الآثار توضح حقيقة تلقي خطاب من نقابة المهندسين بشأن ترميم قصر البارون
كتبت - نسمة فرج :
قال ممدوح الدماطي، وزير الآثار، إن الوزارة لم تتلق أية مخاطبات رسمية من نقابة المهندسين إلى اليوم بشأن ترميم قصر البارون.
جاء ذلك رداً على ما أثير في الفترة الأخيرة ببعض المواقع الإلكترونية من أن إسناد ترميم قصر البارون إمبان بمصر الجديدة لمكتب تخصص خرسانة يعد مخالفة، وأن وزارة الآثار قد تلقت خطاباً من نقابة المهندسين طالبت فيه بالحذر الشديد في ترميم القصر، بعدما اطلعت علي إعلان نشرته أحد المكاتب الاستشارية فى مجال الخرسانة عن مسابقة لإعادة تأهيل القصر برعاية الوزارة ودعا فيه المكاتب الاستشارية والمهندسين المعماريين وطلبة أقسام العمارة والأثريين للمشاركة فى المسابقة، مما يعد مخالفة صريحة وواضحة للائحة المسابقات المعمارية من كل جوانبها.
وأشار الدماطي، في بيان صحفي، اليوم الاثنين، إلى إستعداد الوزارة للتعاون مع أي جهة طالما سيعود هذا التعاون بالنفع على الآثار، لافتاً إلى أنه كان يتمنى أن يتم التواصل بين الوزارة ونقابة المهندسين بصورة مباشرة بدلاً من نشر البيانات في المواقع والصحف لاستيضاح الموضوع من جميع جوانبه قبل توجيه الاتهام لما يتم في قصر البارون بأنه خطأ فادح وللمكتب الاستشاري بعدم الخبرة.
وأوضح الوزير، أن الوزارة تدرك جيداً قيمة قصر البارون كأثر هام لما يتمتع به من طراز فريد وموقع متميز مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار المصرية وليس كمبنى فريد مسجل من قبل جهاز التنسيق الحضاري وفقاً للقانون 144 لسنة 2006 والخاص بالحفاظ على الطابع المعماري كما ذكر البيان المنشور ببعض المواقع الإلكترونية.
وأكد الدماطي، أن ترميم الآثار ليس عملا معمارياً ولكنه تخصص في حد ذاته يتخصص فيه إنشائيون ومعماريون وأثريون ومرممون وتخصصات أخرى وبالتالي فهو ليس حكراً على تخصص معين و تقوم الوزارة بتأهيل وقيد مكاتب متخصصة في هذا المجال بناء على سابقة خبراتها وأعمالها السابقة في مجال الترميم.
وأوضح أنه فيما يخص المكتب الاستشاري فهو مكتب مقيد بوزارة الآثار ضمن المكاتب المؤهلة لإعداد مشروعات ترميم الآثار وذلك بناء على سابقة خبرته في مجال استشارات الترميم في العديد من الأعمال وقد قام المكتب بانجاز عدد من مشروعات الترميم مع الوزارة سواء بتعاقد مباشر مع الوزارة أو كاستشاري للشركات المنفذة التي تم إسناد أعمال ترميم لها وكان المكتب احد عوامل ترجيح هذه الشركات فنيا وقد قام بانجاز مشروعات، من بينها قصر السكاكيني، قصر الزعفرانة، ومسجد عمرو بن العاص بدمياط.
ولفت إلى أن جميع الأعمال والخطوات التي تتخذ في هذا المشروع تتم تحت الإشراف الفني الكامل للوزارة وبفريق عمل مكون من مهندسين ومرممين وأثريين بالإضافة إلى طلب الجانب البلجيكي إرسال فريق من الخبراء للمشاركة في جميع الأعمال المطلوبة بالقصر سواء من ناحية الترميم أو إعادة التوظيف وتم الموافقة على طلبهم ويتم التواصل معهم حالياً لتحديد موعد الوصول والمشاركة.
وأكد أ المكتب قد تطوع بالمجان للقيام بأعمال التوثيق والدراسات وإعادة التأهيل وإعداد الرسومات ومستندات طرح العطاء متطوعاً و بدون أي مقابل مادي كما تطوع بتحمل اى مصروفات أخرى لحين إتمام جميع الدراسات والمستندات والتي سوف يتم مراجعتها بمعرفة اللجان المختصة بوزارة الآثار هذا بالإضافة إلى أن المكتب ليس من اختصاصة القيام بأية أعمال ترميم بالقصر.
وأوضح أن المشروع ينقسم إلى جزئين أساسيين الأول وهو الدراسات والتوثيق وخطة الترميم للأثر ذاته بكافة مشتملاته وهو جزء علمي وهندسي يجب أن يقوم به مكتب متخصص في أعمال الترميم من المكاتب التي لها سابقة خبرة في هذا المجال و المؤهلة من الوزارة للقيام بهذا العمل والجزء الثاني هو وضع فكرة للاستغلال الأمثل للقصر والحديقة المحيطة به بما يحقق الاستخدام الأمثل للأثر ويوفر عائد يسمح بالصرف على صيانة الأثر والحفاظ عليه وهذا مجال مفتوح للجميع للمشاركة فيه بأفكارهم وليس حكرا على فئة أو تخصص معين ويهمنا مساهمة الجميع بأفكارهم وحتى وان كانوا ليسوا متخصصين في أعمال الترميم.
وتابع الدماطي " الإعلان المنشور ليس عن مسابقة معمارية تندرج تحت النظم واللوائح المنظمة لذلك ولكنه إعلان عن مسابقة للتقدم بأفكار لاستخدام القصر وقد تم ذلك بالاتفاق مع المكتب لإتاحة الفرصة أمام العديد من المهتمين بالموضوع لإبداء أرائهم أو مقترحاتهم للاستخدام الأمثل وخلق روح المشاركة بدلا من الانفراد بالرأي في هذا الشأن وأن الجوائز المرصودة هي بمثابة جوائز تشجيعية لحث اكبر عدد للمشاركة بأفكارهم وبتمويل كامل من المكتب وعلى نفقته الخاصة".
وأكد أن هذا الإعلان وهذه المسابقة بمثابة خطوه أولى لخلق وعى مجتمعي حول الأسلوب الأمثل للاستغلال يتبعه اختيار مجموعة من الأفكار المتميزة يتم عرضها على الجهات المهتمة بالموضوع للاستفادة بخبراتهم والمناقشة معهم في أفكار محدودة تم اختيارها للوصول إلى انسب أساليب الاستخدام وقد تقدمت مؤسسة تراث هليوبوليس بمقترح عمل ورشة عمل لفتح حوار مجتمعي حول قصر البارون يتم فيها دعوة جميع المهتمين بالتراث المصري بشكل عام وتراث مصر الجديدة بشكل خاص وعرض الأفكار الفائزة وعرض آخر لأمثلة لمتاحف المدن في مختلف أنحاء العالم وكذا مناقشات مفتوحة عن إعادة استخدام القصر للخروج بمجموعة من التوصيات يتم التوافق عليها، وأن المسابقات المتعارف عليها هي مسابقات معمارية لإنشاء مشروعات جديدة أما المسابقة المطروحة فهي مسابقة لتقديم أفكار لاستغلال المكان والمستندات المطلوب تقديمها هي مستندات لتوضيح الفكرة فقط ويمكن تقديم رسومات أو تقارير أو اى مستند يوضح فكرة المشترك.
وشدد على أن إعادة توظيف الآثار بشكل عام يتم وفقاً لمواثيق اليونسكو وتوصيات لجنة التراث العالمي ووفقاً لمعايير وضوابط إعادة توظيف واستخدام الآثار والمعتمدة من اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية والمشكلة طبقاً لقانون حماية والآثار وهي الوحيدة التي لها حق النظر فيما يخص الآثار.
وأشار إلى أن طرح هذه المسابقة التي تكفل بجميع تكاليف الإعلان عنها وجوائزها المكتب الاستشاري المشار إليه قد لاقى استحسان وإقبال من العديد من المهتمين بالمشروع وقد تقدم حوالي 76 متسابق حتى الآن من مكاتب استشارية ومهندسين كما تم استقبال مجموعة من الأفكار على البريد الاليكتروني.
فيديو قد يعجبك: