تقرير ''حقوق الإنسان'' عن سجن القناطر يرصد حكاية عزل سجينة وأزمة عنبر الآداب
كتبت ـ هاجر حسني:
أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، تقرير مبد ئي عن زيارة وفد المجلس لسجن القناطر نساء، أمس الخميس.
وقال المجلس إن الوفد أجرى عدد من الجولات الميدانية لتفقد أوضاع السجن ومنها زيارة المستشفى، العنابر، المصنع، المشغل، المعرض، وتبين عدد من الملاحظات منها تطور في حالة مستشفى السجن مقارنة بالزيارة السابقة في يوليو 2014 بتوفير امكانيات وأجهزة جديدة في المعامل وعيادات الرمد والأسنان وغرفة العمليات.
وتفقد الوفد عنبر الحاضنات بالسجن واستمع إلى السجينات الذين أكدوا على قيام إدارة السجن بتوفير كافة متطلبات الأطفال من تطعيمات ورعاية صحية ومواد غذائية، والاستجابة لهم بإقامة أنشطة ترفيهة للأطفال في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، وتفقد الوفد كذلك الحديقة الترفيهة لأطفال السجينات.
وبحسب المجلس، فتوجه الوفد إلى كافتيريا السجن ووجد بها كافة أنواع الأطعمة والفواكه بمقابل مادي بسيط للسجينات يتقارب مع أسعار السوق، كما تفقد الوفد مكتبة السجن تبين وجود العديد من الكتب المتنوعة بها ما بين كتب ''ثقافية ودينية وفنية وقصص''، وطلبت عدد من السجنيات من وفد المجلس إمداد المكتبة بقصص للأطفال مصورة وكتب عن الصحة الانجابية ورعاية الأطفال، كما تلاحظ للوفد انعقاد لجنة امتحانات لإحدى السجينات بالمستوى الثاني هندسة جامعة 6 أكتوبر.
وتفقد الوفد المشغل ومصنع الملابس بالسجن وتبين أنه هناك تطور به وانشاء مقر جديد للتدريب على أعمال الحياكة والتتريز بالتعاون مع احدى جمعيات المجتمع المدنى المعنية برعاية السجينات وأطفالهن في مشروع مشترك تحت عنوان ''حياة جديدة ''.
وفى ضوء الشكوى التى تلقاه المجلس بشأن قيام السجن بعزل إحدى السجينات في غرف التأديب لقضاء عقوبتها البالغة خمسة عشر عام، سأل وفد المجلس القائمين على السجن عن حقيقة الواقعة، فأفادوا بأن السجينة تقضي عقوبة خمسة عشر في قضية ''تخابر مع دولة أجنبية ''، وأن ادارة السجن قامت بعزلها لدواعي الأمن القومي، وبمعاينة غرف التأديب وجد أن مساحتها تبلغ 2 في 2 متر تقريباً ولا يوجد بها إضاءة أو تهوية كافيتين، بحسب بيان المجلس.
ولاحظ وفد المجلس خلال جولته بالعنابر وجود تكدس بعنبر الآداب بالسجن، حيث تبين أن هناك بعض الأسره يشغلها سجينتين بسبب الزيادة فى عدد السجنيات المتهمة في جرائم الآداب، كما تباينت الآراء بين السجينات حول مدة زيارة المقررة لأسرهم، حيث أقر البعض بأن الزيارة مدتها قد تصل لساعة، فى حين أقر البعض الأخر أن مدة الزيارة لا تتجاوز نصف ساعة، وعند تفقد وفد المجلس المكان المخصص لزيارة الأهالى وجدت لوحة تعليمات معلقة تضمنت أن مدة الزيارة نصف ساعة بما يخالف لائحة السجون الجديدة.
وتابع المجلس ''الوفد التقى عدد من السجينات المودعات بمستشفى السجن التي أكدت على تضررهم من رفض المستشفيات الجامعية وخاصة مستشفى المنيل الجامعي استقبال الحالات الحرجة منهم، حيث تقوم إدارة السجن بتحولهم إلى مستشفى المنيل الجامعي وترفض المستشفى تقديم الرعاية الصحية للحالات الحرجة منهم، وبإطلاع وفد المجلس على ملف إحدى السجنيات التي تحتاج إلى توفير رعاية وعناية طبية عاجلة، تبين أنها أحيلت أكثر من أربعة مرات إلى مستشفى المنيل الجامعي لإجراء عملية جراحية ''قلب مفتوح'' ورفضت المستشفى إجراء العملية رغم صدور قرار علاج لها على نفقة الدولة، كما تبين من قراءة ملفها الطبي أنه تم تحويلها فى 30 مايو 2015 إلى مستشفى المنيل الجامعي التي لم تستقبلها سوى أربعة ساعات فقط وقامت إدارة المستشفى بإخراجها وكتابة تقرير طبي يفيد باستقرار حالتها الصحية، دون إجراء العملية الجراحية المقرر لحالتها''.
وأثناء الزيارة طالبت عدد من السجينات وفد المجلس بالتدخل لدى النيابة العامة ووزارة الداخلية ووزارة العدل لتفعيل الإفراج والعفو الصحي عن حالات الأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة مثل( الأورام السرطانية....إلخ) كما طلبت من وفد المجلس التدخل لدى وزارتي التضامن الاجتماعي والإسكان لبحث مشكلة السجنيات المفرج عنهم بعد مدد طويلة من الحبس وليس لهم مأوى بالنظر في تخصيص وحدات سكنية لهم بمقابل مادي تتحمله السجينة من نظير أجرها عن عملها داخل السجن.
وناقش وفد المجلس مع عدد من السجنيات مطالبهم بتوفير مساعدات قانونية للدفاع عنهم في القضايا المتهمين فيها من خلال توفير عدد من المحامين، ثم أنهى جولته بزيارة المعرض الفني للمشغولات اليدوية من انتاج السجينات حيث يقومن بتسويق منتجاتهم فى المعارض الرسمية التى تقام خارج السجن.
فيديو قد يعجبك: