكفولة لكل المصريين ، ومن حق المواطن أن يقرأ ويعرف ، مهما كان سنه أو وظيفته أو مستواه الاجتماعي ، فوزارة الثقافة لا تألوا جهدا نحو توصيل الخدمة الثقافية للشعب المصري وخصوصا بالمدارس والجامعات ، وحرق الكتب بهذه الطريقة البشعة مهما كانت الأسباب فهو أمر لا يغتفر للقائمين علي عملية تعليمية يربون فيها أجيالا من المفترض أن تتولي راية الوطن في المستقبل ، ووزارة الثقافة إذ تستنكر هذا الحدث تهيب بالمسئولين التحقيق في هذه الواقعة ، ليعلم كل المصريين من أين أتى إلينا كل هذا التطرف ، وتحاسب المسئولين عن هذه التجاوزات الحمقاء.
فيديو قد يعجبك: