بطريرك الروم الأرثوذكس: السيسي قائد عادل ومستنير
القاهرة - (أ ش أ):
وصف بطريرك الاسكندرية للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزعيم العادل والقائد المستنير.. مثمنا الجهود التي يبذلها الرئيس السيسي لانتقال البلاد إلى الاستقرار الدستوري والسياسي وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى زخمها .
وأكد تأييده بقوة جميع المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار ودعم التوافق في نسيج المجتمع المصري حيث أنه الطريق الوحيد لحقيق الازدهار وقال أن السيسي لا يدخر جهداً في تسليط الضوء علي أهمية الحفاظ علي استقرار مصر.
جاء ذلك في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم بمناسبة افتتاح دير مار جرجس، الجمعة المقبل، بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ورئيس اليونان.. موضحا إن الفرصة اتيحت له للقاء السيسي عدة مرات وقال لقد عبرت له في أحد لقاءاتي عن" حقيقة شخصية" ، وهي أني اعتبر مصر بلدي الثاني، فهي مقر البطريركية لأكثر من ألفي عام.
وأعرب عن سعادته بالاهتمام الذي يوليه الرئيس السيسي شخصياً ومعه جميع الجهات المختصة ، لتسهيل أنشطة البطريركية الرعوية والخيرية مؤكدا ضرورة مشاركة القيادات الدينية في البلاد، قولاً وفعلاً في نهضة هذا البلد.. مؤكدا أن الرئيس السيسي يبذل جهودا كبيرة، مصحوبة بصلواتنا من أجل الحفاظ على مصر من الفيروس الخطير المنتشر الأن وهو فيروس الإرهاب خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة حالياً في الشرق الأوسط .
وردا علي سؤال حول دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف في المنطقة ، أكد بطريرك الاسكندرية أن الشرق الأوسط بأكمله يعاني حالياً من انتشار الإرهاب، لأن من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة ذات القيمة الجيوسياسية والاقتصادية الضخمة ، لم يهتموا بصدق بتحسين الظروف المعيشية للناس العاديين ولم يراعوا سوى مصالحهم الخاصة، فضحوا بالتناغم الاجتماعي على مذبح الطائفية ، تطبيقاً للأسلوب المعروف "فرق تسد".
وأوضح أن المجتمع الدولي كان من الممكن أن يتناسي هذه المشكلة ، ويلقيها خارج ذاكرة التاريخ دون اكتراث ، لولا الخطر الذي بات يهدد بانتشار تلك الأفكار والعمليات الجهادية داخل المجتمعات الغربية المتقدمة، لكن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن القضاء على المشكلة لن يكون إلا بالضرب على منبع كل الشرور، وهو البؤس البشري.
وأعلن بطريرك الاسكندرية للروم الارثوذكس عن إقامة احتفالية كبري يوم الجمعة المقبل الموافق 24 أبريل الحالي من المنتظر أن يحضرها رئيس اليونان "بافلوبولوس" ورئيس الوزراء ابراهيم محلب فضلا عن قادة الكنائس الأرثوذكسية وقادة الدول والحكومات وذلك بمناسبة الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير دير " مار جرجس " التاريخي بمصر القديمة .
وأوضح أن هذا الدير يعد من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط ، وقد تم إنجاز هذا المشروع بدعم مالي كبير من رجل الأعمال اليوناني "مارتينوس" الذي تكفل بمعظم ميزانية تجديد هذا الجزء المقدس من أرض مصر، فهو أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر وكان أيضا المكان الذي سُجن فيه القديس العظيم الشهيد مار جرجس .
ومن هذا المنطلق ، فإن دير مار جرجس يمثل رمزاً تاريخياً للصداقة بين مصرو اليونان مشيرا إلي أنه التقي في وقت سابق من هذا العام برئيس الوزراء إبراهيم محلب ، ليطلعه على استكمال أعمال الصيانة والتحديث في الدير والفعاليات الثقافية العالمية المخطط لها للاحتفال بهذا الحدث الكبير، كما أتيحت له الفرصة لطلب مساعدة الحكومة المصرية في استكمال إجراءات إنشاء مستشفى خيري في منطقة مصر القديمة لعلاج الفئات الأضعف مادياً.
وأضاف - فى نبذة تاريخية عن الدير- أنه تأسس في القرون الأولى للمسيحية، فوق جزء من قلعة بابليون الرومانية البيزنطية القديمة، وظل على مر القرون حصناً لكنيسة الروم الأرثوذكس في بلد النيل، بل إنه في كثير من الأحيان تولى تقديم خدمات قيمة للمجتمع المصري، كمستشفى ودار للمسنين وفندق ودار للعجزة ومدرسة ومقبرة ومأوى للمسيحيين في أوقات الشدة،
وقال إنه بفضل الجهود الدؤوبة لعلماء الآثار والمهندسين والمعماريين وخبراء الترميم عاد البرج الروماني ودار العبادة إلي سابق رونقهما ، وتم تدعيم السراديب الموجودة تحت الأرض ، وإظهار مقياس النيل القديم، وصيانة الأيقونات الرائعة الموجودة به ، مما جعل الدير والمنطقة المحيطة به واحة للاستجمام النفسي والروحي في قلب العاصمة المصرية المزدحمة.
ولفت إلي أن مصر هي مقر كنيسة الروم الأرثوذكس في أفريقيا ، والعلاقات بين البطريركية و جميع أطياف المجتمع المصري ممتازة ، فهي تستند الى احترام التنوع الديني، واحترام الرغبة المشتركة في التعايش السلمي بين الناس ، بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللغة أو التراث الثقافي .
وردا علي سؤال حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في القاهرة ، أعرب ثيودوروس الثاني بطريرك الاسكندرية للروم الأرثوذكس عن سعادته بأنه ألتقي مرة أخرى بالرئيس بوتين، على هامش القمة المصرية الروسية التي عقدت في القاهرة في 10 فبراير الماضي حيث ناقش معه المسائل المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية ومصر وأفريقيا ، بالإضافة للنشاط الخيري لبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية ، كما أشرت كذلك إلى أزمة اليونان.
وأفاد بأنه أتيحت له الفرصة ليشكر بوتين شخصياً ، لما قدمته بلاده إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا، وقال أني أهنئه على اختياره السياسي السديد ، المتمثل في دعم وتعزيز العلاقات بين روسيا ومصر، ومساندته للجهود الوطنية المبذولة لتصحيح المسار في مصر وسط التحديات الراهنة ، فيكفي النظر إلى الوضع في سوريا وليبيا للتأكد من أهمية السلام السياسي والاجتماعي.
وأضاف أن الرئيس الروسي يشاركه الاعتقاد بضرورة وجود منظومة مشتركة من القيم ، من أجل تحقيق التعايش السلمي في كل مكان يعيش فيه مواطنون من مختلف الأديان مشيرا إلي أن روسيا بلد متعدد الديانات ، الغالبية فيها من المسيحيين ولكن يوجد بها أيضا عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالرئيس بوتين لديه خبرة طويلة في تكريس العلاقات السلمية بين الناس من مختلف الأديان ، والعلاقات السلمية لا يمكن أن تتواجد في ظل عدم احترام عقائد الآخرين باسم حرية التعبير، أو عندما يسود منطق السلاح على منطق الحوار والقلم .
وردا علي سؤال حول الوضع في ليبيا بعد مقتل 21 مصريا علي يد داعش ، أكد بطريرك الاسكندرية أهمية التفريق بين الإسلام والأصولية الإسلامية، فالإسلام كعقيدة و ممارسة دينية له كل الاحترام، أما الأصولية الإسلامية كمفهوم يكرس للتفوق الديني، بممارساته التي تقوض التسامح والحق في الاختلاف فهي مدانة تماما.
ووصف مقتل 21 مصرياً مسيحيًا في ليبيا، بانه أبشع تعبير مأساوي وغير انساني لعدم التسامح المتزايد ضد الأخرين ، وقد أعلنا إدانتنا لهذه الجريمة، كونها تعبير يائس للفكر المحرض على العنف .. وعبرنا عن تعازينا لقيادات الكنيسة القبطية ، ونصلي أن يُسكن الرب الرحيم أرواح الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم في النعيم الأبدي.
وردا علي سؤال حول توفير الأمن للإقليات المسيحية في الشرق الأوسط ، أكد أن الغالبية العظمى من المسلمين تمقت التعصب والعنف باسم الإسلام، ولكنهم يمقتون أيضاً السياسات التي يتخذها صناع القرار الكبار في العالم، ليس في غيبتهم فقط ، بل على حسابهم في كثير من الأحيان .
وأشار بطريرك الاسكندرية إلي أنه يومنا هذا ، لم تمحو مجتمعات أفريقيا والشرق الأوسط من ذاكرتها التاريخية تلك التجارب المؤلمة التي عاشتها جراء الاستعمار .. معربا عن شعوره بخيبة أمل في رؤية الاستعمار القديم يعود مرة أخرى وقد تحور من الاحتلال العسكري إلى الاحتلال الاقتصادي ، لذلك لا يجب أن نسمح للتعصب الديني أن يستغل الشعور بالظلم المتولد من اللاأخلاقية السياسية والاقتصادية .
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: