لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يرصد تفاصيل أزمة نفوق الأسماك في نهر النيل

04:02 م الإثنين 18 يناير 2016

كتب - إسلام الجوهري:

بعد ظهور كميات كبيرة من الأسماك النافقة في مركز فوة في كفر الشيخ ومركز المحمودية في البحيرة، أثار الأمر جدلا حول مياه النيل وتلوثها ونشر حالة من الذعر والقلق بين المواطنين، وفي هذا السياق يرصد "مصراوي" الأزمة منذ بدايتها.

بداية الأزمة
الأزمة لم تبدأ فقط منذ صباح السبت الماضي بظهور كميات من الأسماك النافقة تطفو علي نهر النيل، وبعد شكاوي العديد من المواطنين في كفر الشيخ التي امتدت لأكثر من شهر من ظهور بعض الأسماك النافقة وتسربها إلي الاسواق والتي لم يستمع لها أحد، فيقول أحمد غازي من أهالي كفر الشيخ "الأسماك النافقة بنهر النيل منذ أكثر من شهر والأهالي في فوة عايشين في القلق، المسؤولين عارفين بي بيأكدوا أن المياه سليمة وكأن حياه المواطن هينة عندهم".

وبعد تصدر الأزمة الخاصة بنفوق الأسماك لوسائل الإعلام والصحف بدأ الاهتمام الحكومي بالأزمة، حيث وجه خالد فهمى، وزير البيئة، الأفرع الإقليمية للجهاز بوسط الدلتا والبحيرة وغرب الدلتا بعمل مسح ومتابعة واخذ العينات من المياه وتحليلها والتأكد من زوال الآثار السلبية لنفوق الأسماك.

فحص العينات
فيما قالت وزارة البيئة في بيان لها، إنه فور ورود البلاغ بالواقعة تم عمل مسح كامل لمناطق النفوق، وتم أخذ عينات من المياه قبل وبعض المناطق المشار إليها وتحليلها لمعرفة الأسباب الحقيقية للظاهرة، كما أخذت مديرية الصحة عينات من الأسماك النافقة لتحليلها والتأكد من خلوها من أي مواد سامة.

من جانبها، أكدت كوثر حفني، رئيس إدارة الأزمات والكوارث بوزارة البيئة، أنه لم يتم غلق أي محطات مياه بمنطقة نفوق الأسماك بنهر النيل في كفر الشيخ والبحيرة، وأن لجنة من جهاز شئون البيئة تقوم الآن بعمل مسح شامل لمنطقة نفوق الأسماك، للوقوف على أسباب الكارثة، بمشاركة لجان أخرى من وزارة الصحة والمحافظة، للتأكد من صلاحية المياه للشرب، وأن هناك لجنة من شركة مياه الشرب والصرف الصحي والصحة تقوم بالحصول على عينات من المياه باستمرار للتأكد من سلامة المياه.

فيما خرجت تصريحات عكس ذلك من محافظة البحيرة، حيث أوضحت نادية عبده، نائب محافظ البحيرة، إن ظهور كميات الأسماك النافقة بنهر النيل بمدينتي المحمودية ورشيد أدى إلى ارتفاع نسبة الأمونيا والمواد العضوية في محطة مياه إدفينا، التابعة لمدينة رشيد وتم إيقاف المحطة حرصا على صحة المواطنين، فضلا عن تشغيل محطة مياه الجدية منذ، أمس الأحد، بنصف طاقتها 500 متر مكعب، لوجود نسبة أمونيا (6.5 مليجرام).

دفن الأسماك النافقة
وفي النهاية، تم الدفع بالكراكات المائية والمعدات اللازمة لرفع كميات الأسماك النافقة، ونقلها إلى مدافن آمنة للتخلص منها، حيث تم رفع الأسماك المتجمعة، وجاري حاليا رفع الأسماك المتناثرة، وخفضت وزارة الإسكان إنتاج المياه من محطات مياه الشرب بالمنطقة المتضررة، حتى التأكد من جودة المياه المنتجة، وتم ايقاف محطة فوة، حيث رفعت المحطات معدلات الكلور لخفض تركيزات الأمونيا، كما تم بشكل احترازي وقف إحدى المحطات بمحافظة البحيرة يوم 16 يناير الجاري ثم إعادة تشغيلها صباح يوم 17 يناير بعد التأكد من عدم وجود أي تركيزات تؤثر على كفاءة التشغيل، وتجرى المراجعة المستمرة لعينات مياه المآخذ والمخرج.

وقال محمود سالم، رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل في هيئة الثروة السمكية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي مشكلة الأسماك النافقة اهتماما كبيرا، لافتا إلى أن نهر النيل ليس في أفضل حال، لما يتعرض له من تلوث، مضيفا "فور علمنا بنفوق الأسماك في كفر الشيخ وترعة المحمودية بالبحيرة، بعثنا أطباء بيطريين لمعرفة جذور المشكلة ودراستها".

وأضاف سالم أن حالات نفوق الأسماك ليس لها قيمة اقتصادية، وسببه انخفاض درجات الحرارة ونقص الأوكسجين، وأن جميع حالات نفوق الأسماك ليس ليها قيمة، وتابع "كلوا سمك علي مسئوليتي، انا بأكله ٨ مرات في الشهر".

ولفت جمال الصعيدي، رئيس قطاع الفروع بوزارة البيئة، إلى أن لجنتين من جهاز شئون البيئة بالمحافظات، بالتعاون مع وزارات وجهات أخرى، تواصلان فحص ومتابعة مياه نهر النيل بمنطقة نفوق الأسماك في كفر الشيخ والبحيرة، وأن اللجان توصلت إلى أن نقص الأمونيا وراء نفوق هذه الكميات الكبيرة من الأسماك، وأن هذه المنطقة تشهد عمليات إزالة للأقفاص السمكية، وقام أصحابها بتغطيسها داخل النهر لمسافات بعيدة، ظنا منهم أن حملة الإزالة لن تتمكن من الوصول إليها، وبالتالي أدى ذلك لنفوق الأسماك بها، وأثر على المياه بالمنطقة.

حملات إزالة
بينما شنت الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات بوزارة الداخلية أمس، حملة مكبرة لإزالة التعديات على نهر النيل بالجيزة والأقفاص السمكية المخالفة بالبحيرة وكفر الشيخ، وذلك بعد نفوق الأسماك داخل الأقفاص السمكية، حيث أكد اللواء حامد العقيلي، مساعد وزير الداخلية لشرطة المسطحات المائية، استمرار الحملات الأمنية لإزالة كل المخالفات إعمالاً لدولة القانون، وللحفاظ على الثروة السمكية، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع مديريتي كفر الشيخ والبحيرة والمحافظين والجهات المعنية بتوجيه حملات مكبرة بالمحافظتين لتنفيذ 96 قرار إزالة، فضلاً عن مواجهة الأقفاص السمكية المخالفة.

فيما أوضح وزير البيئة أسباب الأزمة الأخيرة الخاصة بنفوق الأسماك موضحا أن نفوق الأسماك بكفر الشيخ بهذا العدد بسبب أصحاب الأقفاص السمكية المخالفين الذين أخفوها لمخالفتهم القانون وتغطيسها إلى عمق كبير في النيل يقل فيها نسب الأكسجين ويزداد تركيز المواد العضوية وزيادة نسبة الأمونيا، وأن العينة التي اخذتها الوزارة والسلطات المعنية أشارت الي عدم وجود أي مواد سامه في الأسماك أو المياه، وذلك بعد عمل مسح كامل لكل مناطق نفوق الاسماك، وأن جميع الآثار السلبية لنفوق تلك الكميات الكبيرة للأسماك زالت من المياه من مركز فوه بكفر الشيخ ومركز المحمودية بالبحيرة، لافتا إلى تفريغ هذه الأسماك النافقة في مياه النهر للتخلص منها فظهرت على سطح المياه وتحللت سريعا وتعفنت، مما يؤدى إلى إنبعاث الروائح الكريهة وعكارة بالمياه مع ظهور طبقة من الدهون التي تحويها هذه الأسماك علي سطح المياه.

إجراءات احترازية
ووجه المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، كل من وزراء الري، الصحة، البيئة، الإسكان، ومحافظ كفر الشيخ باتخاذ ما يلزم من إجراءات احترازية لمنع تكرار ظاهرة نفوق الأسماك في نهر النيل، كما شدد رئيس الوزراء على ضرورة متابعة تطورات الحادث ببعض مدن ومراكز محافظة كفر الشيخ، والوقوف على ما تم تنفيذه من الإجراءات الخاصة بمواجهة هذه المشكلة، وتجاوز آثارها السلبية، وخاصة على الصحة العامة والبيئة.

وأوضح مجلس الوزراء، أنه تبين من التحقيقات التي أُجريت أن الحادث جاء نتيجة عدة أسباب من بينها الأقفاص السمكية الموجودة بالمخالفة للقانون، والتي يقوم أصحابها باستخدام مواد ملوثة لتغذية الأسماك مما يؤدى إلى زيادة معدلات تلوث مياه النهر وإحداث تأثير سلبي على نوعية المياه ومأخذ محطات مياه الشرب، إلى جانب حلول موسم السدة الشتوية، وهو ما أدى إلى نفوق الأسماك وتلوث وتأثر جودة المياه في المنطقة المحصورة بين محافظتي كفر الشيخ والبحيرة.

ولفت اسماعيل إلى أنه علي المواطنين الاطمئنان حيث تباشر مجموعات العمل من محافظة كفر الشيخ والبيحرة والوزارات المعنية جهودها لمتابعة الوضع، لحين انتهاء الظاهرة بصورة تامة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان