خالد فهمي: البيئة المصرية ليست قمامة وتلوث فقط ولكن بها اكتشافات علمية
القاهرة - (أ ش أ)
أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، أن البيئة المصرية ليست فقط عبارة عن مخلفات قمامة وتلوث كما يعتقد الشعب المصرى ولكن هناك أيضا جزءا آخر من البيئة لانعلم عنه شيئا لأنه بعيد عن الأنظار ويجب أن نريهم هذا الجزء المضىء فلدينا ثروات طبيعية ليست موجودة فى بلدان أخرى ولدينا أيضا اكتشافات علمية وأحدثها الكشف عن حفرية حوت من نوع الباسيلوسوروس بمحمية وادي الحيتان .
وقال فهمى - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول هذا الكشف العلمى وملف السياحة البيئية - إن هذا الكشف أكبر وأكمل كشف علمى تم حتى الآن وأكبر من الحوت الموجود حاليا بجامعة ميتشجان الأمريكية ويتم تجميعه حاليا لأنه حتى الآن على مستوى العالم يعد أضخم حوت متحجر يصل طوله إلى 18 مترا ويمتاز باكتمال الهيكل العظمى وكذا احتوائه على أصغر فقرات
كاملة للذيل وهذا يعكس طبيعة الحياة البحرية والكائنات الموجودة داخل تلك المنطقة فى الحقبات الزمنية السحيقة والتى تعود إلى حوالى 40 مليون سنه ويثبت أن الحيتان كانت من البرمائيات ويكمل حلقات لم تكن موجودة فى البحث العلمى، كما أنه يعرض لنا كيفية تأقلم الحيتان والنباتات الآخرى مع التغيرات المناخية التى كانت موجودة فى عصر الايوسين هذا العصر المطير لم يكن هناك قطب شمالى أو جنوبى ثم بدأت بعد ذلك المياه فى الانحسار.
وأضاف فهمى أن هذا الحوت سيكون القطعة الرئيسية فى متحف وادى الحيتان الذى تم تصميمه على أفضل أسس التصميم البيئى والمعمار البيئى المتميز واستخدام الطاقة الشمسية وأنه مصمم بشكل يوازى الطبيعة بحيث لايمكن التفرقة بين شكل الجبال به وبين الطبيعة فهذا المتحف يجمع بين إمكانيات السياحة البيئية لأننا نستهدف أنواعا معينة من السائحين لديهم القدرة على الإنفاق السياحى عالية جدا تتراوح من 400 أو 500 يورو فى الليلة وإذا كملناه بأنشطة أخرى للسياحة البيئية فى منطقة وادى الريان المتاخمة لمنطقة وادى الحيتان سيكون لدينا سياحة بيئية متكاملة نستطيع أن نجتذب إليها هواة الطبيعة وهواة مراقبة الطيور وهواة الحفريات والجيولوجيا وأيضا فرق البحث العلمى العالمية.
ودعا فهمى وسائل الإعلام لتفقد هذا المتحف الاسبوع القادم والتعرف على أرض الواقع للكشف العلمى الجديد المتعلق بحوت الباسيلوسوريوس لتنقل للشعب المصرى الكنوز التى تحويها أرض مصر.
وعن الفريق الذى قام باكتشاف الحوت ، قال فهمى إن الفريق الذى قام باكتشافه هو الفريق الوطنى للحفريات وهو فريق مكون من الشباب المصرى بعضهم تدرب فى الخارج على الحفريات الجيولوجية وأصبح لدينا حاليا فريق مصرى متخصص فى الحفريات نستطيع أن نستخدمة ولانستعين بالخبراء من الخارج وهذا فى رأيى أهم حدث لأن اكتشاف الحفريات مبنى أساسا على البشر ونحن لدينا فريق يستطيع ذلك ويكتشف أشياء أخرى .
وأوضح فهمى أنه سيتم خلال الاحتفال بيوم البيئة العالمى يوم 8 يونيو الجارى تكريم الفريق الوطنى الذى قام باكتشاف الحوت وكل من ساهم فى هذا الاكتشاف.
وعن تكلفة إنشاء المتحف ، قال وزير البيئة إن تكلفة متحف وادى الحيتان بالفيوم الذى سيتم افتتاحه فى سبتمبر المقبل يبلغ 4 ملايين جنيه.
وعن القانون الجديد للمحميات الطبيعية، قال فهمى إن قانون المحميات الطبيعية لم يتم تعديله ولكن تم استبداله فالقانون القديم كان معمولا به منذ 30 سنة وهناك تغييرات شديدة طرأت فى هذا التخصص لذلك هناك قانون جديد للمحميات الطبيعية بإطار مؤسسى يعنى بكيفية إدارة المحميات ومن أهم معالمه إنشاء هيئة اقتصادية لحماية الطبيعة لها صلاحيات الاستفادة الاقتصادية من المحميات والضبطية القضائية لأية مخالفات بهدف تحقيق التنمية المستدامة للمحميات، حيث سيتم عرضه على مجلس الوزراء تمهيدا لإقراره من رئيس الجمهورية للموافقة عليه.
وأشار فهمى إلى أن الوزارة كذلك تعمل على تنفيذ العديد من الحزم الاستثمارية فى المحميات الطبيعية ومنها محمية وادى الريان وسيوه ووادى الجمال ..منوها بأن هذا الاستثمار للحفاظ على الطبيعية وليس بيعا أو تنازلا ولكن حقوق انتفاع لشركات أو جهات لها قدرة على الإبداع والابتكار وأن الوزارة تعمل على انتهاج استراتيجية للمحميات الطبيعية وهى إشراك السكان المحليين في العمل البيئي والحفاظ على المحميات .
وعن تسجيل الاكتشاف، قال فهمى إن منظمة اليونسكو العالمية أعلنت أن منطقة وادي الحيتان منطقة تراث عالمي لما تحتويه من كنوز طبيعية وأثرية ولأنها منطقة متميزة وفريدة جدا من نوعها وليس لها مثيل في العالم وذلك طبقا لما أعلنته منظمة اليونيسكو.
وعن التعاون المصرى الإيطالى فى مجال المحميات، أوضح وزير البيئة أن هناك تعاونًا مع ''إيطاليا'' في مشروعات بيئية عديدة، وعلى رأسها مشاريع تنمية محمياتنا الطبيعية، ومن ضمن هذه المشاريع التعاون لافتتاح متحف وادي الحيتان.
وأوضح فهمى أنه فى إطار التعاون المصرى الإيطالى فى مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة تم إنشاء وحدات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بمنطقة وادى الحيتان بمحمية وادى الريان بالفيوم بدعم من الجانب الإيطالى وتم تدريب العاملين بمنطقة وادى الحيتان على أعمال الصيانة الدورية لوحدات الخلايا الشمسية وطرق تشغيلها ، كما قام الجانب الإيطالى بتوفير صيانة متكاملة لمدة عامين لهذه الوحدات التى تعتمد على أحدث التكنولوجيا لإنتاج واختزان الطاقة الشمسية فى العالم .
وحول موقف الحوت الذي اصطحبته بعثة ''ميتشجان'' معها إلى أمريكا، قال فهمى إنه تم مخاطبة وزارة البترول لاستعادة حوت مصري ، سمحت لبعثة جامعة ''ميتشجان'' الأمريكية اصطحابه معها، لإجراء البحوث والدراسات العلمية عليه، وترميمه وإجراء الأبحاث واستعادته من أجل عرضه في متحف وادى الحيتان الذي أنشئ بالتعاون مع الإيطاليين .
وأضاف أنه ليست هناك خلافات بين مصر و''ميتشيجان'' الأمريكية بهذا الشأن، إلا أن تدخل ''الإيطاليين'' يأتي في إطار التعاون، إلى جانب أن هناك تعاونا بين البيئة والمتحف الجيولوجي التابع للبترول من أجل الحصول على عينات من حفريات الحيتان لعرضها في متحف وادى الحيتان.
وقال فهمى ''نحن جاهزون لوضع الحوت فى المتحف الجديد وإذا رغبت وزارة البترول فى عرضه فى المتحف الجيولوجى التابع لها فإن الوزارة لاتمانع فى ذلك المهم أن يراه الجميع وطالما أنه موجود على أرض مصر وكلنا نعمل للصالح العام'' .
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: