إعلان

يوسف ندا.. ملك الإسمنت الإخواني أدرجه بوش على قائمة الإرهاب

10:52 م الإثنين 15 يونيو 2015

يوسف ندا

كتب – عبدالله قدري :

"النظام الحالي سينتهي في مصر بعد ستة أشهر من تولي السيسي للحكم"، كانت هذه إحدى تصريحات المفوض السابق للعلاقات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا في لقاء تليفزيوني سابق، توقع خلالها سقوط النظام بعد ستة شهور من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي. قال ندا تصريحه المذكور في 17 أبريل 2014، قبل أن يخرج منذ أيام ليُعلن رسالته الأخيرة الممهورة باسمه "بأنه في استعداد أن يجلس للتفاوض مع من يريد الخير لمصر"، واستشهد بالآية القرآنية "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها".

كان ندا يراهن في تصريحاته على قيادة الجيش والمخابرات، حيث وصفهم في أكثر من مناسبة بـ"الرجال"، رغم أنه صرح سابقًا "بأن الجماعة لا تعرف الإرهاب، ولا تستجدي أحدًا". قال ندا في بيانه الأخير: "أنا لا أدعي أن الجيش المصري فاقد الوطنية وفاسد، ولكن أقول بوضوح إن بعض قياداته المتحكمة فيه هي كذلك". لكن هدف الرسالة كان غامضًا لدى كثير من جماعة الإخوان وهذا ما يؤكده تصريح محمد سودان - أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة - تعليقًا على بيان المصالحة "الرسالة جاءت لتأكيد مسألتين، عدم التنازل عن الشرعية، الأمر الذي لا اختلاف عليه، وأن الإخوان ملتزمون حل الأزمة السياسية بطريقة سلمية، لكن هذا يواجه مشكلة أن الرسالة لم تذكر ما نتفق عليه داخل التنظيم، وهو أن السيسي لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل"، وفقًا لتصريحاته.

غموض توقيت ومحتوى رسالة ندا والتي أثارت تباينات داخل الجماعة، غموض نابع من شخصيته، حيث عرفته وسائل الإعلام بـ"الرجل الغامض"، وبرز ذلك في مداخلته الهاتفية على قناة الجزيرة تعليقًا على الرسالة "هذه الرسالة غير موجهة إلى الإعلام بقدر ماهي موجهة إلى جهات معينة طلبت ذلك"، ورفض ندا الإفصاح عن هذه الجهات قائلًا: "هناك أشياء في السياسية لا ينبغي أن تقال".

قضى ندا - المولود في الاسكندرية ويحمل الجنسية الإيطالية - نحو عامين في سجون الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على خلفية حادث المنشية 1954، بعدها تم الإفراج عنه في عام 1956، وهاجر من مصر إلى ليبيا ومنها إلى النمسا، ازداد نشاطه التجاري وتوسع، حتى بات يلقب في الستينات بـ"ملك الإسمنت في منطقة البحر المتوسط".

في نوفمبر 2001 اتهمه الرئيس الأمريكي جورج بوش بضلوع شركاته في دعم الإرهاب وتمويل هجمات 11 سبتمبر، وأعدت الإدارة الأمريكية تقريرًا أدرجت فيه اسم يوسف ندا في القائمة السوداء للداعمين للإرهاب، ورغم أن مجلس الأمن قام بشطب اسمه من الداعمين للإرهاب بناء على طلب سويسري، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت شطبه من القوائم السوداء.

وفي أبريل 2008 أحاله الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى المحاكمة العسكرية، وحُكم عليه بالسجن ـ10 سنوات غيابيًا، وذلك قبل أن يصدر الرئيس الأسبق محمد مرسي عفوًا عامًا عنه في 26 يوليو 2012.

من جانبه، قال أحمد بان، الباحث في الحركات الإسلامية، إن رسالة القيادي الإخواني يوسف ندا، مجرد بالونة اختبار لشباب الجماعة لمعرفة ردود فعلهم حول فكرة قبول المصالحة مع النظام الحالي أو رفضها، مؤكدًا أن هذه الرسالة لا ترقى لإطلاق اسم "مبادرة" عليها.

وأضاف في تصريحات لمصراوي، أن يوسف ندا شخصية لها ارتباطات مع أجهزة استخبارات دولية، ويرجح أن بعض هذه الدول يمكن أن تكون طلبت منه إطلاق هذه الرسالة لجس نبض قواعد الإخوان، لافتًا إلى أنه يوسف ندا في الحقيقة ليس له تأثير كبير على شباب الإخوان، هو فقط لديه حضور دولي.

وقال بان، إن هذه الرسالة شأنها شأن التصريحات التي كان يرددها ندا في وقت سابق، والتي تحرض في مجملها على انشقاقات في المؤسسة العسكرية، مؤكدًا أن رسالته الأخيرة تناولت التحريض على الإطاحة بالرئيس رغن أنها لم تذكر اسمه، إلا أنها عرَجت في سطورها عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان