زيارة الرئيس السيسي لألمانيا تتصدر اهتمامات كبار كتاب صحف القاهرة
القاهرة -أ ش أ :
تصدرت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى ألمانيا اهتمامات كبار كتاب صحف القاهرة.
ففي عموده "على بركة الله" أكد فهمي عنبه، رئيس تحرير الجمهورية تحت عنوان "أسئلة برلين.. النجاح في الإجابة"، أن منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك في شهر سبتمبر الماضي.. لم تحظ جولة خارجية باهتمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية مثلما يحدث في رحلته إلى ألمانيا التي تبدأ اجتماعاتها الرسمية صباح اليوم.
وأوضح عنبه، أن دعوة الحكومة الألمانية للرئيس المصري أثارت جدلا في برلين تردد صداه في القاهرة ووصل الأمر إلى مناقشة الزيارة في البرلمان "البوند ستاج" ومطالبة المستشارة أنجيلا ميركل بسحب الدعوة.. مشيرا إلى أنه في المقابل طالبت قوى وطنية مصرية بإلغاء الزيارة.. وهو ما رفضه الرئيس والمستشارة حيث يجمعهما الإصرار على قبول التحدي والتصدي للمشاكل وعدم الهروب من مواجهتها.
وأضاف الكاتب، أن كبار المسئولين في الحكومة والبرلمان الألماني لا تصلهم المعلومات الصحيحة عما حدث في مصر وأن هناك تشويه من البعض لإيهامهم بأن 30 يونيو لم تكن إرادة شعبية وظهر ذلك بصورة كبيرة خلال لقاء السفير الألماني بالقاهرة مع الصحفيين والإعلاميين المصريين وكأن قنوات الاتصال تعرضت لتشويش متعمد أحيانا ونتيجة لضعف إعلامنا الخارجي في أغلب الأحيان.
وقال رئيس تحرير "الجمهورية " : كان يمكن أن تنجح الضغوط القوية على الحكومة الألمانية وتأتي بثمارها.. ويتم على الأقل تأجيل الزيارة لحين إجراء الانتخابات البرلمانية واكتمال خارطة الطريق المصرية.. لولا إيمان المستشارة ميركل بدور مصر في تصديها لمحاربة الإرهاب نيابة عن العالم.. وأهميتها كرمانة ميزان لحفظ واستقرار السلام في الشرق الأوسط.. ولاتفاق الرؤى في العديد من المشاكل الدولية.. ولإمكانية قيام القاهرة بما لا تسطيعه عاصمة أخري في التدخل بحكمة لتسوية النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن.. ولمواقفها الداعمة لحل الدولتين لإنهاء القضية الفلسطينية.. والأهم للعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بين مصر وألمانيا.
واشار عنبة، أنه في المقابل كان الموقف المصري الذهاب لآخر العالم ومواجهة كل ما يثار وإظهار الحقيقة والتعامل بكل ثقة لأن قضيتنا واضحة وعادلة لذلك لا مناص من الالتقاء بالآخرين في عقر دارهم والاستعداد للإجابة على كافة التساؤلات.
وأوضح فهمي عنبه، أن الألمان من الشعوب التي يمكن أن تغير مواقفها إلى النقيض، طالما اقتنع من تحدثه بصدقك في عرض القضية وإيضاح الحقائق والأهم إذا حاورته بالعقل والمنطق وأفهمته ضرورة احترام الثقافات المختلفة التي تؤدي بالضرورة إلي معالجات مختلفة وفقا لمعتقدات وتقاليد كل شعب.
واستطرد "لتكن لدينا حجتنا ولندافع عن عدالة قضيتنا.. ولا نخشي التحاور مع من يريد.. ولنفسح صدورنا اليوم لكل الأسئلة ولنتقبل المظاهرات التي ستخرج ضدنا.. ولا نخجل من ذكر السلبيات والعيوب طالما أننا نسعي للقضاء عليها والتخلص منها تدريجيا".
واختتم الكاتب مقالعه قائلا "ستظل زيارة ألمانيا من أهم المحطات التي لو استطعنا أن نكسب الشعب الألماني إلى صفنا مثل حكومته لخطونا نحو علاقات ثنائية وتعاون في مختلف المجالات يعود بالخير على الدولتين.. ولنرى ما ستسفر عنه المباحثات المهمة بين السيسي وميركل.. وماذا سيفعل اللوبي الإخواني والأتراك".
وتحت عنوان "المصالح قبل السياسة" أكد الكاتب فاروق جويده في عموده "هوامش حرة" في صحيفة "الأهرام"
أن ألمانيا دولة لها مكانة خاصة في أوروبا على كل المستويات .. مشيرا إلى أنها قلعة اقتصادية ضخمة لها تاريخ طويل..كما أن موقعها في قلب أوروبا يضع لها أهمية كبرى في جغرافيا الغرب وقبل هذا فإن دورها في الاتحاد الأوروبي يسبق كل الحسابات من هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ولقاؤه مع المستشارة الالمانية ميركل.
وأضاف جويده، أن هناك جوانب كثيرة يمكن أن نتوقف عندها حول الزيارة هي أن جماعة الإخوان لها تأثير ما في مواقع كثيرة في ألمانيا خاصة الإعلام ويرجع ذلك إلى وجود جالية إسلامية كبيرة في ألمانيا خاصة من المسلمين الأتراك وهناك تداخل سكاني كبير بين الشعب الألماني والأتراك منذ الدولة العثمانية كما أن المانيا كانت دائما ترى تركيا نموذجا إسلاميا مقبولا حتى وإن رفضت وجوده في الاتحاد الأوروبي.
وقال إنه "لا شك في أن الخلاف سوف يبقى زمنا طويلا حول ما حدث في مصر مع ثورة يونيو وتولي الرئيس السيسي حكم البلاد فقد أجهض محاولة خطيرة لتقسيم العالم العربي تحت رعاية أمريكية غربية وقد كانت تركيا وما زالت شريكا في هذه المؤامرة أن الغرب لم ينس لمصر مهما قدمت أنها أوقفت مشروع التقسيم في العالم العربي .. إن شواهد هذه المؤامرة ما زالت تكمل مسيرتها في العراق وسوريا واليمن وليبيا وكان ظهور داعش من أخطر الشواهد في هذه الأحداث".
وأوضح أن مصر لا تريد الآن دعما سياسيا من أحد ولكنها جادة في الدخول في شراكة اقتصادية تقوم على المصالح المتبادلة.. منوهاً إلى أن الرئيس السيسي لا يسعى لدعم سياسي من ألمانيا فقد تجاوزنا هذه المرحلة ولا يريد دعما في معركته ضد الإرهاب لأن العالم يدرك الآن حجم المخاطر التي تتعرض لها مصر ولكن الهدف من هذه الزيارة هو ان تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوروبا تطورا جديدا لكى نضع الاقتصاد المصري على مساره الصحيح.
وفي الشأن المحلي، أكد الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" تحت عنوان "أزمة الأحزاب" أن أكثر ما يلفت الانتباه ويسترعي الاهتمام هو ذلك التناقض الشديد بين ذلك الغليان الجاري في حزب "الوفد" في ظل الأزمة الحادة المشتعلة فيه، وما يقابله من هدوء يصل إلى حد الجمود على صعيد غالبية أو بقية الأحزاب وخاصة الجديدة، والتي يصل عددها إلى ما يقارب الثمانين حزبا أو يزيد.
وقال بركات "لعلنا أيضا لا نبالغ إذا ما قلنا إن أحداً من المواطنين لا يستطيع، ولن يستطيع حتى إذا اجتهد وبذل غاية الجهد، أن يذكر أسماء نصف أو ربع أو حتى عُشر عدد هذه الأحزاب فقط، وذلك بالتأكيد لا يرجع إلي تقصير من جانب المواطنين، بقدر ما يعود إلي قصور لدي هذه الأحزاب والقائمين علي أمرها في الوصول للناس، أو التواجد النشط بين الجماهير".
وأوضح أن هناك حقيقة باتت مؤكدة على أرض الواقع السياسي والحزبي، وهي الغيبة شبه التامة للتواجد الحزبي بين الجماهير، والغياب شبه التام للأحزاب الجديدة والوليدة عن الانتشار في الشارع السياسي، والتفاعل بين أفراد الشعب والإحساس بمشاكلهم وتبني قضاياهم، وطرح حلول لهذه المشاكل وتلك القضايا.
وأضاف الكاتب "إذا كان هذا هو واقع الحال على الأرض وفي الشارع السياسي والحزبي، فلنا أن نتصور عمق المأزق المتأزم الذي تضع فيه هذه الأحزاب نفسها، وهي تخوض الانتخابات دون استعداد حقيقي لها، ودون تواجد جماهيري، ودون ظهير شعبي يؤيدها ويعطيها أصواته، ويدفع بها إلي مقاعد البرلمان الجديد".
وأبان محمد بركات، في ختام مقاله، أن واقع الحال في شارعنا السياسي والحزبي يؤكد أن الأزمة ليست في حزب "الوفد" فقط، بل في الأحزاب الأخرى أيضا ولكن بصورة مختلفة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: