أول تعليق لمحلب على صفحة "علشان ما تتفاجئش".. ويؤكد: "مش أنا"
كتب- محمد غايات:
قام المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الخميس ، بزيارة إلى معهد القلب القومي، لمتابعة أعمال التطوير الجارية، يرافقه وزيرا الصحة، والبحث العلمي، ومحافظ الجيزة.
و قدم وزير الصحة عرضاً حول أعمال التطوير التي تتم في المعهد، حيث أشار إلى أن معهد القلب القومي كيان كبير تحت مظلة الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والتي تضم أيضاً معهدي الأورام والكبد، وأضاف أن معهد القلب تم إنشاؤه في الستينات ليقوم بالجانب العلاجي بالإضافة إلى الجانب البحثي والتعليمي وكذا تدريب الأطباء، مشيراً إلى أن وضع المعهد الحالي يعكس تركيزاً على الجانب العلاجي على حساب الجانب التعليمي، ونحن بحاجة إلى ثورة في هذا المجال لإعادة الدور البحثي الهام للمعهد.
وأشار الوزير إلى أن موقع بناء المعهد كان مثالياً، ولكن مع مضي السنوات أصبح المكان مزدحماً، بما يفرض إعادة هندسة المكان ليسمح بدخول وخروج المرضى، مع توسيع مدخل المعهد ليسمح بدخول السيارات وعربات الإسعاف، كما أن البنية التحتية للمعهد حدث بها شيء من التهالك وخاصة في شبكات المياه والصرف الصحي والغاز. وأضاف الوزير أن المعهد يقدم الخدمة العلاجية للمرضى من كافة أنحاء الجمهورية في مجال أمراض القلب، وقسطرة القلب، وزرع الصمامات، وتركيب الدعامات، ورعاية ما بعد جراحة القلب، ورعاية الأطفال.
وأشار الوزير إلى أن معهد القلب يضم 120 سريراً للعناية المركزة لجراحة القلب، و 9 غرف عمليات من بينها 7 غرف للكبار و غرفتان للأطفال، و 164 سريراً بالأقسام الداخلية، و 30 سريراً في قسم الإستقبال تستوعب نحو 300 مريض. وأضاف أن القوة البشرية بالمعهد تضم 81 طبيباً من الكادر الجامعي أو الخاص، و 500 طبيب مقيم وإخصائي، و 507 من هيئة التمريض. وأضاف الوزير أن المعهد يستقبل آلاف المترددين من كافة أنحاء الجمهورية، ويتم في داخله إجراء نحو 50% من القسطرات على مستوى الجمهورية، ونحو 25% من الجراحات على مستوى الجمهورية. وأشار الوزير إلى أن قوائم الإنتظار في المعهد شهدت تحسناً خلال الثمانية أشهر الماضية، حيث إنخفضت فيما يخص الجراحات من عام إلى 3 أشهر، كما إنخفضت فيما يخص القسطرات من 6 أشهر إلى نحو شهرين.
وزير الصحة مشروع إنشاء فرع معهد القلب بأرض مطار إمبابة، بهدف التوسع في خدمة العيادات الخارجية، حيث من المقرر أن يضم 15 عيادة طبية، ستسهم في التغلب على الإزدحام في المبنى الرئيسي، وكذا التوسع في خدمات القسطرة، والقضاء على قوائم الإنتظار بها، ويضم المبنى الجديد 2 غرفة قسطرة قلبية و غرفة عمليات قلب مفتوح و 12 سرير رعاية مركزة و 12 سرير رعاية متوسطة، مشيراً إلى أن هذا المشروع بدأ العمل به منذ 4 سنوات، ووصل العمل إلى دورين، ومن المقرر إفتتاحه في نوفمبر 2015.
ووجه رئيس مجلس الوزراء بضغط العمل في هذا المشروع، وطلب لقاء مسئولي الشركة المنفذة للمشروع.
كما تطرق الوزير إلى التحديات التي تواجه أعمال تطوير معهد القلب، ومن أهمها محدودية المساحة التي لا تستوعب الزيادة، وتفرض عدم القدرة على التوسع في الخدمات، لكونه يستقبل حالات من كافة أنحاء الجمهورية، وضيق الشوارع المحيطة بالمعهد وعدم وجود أماكن إنتظار، بالإضافة إلى زيادة معدل التردد وعدم وجود نظم إحالة بين المستشفيات، وعدم وجود مراكز تابعة للمعهد في المحافظات، وعدم وجود منتج يمكن من خلاله تقييم أداء الأطباء وترقيتهم.
وأشار وزير الصحة إلى أن التحديات تشمل أيضاً إرتفاع تكلفة الخدمات المقدمة وبخاصة عمليات القلب المفتوح، مع ضعف العائد المادي. فأشار رئيس الوزراء إلى ضرورة وجود نظام غير تقليدي لتشغيل المعهد ، بمقابل مجزٍ يعوض الخدمة المقدمة، مؤكداً أن نصيب قطاع الصحة في الموازنة الجديدة سيكون داعماً لخطط التطوير القائمة والمطلوبة.
ثم تطرق الوزير إلى خطط التطوير الجارية بالمعهد، حيث أشار إلى أن الخطة تتم على ثلاث مراحل : فالمرحلة الأولى تشمل العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ والإستقبال، ومن المقرر نهوها في يوليو 2015، ثم المرحلة الثانية وتضم أقسام القسطرة والخدمات العلاجية المختلفة، ومن المقرر نهوها في ديسمبر 2015، و المرحلة الثالثة وتضم غرف العمليات وتحويلها إلى كبسولات طبية مجهزة وحديثة، ومن المقرر نهوها في فبراير 2016.
وأضاف الوزير أن أعمال التطوير تشمل أيضاً تطوير شبكات الإنذار والمياه والصرف الصحي والغاز، و تطوير دورات المياه، ونظم المعلومات، وقد تم تسليم الموقع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي قامت بمراجعة الوضع والبدء في العمل فوراً. وقال الوزير إنه تم توزيع عدد من الحالات بالمعهد على مستشفيات دار السلام، الشيخ زايد، القاهرة الجديدة، وشبرا، وتم توفير 15 سيارة إسعاف لنقل الحالات إلى المراكز المستحدثة، وأوضح أنه سيتم شراء 2 جهاز قسطرة، و جهاز مسح ذري، و جهاز رنين مغناطيسي، و إستحداث 15 سرير عناية مركزة. وأضاف أن هناك برنامجاً تدريبياً على المدى القصير والطويل، لتدريب الأطباء وتأهيلهم على إحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال، يشمل تدريباً نظرياً وعملياً، مع وجود خطة بحثية متكاملة.
أكد رئيس الوزراء أن زيارته الأخيرة للمعهد كشفت أن المكان به الكثير من عدم الإنضباط، مؤكداً أن كل المواطنين الذين كانوا يستفيدون من المعهد كانوا يريدون عودته لأداء دوره، ونحن نعمل على إعادة الإنضباط إليه، ومصرون على عودة المعهد للقيام بدوره في تقديم الخدمة العلاجية الممتازة للمرضى، ومعاملة المواطنين بصورة لائقة.
وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بقيام بعض الأطباء بتدشين صفحة على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) بعنوان "علشان ما يتفاجئش"، مؤكداً : أنا ما بتفاجئش .. فنحن نعلم مستوى الخدمة الصحية جيداً، وقبل أن أقتحم أي مكان لتطويره يتم عقد العديد من الإجتماعات، مؤكداً أن الصحة تقع على رأس اهتمامات الحكومة الحالية، ومستمرون في العمل والتطوير.
وتوجه رئيس الوزراء بالشكر للقائمين على الصفحة على محاولتهم كشف تلك الأمور للحكومة، مشيراً إلى أن هذا دور تبصيري هام ولكن المهم ألا يكون من منطلق "إذهب أنت وربك فقاتلا"، فهذه المرحلة تحتاج إلى تكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع المدني والناس. وطلب رئيس الوزراء لقاء القائمين على هذه الصفحة، فأكد وزير الصحة أن أدمن الصفحة ـ حسب المعلومات المتوافرة ـ طبيب مصري مقيم في المملكة العربية السعودية.
ثم قام رئيس الوزراء بجولة في أنحاء المعهد لمتابعة أعمال التطوير الجارية، حيث وجه بإستغلال شهر رمضان لإنجاز نصيب أكبر من الأعمال فهو شهر العمل والإنتاج، ووجه بضغط الجدول الزمني للإنتهاء من مراحل التطوير في توقيتات سابقة، كما وجه بضرورة رفع مخلفات أعمال التطوير ساعة بساعة، وتغطية أي أعمال حفر موجودة، والإهتمام بتطوير نظم الإنذار والحريق لأهميتها في الحفاظ على أرواح المواطنين.
ثم عقد رئيس مجلس الوزراء إجتماعاً بحضور الوزيرين والمحافظ، وقيادات المعهد، حيث توجه بالحديث إلى وزير الصحة ومحافظ الجيزة قائلاً : أسلمكم أمانة .. وسأتابع خطة التطوير خطوة بخطوة. وأكد أن أسهل شيء هو تطوير الحجر، ولكن المهم تطوير البشر، ونحن نحرص على أن يكون المعهد نموذجاً للنجاح، يتكرر في أكثر من مكان على مستوى الجمهورية، مضيفاً : نريد إعادة هيكلة إدارة المعهد على أعلى مستوى، ومراجعة نظام التشغيل ونظام الجودة ليصبحا على مستوى ممتاز
وكلف رئيس الوزراء، محافظ الجيزة بإعادة تخطيط المنطقة المحيطة بالمعهد، وإزالة الإشغالات، كما وجه وزير الصحة بالإهتمام بنظافة المعهد والإرتقاء بمستوى خدمات التمريض وسد النقص بها.
كما تطرق رئيس الوزراء خلال الإجتماع إلى معهد تيودور بلهارس، الذي سبق أن قام بزيارة أخيرة له، حيث أكد وزير البحث العلمي أنه حصل على موافقة من وزارة التخطيط بتوفير مبلغ 40 مليون جنيه لتطوير المعهد، فكلفه رئيس الوزراء بإعداد عرض متكامل للتطوير للبدء في التنفيذ على الفور.
وفى ختام جولته، بمعهد القلب، وبعد أن إستقل سيارته، فوجئ المهندس إبراهيم محلب، برجل مُسن عند باب السيارة، فَتَرجَّل رئيس الوزراء على الفور من سيارته، قائلاً: "أنا تحت أمرك" فطلب الرجل سرعة إجراء عملية له بالقلب، فكلف محلب وزير الصحة برعاية المواطن، وتلبية طلبه على الفور.
فيديو قد يعجبك: