عبد التواب يوسف.. ورحل كاتب الأطفال الأول في مصر (بروفايل)
كتبت – نسمة فرج:
رحل عن عالمنا تاركاً لنا أعمالاً عظيمة ملأت فراغًا كبيرًا في حياتنا الأدبية، فهو صاحب أرقام قياسية في أدب الأطفال، حيث يضم تاريخه 595 كتاب للأطفال طبعوا في مصر، 125 كتاب للأطفال طبعوا في البلاد العربية، و40 كتابا للكبار، ومن أشهر مؤلفاته "خيال الحقل" الذي طبع منه ثلاثة ملايين نسخة.
موهبة الأديب الراحل عبد التواب يوسف الفذة؛ مكنته من تقديم هذا الانتاج الغزير المتميز في أدب الأطفال، وهو أصعب انواع الأدب على الإطلاق.
ويعد إنتاج الأديب انعكاسا لنشأته، فقد عاش يوسف طفولته في قرى مصر وتحدث عنها، وعبّر عن ذلك في أعماله الأدبية أصدق تعبير، ويروى أنه في طفولته كان يستأجر الروايات والكتب ليقرأها ثم يعيد حكايتها على أصدقائه من الأطفال ما جعله حكاء وقصاص بارع.
نشأ أديب الأطفال، في قرية "شنرا" مركز "الفشن" محافظة "بني سويف"، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة بني سويف وأنهى في الجامعة دراسة البكالوريوس في العلوم السياسية في عام 1949 وتجاوزها إلى الماجستير عام 1953 م .
وكان للقراءة في السن المبكر دور كبير في تشكيلة مرجعته، حيث قرأ في الفكر والأدب العالمي مما جعله يتجاوز سنه، ويخرج لنا هذا الذخر الأدبي فيما بعد، في صورة ادب وقصص للأطفال.
وتفرد عبد التواب، بأسلوب ابتكره لنفسه في الكتابة للأطفال، ولم يسبقه إليه أحد، وهو أن يتصور نفسه بين الأطفال ويتحدث إليهم، الأمر الذي يجعل القارئ مشاركًا بالتفكير والرأي في القصة التي يقرأها.
وللمناخ الأسري الذي تربى فيه دور آخر في أسلوبه الأدبي، حيث نشأ في طبقة وسطى جعلت كتاباته تتأثر بالقصص الديني الذي قدمه في شكل أحاديث للأطفال.
برامج الأطفال بالإذاعة هي نقطة البداية في حياته العملية، فقد التي أكسبته خبرة بالمجال الصوتي والسمعي، واجتهد في كتابة أعمال تجمع بين المتعة ومواكبة الظروف والأحداث والمناسبات، وكان هذا في عقد الستينات.
وفي مطلع السبعينات، كانت أولى رحلاته إلى العالم الخارجي إلى أوربا، وفي هذه الرحلة تعرف على أبعاد جديدة في مجال أدب الأطفال، ثم زاد اهتمامه بالأبعاد الجديدة عندما أقيم معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي أتاح له التعرف على مختلف المدارس والاتجاهات التي تهتم بالطفل والكتابة له في مختلف مراحله العمرية.
ورغم ما كتبه "عبد التواب" عن الأطفال، إلا انه يعتبر نفسه قارئًا أكثر من كونه كاتب، فقد صرح في أحد حواراته الصحفية، قائلا: " أراني قارئًا أكثر مما أنا كاتب، وخلال أسفاري اقتنيت آلاف الكتب حتى أصبحت لديَّ مكتبة يقول من زارها من الإنجليز والأمريكيين إنها أكبر مكتبة للأطفال موجودة في بيت في العالم".
وكثرة كتب الأطفال التي اقتناها لأعظم كتاب الأطفال في العالم، اضطرت يوسف إلى أن يشتري شقة أودع بها 30 ألف كتاب للأطفال، واستبقى بمنزله 10 آلاف كتاب، وأودع في مكتبة ابنه 5 آلاف كتاب.
يذكر انه، الكاتب عبد التواب يوسف قد رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 87 سنة إثر أزمة صحية ألمَّت به قبل نحو شهر.
فيديو قد يعجبك: