القصة الكاملة لمناورة مترو العباسية التي قطعت "ميه ونور"
كتب - عبدالله قدري:
تعطلت حركة الخط الثالث لمترو الأنفاق (الأهرام-امبابه) طيلة يومين عقب خروج أحد القطارات واصطدامه بالمصد الموجود في سكة النفق، وتعرض سائق القطار أحمد حمزه، لكسر في الجمجمة نتيجة الاصطدام، ويرقد حاليًا في مستشفى عين شمس لمتابعة حالته الحرجة.
البداية جاءت عندما استقل أحمد حمزه، سائق القطار لإجراء مناورة وتجربة اختبار للقطار، إلا أنه أثناء خروج المترو من ورش الصيانة بمحطة العباسية دخل على خط فرعي تمهيدًا لدخوله إلى السكة الرئيسية فاصطدم بالمصد الموجود في السكة.
كان القطار يسير بدون ركاب وتمثلت الخسائر المعلن عنها حتى كتابة هذه السطور عن إصابة السائق، وتحطم أجزاء كبيرة من عربات القطار، وانقطاع الكهرباء، وكسر ماسوره مياه أسفل النفق، مع توقف حركة الخط الثالث قبل أن تعود تدريجيًا الاثنين، إلى العمل بدءًا من محطة عبدو باشا، إلى محطة العتبة، لتكون بذلك محطة العباسية هي الوحيدة خارج نطاق العمل، لحين رفع آثار القطار المحطم من على نفق سكة المترو.
وعقب وقوع الحدث، توقفت الحركة واكتظت أرصفة المترو على الجانبين بالركاب، تضاربت الأنباء ما بين غرق نفق المترو بالكامل، وما بين تصادم قطارين داخل النفق، ليؤكد أحمد عبدالهادي المتحدث الرسمي باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، عدم صحة ما تردد عن وقوع تصادم بين قطارين، وأن الأمر عار تمامًا عن الصحة.
كانت محطة العباسية، أشبه بمحطة إسعاف أو مطافئ، هرول العمال وقيادات وزارة النقل لإجراء عملية سحب القطار من على النفق التي لازالت تُجرى حتى الآن، وتفقد وزير النقل المهندس هاني ضاحي، واللواء سيد جاد الحق، مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل، كما وصل إلى موقع الحادث اللواء إسماعيل النجدي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق يرافقه المهندس على فضالي، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، معهم اللواء أحمد حامد، رئيس الهيئة العامة للسكة الحديد وجمع من القيادات الأمنية.
بعد ساعات قليلة، بدأت الحركة تعود إلى الخط الثالث لمترو الأنفاق تدريجيًا بعد توقفها بالكامل الأحد الماضي، وقرر المهندس علي الفضالي، رئيس شركة المترو، مع مسئولي الشركة عودة الحركة بالخط الثالث جزئيا بعد توقفها بشكل كامل، وعادت الحركة من محطة العتبة حتى محطة عبده باشا في الاتجاهين وكذلك من محطة الاهرام حتى محطة أرض المعارض ليصبح بذلك توقف الحركة في محطة العباسية فقط التي وقع بها الحادث، ولا زالت متوقفة حتى الآن، ومن المقرر حسب تصريحات المسؤولين فتح محطة العباسية الثلاثاء بعد سحب القطار.
في سياق متصل، نُقل السائق أحمد حمزه بعد إصابته غلى مستشفى عين شمس التخصصي، وكانت حالته الصحية الحرجة عاملًا رئيسيًا في عدم استجوابه من قبل النيابة لمعرفة ملابسات الحادث والوقوف عليها، ونشر "مصراوي" التقرير الطبي للسائق المصاب والذي نص على أن السائق يعاني من كسر بقاع الجمجمة أدى إلى حدوث تدهور بدرجة الوعي، بالإضافة إلى جروح قطعية وسحجات وكدمات متعددة بالجسم.
على خلفية الحادث، نظم سائقون بمترو الأنفاق، وقفة تضامنية مع سائق قطار العباسية على رصيف محطة العتبة، لعدم تحميل السائق مسؤولية الحادث، وهددوا بالاعتصام إذا لم يتحقق مطلبهم، في تلك الأثناء وصل رئيس شركة المترو المهندس على الفضالي إلى العمال المتظاهرين داخل المترو، ووعدهم بعدم تحميل السائق المسؤولية، ووقع على ذلك في دفتر مطالب العمال، وأمر العمال بعدها بالانصراف لمباشرة عملهم، واستجابوا.
من جانبه، علق أحد العاملين بالمترو إن توقيع رئيس الشركة على دفتر العمال، وإخلائه مسؤولية السائق من الحادث لا تعني شيئًا وأنها "مجرد طبطبه"، لافتًا إلى أن القرار قرار نيابة في المقام الأخير.
ولازالت عملية سحب أجزاء القطار من على نفق المترو متواصلة حتى الآن، ومن المتوقع صدور قرار وشيك بإعادة فتح محطة العباسية أمام الجمهور، لتعود حركة الخط الثالث لمترو الأنفاق إلى طبيعتها.
فيديو قد يعجبك: