لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ممثل الصحة العالمية باليمن: الحكومة لا توفر بعض الأدوية ونعمل على حل هذه التحديات (حوار)

06:36 م الثلاثاء 28 أبريل 2015

الدكتور أحمد شادول ممثل منظمة الصحة العالمية

حاوره ـ مصطفى الجريتلي:

''شٌح الوقود اللازم لتشغيل المولدات لتوفير الكهرباء وتشغيل سيارات الإسعاف.. مشاكل المياه الآمنة في المرافق الصحية ومشاكل الصرف الصحي في المدارس التي يتخذها النازحون كملجأ تمثل تحدياً كبيرًا أمامنا لأداء عملنا''.. هكذا تحدث الدكتور أحمد شادول، ممثل منظمة الصحة العالمية عن المشاكل التي تواجهها باليمن في حوار أجراه مصراوي معه عبر البريد الإلكتروني.

وأكد أن الحكومة لم تعد قادرة على توفير بعض الأدوية الأساسية، التي تعمل المنظمة جاهدة على توفيرها، مطالبا جميع الأطراف تذليل الصعوبات أمام الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلا عن ضرورة احترام حيادية المنشآت الصحية وحمايتها وعدم التعدي على المرافق الصحية... وإلى نص الحوار:

ما طبيعة الخدمات التي تقوم بها المنظمة حاليًا في اليمن؟

-حالياً، منظمة الصحة العالمية في تواصل دائم مع وزارة الصحة العامة والسكان وكل الشركاء الصحيين المتواجدين في اليمن لتنسيق خطط الاستجابة ورصد الثغرات في خدمات الرعاية الصحية وضمان الاستجابة السريعة.

ومنذ تصاعد وتيرة العنف والصراع في 19 مارس الماضي، وفرت منظمة الصحة العالمية معدات ومستلزمات صحية لـ 120000 مستفيد في أنحاء اليمن من مخازن المنظمة في صنعاء وعدن والحديدة. كما قدمت المستلزمات الخاصة بالتعامل مع الإصابات والتي تكفي لإجراء 1400 عملية جراحية كبيرة، إضافة إلى 11000 كيس دم ومغذيات ومهدئات ومعدات الأكسجين ومواد التضميد لأكثر من 20 مستشفى في جميع أنحاء اليمن، ويجري حالياً شراء المزيد من معدات علاج الإصابات الإصابة لتغطية 1000 إصابة شديدة.

ووفرت المنظمة فرقاً طبياً وأخصائيين في مجال جراحة العظام إضافة لأطباء تخدير لسد الفجوة والاحتياج لبعض التخصصات الطبية في المناطق المتأثرة.

ولضمان توفر خدمات الإحالة الطبية في المناطق الملحة، تنسق منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة لنقل سيارات الإسعاف للمحافظات التي تشهد أعداداً كبيرة من الجرحى. كما تغطي المنظمة النفقات التشغيلية لسيارات الإسعاف وتركيب أجهزة التتبع (GPS) لتلك السيارات لمنع سوء استخدامها.

ولدى منظمة الصحة العالمية منسقين لنظام الإنذار المبكر للأمراض في مختلف المناطق للإبلاغ بشكل منتظم حول الأمراض المعدية لمنع تفشي الأمراض، كما تم إرسال فرق صحية بيئية لمناطق النازحين لمراقبة جودة المياه ورصد الأمراض المنقولة بالمياه.

ولدى المنظمة فريق يربو على 65 طبيب وفني يعملون بصنعاء وعدن وصعدة والحديدة وحرض وغيرها من المناطق.

حدثنا عن الوضع الطبي والصحي باليمن في ظل تلك الأجواء التي تشهدها البلاد؟

- هناك حِمل ثقيل تتحمله المؤسسات الصحية في المناطق المتأثرة ما يمثل عبئاً إضافياً على تلك المرافق التي كانت بالأساس تعاني من العديد من المشاكل والنقص في المعدات الطبية والموارد البشرية.

هناك احتياج للأدوية الجراحية وأدوية علاج الإصابات إضافة للأدوية المتعلقة بالأمراض غير المعدية وأكياس الدم ومشتقاته ومستلزماته، واحتياجات المعامل، كما أن هناك احتياج ملح للوقود لسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية لضمان الاستمرارية في توفير الخدمات خلال انقطاع الكهرباء.

ما أبرز التحديات التي تواجهكم لأداء أنشطتكم وخدماتكم وماذا تحتاجون؟

-يظل التحدي الأمني هو الأبرز من بين جميع التحديات الأخرى مثل شٌح الوقود اللازم لتشغيل المولدات لتوفير الكهرباء وتشغيل سيارات الإسعاف.. مشاكل المياه الآمنة في المرافق الصحية ومشاكل الصرف الصحي في المدارس التي يتخذها النازحون كملجأ تمثل أيضاً تحدياً كبيرًا، إضافة إلى التحديات التي تواجهها أنشطة التحصين الروتينية المهددة بالتوقف في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

ومن خلال التقييم الأولي للاحتياجات الصحية الحالية تبين بأن هناك حاجة لمزيد من الفرق الطبية لمواجهة الاحتياجات الصحية المتزايدة، وهناك حاجة لسد الثغرات في المستلزمات الطبية والأدوية في مختلف مناطق اليمن، ومن الضروري أيضاً الاستمرار في تزويد الوقود لتشغيل مولدات المرافق الصحية وسيارات الإسعاف لنقل المرضى وضمان سلامة سلسلة تبريد اللقاحات، وفيما يتعلق بالأدوية فهناك حاجة للأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل الأنسولين لمرض السكري.

فالحكومة حالياً لم تعد قادرة على توفير مثل هذه الأدوية ولذلك قامت منظمة الصحة العالمية بشراء كميات من الأدوية لمرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم كافية للاستخدام لمدة شهر، فتوفير المستلزمات الطبية في هذا الوقت ضروري جداً، ومنظمة الصحة العالمية تعمل على ضمان توفر المستلزمات والمعدات الطبية في المستشفيات الرئيسية والمرافق الصحية التي تستقبل الجرحى. والمنظمة حالياً تستخدم مخزون الأدوية التابع لها في صنعاء وعدن والحديدة، كما تقوم بشراء الأدوية والمعدات من السوق المحلية في حال توفرها.

تحذرون من انهيار خدمات الرعاية الصحية باليمن.. كيف تستعدون لمواجهة ذلك؟

- لقد قامت منظمة الصحة العالمية بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمعينات الأخرى لمعظم المستشفيات ولكل المؤسسات الصحية التي يعمل بها الشركاء في مجال الصحة. كما توفر المنظمة الوقود والمياه لهذه المستشفيات ولسلسلة التبريد لحفظ اللقاحات في بعض المناطق.

وتتكفل المنظمة بدفع كل مستلزمات وتكلفة التشغيل والعاملين ببنوك الدم في المناطق المتأثرة، كما تتكفل بتحمل كل نفقات الإسعافات والأطقم الطبية، إضافة لدعمها الفرق الطبية والعيادات المتحركة في المناطق المتأثرة وفي مناطق النازحين. وستدفع بالمزيد من الفرق متى ما دعت الحاجة.

المنظمة درست وأعدت الاحتياجات من الفريق العامل الذي سيقود خطة إنعاش النظام الصحي وهو جاهز متى ما سمحت الظروف الأمنية. وأعدت المنظمة كذلك خطة تدريب للكوادر المساعدة والعاملة بالمؤسسات الصحية وتدرس إمكانية دفع حوافز في حال فشل الوزارة في دفع استحقاقات العاملين والفرق التي تقوم بإجراء العمليات المفصلية بالمستشفيات.

حدثنا عن التنسيق مع شركائكم في تقديم الخدمة باليمن مثل أطباء بلا حدود والصليب الأحمر واليونيسيف وأبرز ما يواجهكم من تحديات؟

- نحن على تواصل وتنسيق مستمر مع باقي الشركاء وخصوصاً أطباء بلا حدود والصليب الأحمر لتنسيق الجهود الإغاثية والصحية.. والتحديات مشتركة بيننا وأهمها المشاكل الأمنية وصعوبة إيصال الأدوية وإسعاف الجرحى والتنقل والانقطاع المستمر للكهرباء والاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية والمرافق الصحية.

وماذا عن التنسيق بينكم والمستشفيات الحكومية والخاصة باليمن وأبرز ما يواجهكم من تحديات؟

- فرق منظمة الصحة العالمية تتواجد في كل المناطق المتأثرة (عدن- صعدة- حرض- الحديدة) بالإضافة للمكتب الرئيسي بصنعاء والذي يتعامل على مدار الساعة مع غرفة العمليات بوزارة الصحة.

والعاملون في المحافظات يتعاملون مباشرة مع مدراء الخدمات الصحية ومدراء المستشفيات ويتفاعلون مع احتياجاتهم. وتقدم المنظمة الدعم لكل الشركاء بما فيها المؤسسات والمستشفيات الخاصة وكل من يقدم خدمات الرعاية وإنقاذ المصابين.

فالتحدي الأكبر يتلخص في زيادة عدد المصابين مع قلة العاملين وشٌح الإمكانات.

ماهي أبرز المشاكل التي تواجه المريض أو المصاب باليمن؟

يواجه المرضى والمصابين في اليمن صعوبة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية،ومؤخراً، شهدت المرافق الصحية انخفاضاً في عدد الاستشارات الطبية اليومية بنسبة 40% ما يدل على عجز هؤلاء من الوصول للمراكز الصحية بسبب الطرقات المغلقة، وغياب وسائل المواصلات والقتال المستمر في الشوارع. وهناك تقارير تصلنا حول تعرض العديد من المرضى وسيارات الإسعاف التي تنقل المعدات الطبية إلى التعدي والنهب.

تختلف المناطق التي تشهد صراع باليمن حدثنا عن أصعب المناطق التي تتعاملون معها؟

- حتى الآن، هناك 18 محافظة من أصل 22 محافظة تأثرت بالأحداث.. حاليًا، تمر محافظات تعز وعدن ولحج والضالع وأبين بظروف إنسانية وصحية صعبة للغاية، حيث يجد الناس صعوبة في الوصول لأبسط الاحتياجات الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء والرعاية الصحية.

ما الذي ترونه من الحكومة اليمنية أو الأطراف المعنية قد يكون مناسباً لكم لتقديم خدماتكم؟

- نحن ما زلنا نطالب جميع الأطراف تذليل الصعوبات أمام الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، كما طالبناهم مراراً بضرورة احترام حيادية المنشآت الصحية وحمايتها وعدم التعدي على المرافق الصحية.

والحقيقة وزارة الصحة العامة والسكان ومكاتب الصحة في المحافظات تبذل جهوداً مضنية لتقديم الخدمات الصحية العاجلة، لكن تظل التحديات الأمنية والنقص في الأدوية والأطقم الطبية وشح الوقود وغيرها من أبرز التحديات كما ذكرت.

يُشاع إن هناك استهداف لمقدمي الخدمات الطبية باليمن,, هل هذا صحيح وإن كان صحيح كيف تتعاملون مع الوضع؟

- نعم، تم استهداف بعض الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، ومنظمة الصحة العالمية طالبت مراراً عدم استهداف العمال الصحيين والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف. العمال الصحيون يخاطرون بحياتهم يومياً لتقديم المساعدة الطبية العاجلة والمنقذة للحياة للعديد من الناس الذين هم بحاجة إلى خدمات صحية عاجلة. وفي مثل هذه الأوقات، من المهم جداً أن يُسمح لهم بالاستمرار في العمل من دون أن يكونوا عرضة للخطر. فالمرافق الصحية وسيارات الإسعاف يجب أن يتم التعامل معها بحيادية وأن لا يتم استغلالها أو استهدافها واستخدامها لأغراض عسكرية.

نناشد كل الأطراف عدم استهداف المؤسسات الصحية والعاملين. وندين كل اعتداء أياً كان الفاعل.

كان هناك صعوبة في توصيل الإمدادات الطبية لكم باليمن, فما الوضع الآن؟

-إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أثر كثيراً على إيصال المستلزمات الطبية. كما أن هناك صعوبات في عملية نقل الإمدادات الطبية إلى المحافظات المتأثرة بسبب القتال الدائر في الشوارع والطرق المغلقة وتوقف الكثير من وسائل المواصلات التي تنقل مثل هذه الأدوية.. وفي وسط هذه الظروف الصعبة استطعنا في منظمة الصحة العالمية من إيصال الإمدادات الطبية والمشتقات النفطية للكثير من المرافق الصحية وسط تحديات أمنية كبيرة. وما زلنا مستمرين في تقديم الدعم والمساندة للعديد من المرافق الصحية حتى تتمكن من تقديم الرعاية الصحية العاجلة للمرضى والمصابين.

هل هناك إحصائية بعدد القتلى والمصابين بالأحداث باليمن منذ اندلاعها وما حقيقة الأرقام التي تُنشر بخصوص الأطفال والمدنين سواء مصابين أو قتلى ؟

-منذ 19 مارس وحتى 25 إبريل، تشير التقديرات عن 1195 قتيل، و 4795 جريح. وهذه الإحصائية هي فقط المسجلة في المستشفيات والعيادات، فهناك بعض الجرحى الذين يتم علاجهم في البيوت وبعضهم يقومون بدفن الجثث دون الإبلاغ عنها في الجهات الرسمية.

وهل تقوم المنظمات التي تقدم الخدمة الطبية بإسعاف العسكريين؟

-منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان وباقي المنظمات تقدم الخدمات الطبية بحيادية تامة لجميع الأطراف المتضررة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ومن أي طرف كان.

وهل هناك خسائر مادية أو بشرية قتلى أو مصابين بالطاقم الطبي بالمنظمة أو المنظمات الأخرى التي تقدم الخدمة باليمن؟

-للأسف، تم استهداف بعض الأطقم الطبية ووقع قتلى جرحى من بعض الأطقم العاملة لدى المنظمة ومنظمات وجمعيات أخرى.

هل قد نسمع مستقبلاً ـ حفظ الله اليمن من الشرور ـ عن كارثة صحية مع تطور الأوضاع ونقص المستلزمات الطبية؟

-سبق وأن حذرت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية بأن المستشفيات الرئيسية ستعجز عن تقديم الخدمات الصحية والإنسانية الطارئة أو إجراء عمليات أو توفير خدمات الرعاية المركزة للمرضى المحتاجين إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه. وحذرت الوزارة بأن برامج إنقاذ الأرواح والحماية الصحية ستنهار تدريجياً بسبب شح أدوية الأمراض المزمنة مثل الغسيل الكلوي وأمراض القلب والأورام، وأن بنوك الدم تشهد نقصاً خطيراً في الكواشف اللازمة لعمليات التبرع بالدم،ونقله، إضافة إلى مايواجهه مخزون الدم من خطر التلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

هل طاقم العمل يمني أم هناك جنسيات أخرى مشاركة في تقديم الخدمة الصحية وما هي أعداد الفريق ككل؟

- فريق المنظمة يتكون من 65 شخص من مختلف الجنسيات، لكن أغلبهم من اليمنيين. وهناك منسقين للمنظمة يتوزعون في المحافظات المتأثرة من الصراع.

هل لديكم أي إضافات أخرى قد تخدم الغرض الصحفي وتقديم الحقيقة للجمهور والرد على الشائعات؟

- شكراً لكم على هذا اللقاء.. ونأمل أن يتمكن القطاع الصحي في اليمن من التعافي قريباً. المرضى والمصابين عانوا كثيراً من تبعات تدهور الخدمات الصحية خلال الأيام الماضية، والفرق الطبية كذلك مرت بأيام صعبة وخاطرت كثيراً لإنقاذ الناس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان