"أنا صحفي إلكتروني".. انتفاضة شباب المهنة للمطالبة بحق مشروع
كتبت- هاجر حسني:
خطوات تفصله عن قلب الحدث، يقف هو منتبهاً لكل حركة، ردة فعل، كلمة أو صوت يرصده بحواسه التي سخرها جميعا للخروج بمعلومة أو لقطة واحدة، يتطور المشهد سريعا تتطاير فوق رأسه الرصاصات والحجارة حتى تباغته إحداهما فيسقط صريعا أو مصابا، تشتعل النفوس وتنطلق الإدانات والمطالبات ولكن سرعان ما تهدأ بعد أن يكتشفوا أنه "صحفي إلكتروني".
لم تكن المطالبات بنقابة للصحفيين الإلكترونيين وليدة اللحظة، فالمحاولات بدأت منذ أكثر من 10 سنوات "من 2004 واحنا بنطالب إنه يكون للصحفيين الالكترونيين نقابة، ووقتها مكنش في غير عدد محدود من المواقع كان على رأسها مصراوي ومحيط"، قالها أحمد أبو القاسم، السكرتير العام لنقابة الصحفيين الالكترونيين وأحد مؤسسي حملة أنا صحفي إليكتروني.
"أنا_صحفي_إليكتروني" مجرد هاشتاج أطلقه أعضاء الحملة ولكن استطاعوا من خلاله دفع الصحفيين الذين يعملون بالمواقع الإلكترونية سواء كانوا محررين أو مصورين بمشاركة معاناتهم ومشكلاتهم وما يواجهونه يوميا من إدارات مواقعهم وتجاهل من الدولة لحقوقهم أثناء أداءهم لواجباتهم المهنية، من خلال سرد المشكلات مصحوبة بالهاشتاج على موقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك لتكون تدويناتهم المتلاحقة "مظاهرة إليكترونية".
العدد الكبير من الصحفيين الذين يعملون في مواقع إلكترونية وطول الفترة التي استغرقها النضال من أجل غطاء نقابي لهم، كان سببا لتصعيد الأمر كما قال أحمد "الصحفيين الإلكترونيين عددهم كبير وده اللي دفعنا اننا مننتظرش أكتر من كده خاصة وإن في قانون لنقابة الصحفيين الإلكترونيين"، ولكن القانون حتى الآن مازال حبيس لجنة الإصلاح التشريعي "قانون نقابة الصحفيين الإلكترونيين المهنية الآن في لجنة الإصلاح التشريعي وإما تقره ويعتمده الرئيس أو ينتظر البرلمان القادم لإقراره وما يحدث حاليا هو تعريف بالقانون ومواده التي دار حولها نقاشات وحوارات على مدار 4 سنوات حتى خرج القانون في صورته النهائية".
وعود رددها من حاولوا احتواء مطالبات الصحفيين الإلكترونيين طوال السنوات الماضية، ولكنها لم تلق ترحيب "مش هنقبل إن الصحفي الإلكتروني يكون منتسب أو يتعمله شعبة داخل نقابة الصحفيين، لأن الصحفي الإليكتروني مش هيتعامل على إنه درجة تانية".
فصل تعسفي، تأجر رواتب، عمل دون مرتب تحت مسمى "تدريب" هو بعض ما يواجهه الصحفي الإلكتروني والذي عبرت عنه الجمل المصاحبة للهاشتاج، "بصنع الخبر قبل الاخرين"، غرد بها أحد المنضمين للمظاهرة الإليكترونية على تويتر وفيسبوك، فيا تتابعت التدوينات موثقة لمعانات أصحابها "عايز حقوقي قبل ما تطلب مني واجباتي"، "عايزة ابقى مطمنة وأنا نازلة أغطي إن الباشا مش هياخدني في الرجلين، ولو خدني ألاقي نقابة تدافع عني"، "أنا الصحفي اللي علي طول في الشارع علشان توصلك الأخبار أول ما يحصل الحدث أنا عينك في الشارع اللي بتوصلك الحقيقه"، "الناس دي هي الأنشط دول اللي رؤساء التحرير بيبنوا أمجادهم على عرقهم وأحيانا دمهم".
فيديو قد يعجبك: