إعلان

نص كلمة السيسي اليوم بشأن سوريا وفلسطين

03:11 م السبت 19 سبتمبر 2015

الرئيس عبدالفتاح السيسي

كتب- إبراهيم عياد:

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بقصر الرئاسة بمصر الجديدة، اليوم السبت.

تحدث الرئيس السيسي خلال كلمته عن العلاقات بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تطورات الوضع بالمنطقة، خاصة في دول مثل سوريا واليمن وليبيا، كذلك القضية الفلسطينية والاعتداءات الأخيرة على الحرم القدسي.

وجاء نص كلمة الرئيس السيسي كالآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد دونالد توسك.. رئيس المجلس الأوروبى،
أرحب بكم ضيفا كريما .. فى أول زيارة تقومون بها إلى مصر منذ توليكم رئاسة المجلس الأوروبى.

إن مصر تعتز بالاتحاد الأوروبى كشريك أساسى لها فى مختلف المجالات .. فنحن ندرك جيدا ثقل وأهمية الاتحاد كقوة اقتصادية وسياسية أساسية على المستوى الدولى.. كما نقدر تماما علاقات التعاون الوثيقة التى تربطنا بالاتحاد الأوروبى.. وجميع الدول الأعضاء به منذ سنوات فى المجالات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية والثقافية والاجتماعيـــة.. ونسعى من خلال تواصلنا المستمر .. إلى تعزيز هذه الشراكة والارتقاء بها.. ومصر ترحب دائما بمبادرات الاتحاد الأوروبى .. للتشاور معها حول مختلف الموضوعات والقضايا محل الاهتمام المشترك .. وبصفة خاصة فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها منطقتنا.

تبادلت وفخامة رئيس المجلس الأوروبى الرؤى ووجهات النظر حول العديد من القضايا الهامة.. التى تشغل بالنا واهتمامنا.. منها قضايا ملحة مثل الأوضاع فى الشرق الأوسط عموما.. والأوضاع فى ليبيا وسوريا ومسائل طارئة وهامة.. مثل أزمة اللاجئين التى تواجهها دول أوروبية حاليـــــا.. وشرحت لفخامته، وجهة نظر مصر فى كافة هذه الموضوعات.. واتفقنا على أهمية تعزيز الجهود الدولية لتسوية الصراعات القائمة فى المنطقة.. والتى تعانى دولنا من تداعياتها على مدار السنوات الأربع الماضية .. ووصلت تلك التداعيات إلى أوروبا بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية .. وتوافقنا على ضرورة العمل بشكل مكثف وأكثر تنسيقا .. من أجل الوصول إلى تسوية لتلك الأزمات والنزاعات.. بما يحافظ على كيان الدول ومؤسساتها.. ويضع حدا لحالة الفوضى..وعدم الاستقرار التى صارت تعانى منها المنطقة.

كما اتفقت مع فخامة الرئيس على أهمية الارتقاء بالشراكة المصرية / الأوروبية خلال الفترة المقبلة.. من خلال التوسع فى الشراكات التنموية بين الجانبين فى شتى القطاعات.. وتشجيع المؤسسات الأوروبية على المشاركة فى المشروعات الوطنية الكبرى التى تطلقها مصر حاليا .. وضخ المزيد من الاستثمارات الأوروبية.. والاستفادة من الفرص الجاذبة للاستثمارات الأجنبية خلال المرحلة الحالية.

فخامة الرئيس،
إن زيارتكم لمصر تتزامن وانخراطنا فى عملية الإعداد للانتخابات البرلمانية.. التى تمثل الخطوة الأخيرة على طريق استكمالنا لعملية البناء الديمقراطى المؤسســـى.. وانطلاقنا بثبات وعزم لتحقيق طموحات الشعب المصرى .. فى إرساء دعائم دولة ديمقراطية عصرية .. تطلق طاقاته وتحمى حقوقه وحرياته.. وكما أوضحت لكم، فإننا نقدر اهتمام الشركاء الأوروبيين بمتابعة ما يدور فى مصر .. ونتطلع دائما إلى تفهمهم للحقائق.

اسمحوا لى أن أغتنم هذه المناسبة لأتطرق لموضوع هام أتابعه باهتمام وقلق بالغ .. ألا وهو الأحداث المؤسفة التى يتعرض لها الحرم القدسى الشريف .. والتى تعد بلا شك انتهاكا خطيرا للمقدسات الإسلامية .. التى يتعين على المجتمع الدولى أن يدرك تعلق جموع المسلمين بها .. بما ينبئ بتصعيد غير مبرر .. يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة على السلام والاستقرار ..ليس فقط بالنسبة للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى.. بل للمنطقة والعالم بأسره.

إن الانتهاكات اليومية التى يشهدها المسجد الأقصى .. والتى تزايدت وتيرتها بشكل غير مسبوق .. إنما تخلق ظروفا بالغة الدقة .. وتؤشر إلى تقاعس الحكومة الإسرائيلية عن الاضطلاع بمسئولياتها .. وفقا لقواعد القانون الدولى التى تفرض عدم المساس بهذه المقدسات .. وتوجب توفير كامل الحماية لها ومنع الإضرار بها .. والتصدى لأية محاولات لتغيير طبيعتها.

إن الأحداث التى نشهدها تزكى من حالة اليأس التى يعيشها الفلسطينيون .. فى ظل غياب أفق سياسى يمنحهم الأمل فى إقامة الدولة الفلسطينية.. على كامل التراب الوطنى الفلسطينى وعاصمتها القدس الشرقية .. وبما يتفق مع الصيغة المتوافق عليها دوليا لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى .. من خلال حل الدولتين ليعيشا فى سلام وأمن.

ومن هنا .. أطالب الحكومة الإسرائيلية بالعمل الجاد على نزع فتيل هذه الأزمة .. والتحلى بروح المسئولية ووقف هذه الانتهاكات اليومية للحرم القدسى الشريف .. باتخاذ إجراءات فعالة وفورية.. منعا لأسباب هذا التوتر المتصاعد بصورة كاملة.. ولنتجنب جميعا تبعات تفاقم هذا الوضع .. وخروجه عن السيطرة.

إن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.. ستظل فى وجدان العالم بأسره .. والحفاظ عليها وعلى سلامتها .. أمر واجب لا يجوز أن نتهاون فيه.

أرحب مجددا بكم ضيفا عزيزا على مصر.. وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم.. وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء بيننا فى كافة الموضوعات..بما يعود بالخير والنفع على الجانبين.. وعلى الاستقرار والأمن والتنمية فى المنطقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان