"وعد وبكاء ورسالة للشباب وانتصار للمرأة"... السيسي في أسبوع
كتب- أحمد لطفي:
تنوع نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، بين كلمة للمصريين وتكريم أسر شهداء الشرطة في إطار الاحتفال بأعياد الشرطة و25 يناير، وعقد اجتماعات دبلوماسية منها رئيس مجلس الدوما الروسي اللذان ناقشا سبل عودة السياحة الروسية، فضلا عن عقده لقاءات مع قائد القيادة المركزية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب في المنطقة العربية والعالمية.
احتفالات الشرطة وثورة يناير
بدأ الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي، بالاحتفال بعيد الشرطة الذي أقيم بمقر أكاديمية الشرطة، حيث قام بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، ثم عقد اجتماعاً مع اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وقيادات هيئة الشرطة، وكرم السيسي أسر شهداء الشرطة في مشاهد تأثر بها المصريون حيث بكي الرئيس حينما وجه التحية لزوجة أحد الضباط الشهداء في الأحداث الإرهابية.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة أشار فيها إلى أن مكافحة الإرهاب تتطلب تكاتف الجميع وتَحَمُل كافة فئات الشعب لمسئولياتها ليحيا الوطن في أمن واستقرار، وكذا تقديراً لأرواح الشهداء التي فاضت من أجل الوطن ولتوفير مناخ آمن ومستقر للشعب المصري بأسره.
وجدد الرئيس وعده لأسر الشهداء بأن مصر لن تنسى أبناءها الذين ضحوا بأرواحهم ولن تتخلى عن أسرهم، كما وجَّه الرئيس بإيلاء كامل الاهتمام بمصابي الشرطة، وتوفير كافة سبل الرعاية والعلاج لهم، سواء داخل مصر أو في الخارج تقديراً لدورهم وبسالتهم وتضحياتهم من أجل الوطن.
وأشار الرئيس إلى أن عملية الإصلاح المنشودة تتطلب إطاراً قانونياً يدعمها وينظمها ويضعها على الطريق الصحيح، وأن الشعوب تحيا وتتقدم بالأمانة والعمل والشرف والتضحية وليس بالمجاملات أو المزايدات، ومنح الرئيس أثناء الاحتفال أسماء شهداء الشرطة وسام الجمهورية من الطبقة الثانية ووسام الاستحقاق من الطبقتين الثانية والثالثة، تعبيراً عن التقدير لتضحياتهم وتكريماً لأسرهم.
وقال الرئيس السيسي، ضمن الاحتفال بالذكري الخامسة لثورة يناير، في خطاب للمصريين، إن تقييما منصفا وموضوعيا لما حققته مصر خلال أقل من عامين على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية .. يوضح أن بلادنا تحولت من "وطن لجماعة" إلى "وطن للجميع".. من حكم يعادى الشعب وكافة قطاعات الدولة .. إلى حكم يحترم خيارات الشعب ويسعى جاهدا لتحقيق آماله .. ويضمن مناخا إيجابيا لعمل قطاعات ومؤسسات الدولة.. إننا نتحرك على كافة الاتجاهات الداخلية والخارجية .. ندشن وننفذ مشروعات تنموية وإنتاجية .. ومشروعات صغيرة ومتوسطة تراعى احتياجات الشباب .. وتدرك متطلباتهم وحقهم فى العيش الكريم .. نعمل على تطوير العديد من المرافق الخدمية .. ونتصدى بفاعلية للعديد من المشكلات وفى مقدمتها توفير الطاقة والكهرباء .. ونتفانى فى مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام .. لدينا إعلام حر وقضاء مستقل .. وسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على العالم.
وقال إن التجارب الديمقراطية لا تنضج بين عشية وضحاها وإنما من خلال عملية تراكمية ومستمرة، تضيف يوما تلو الآخر خبرة جديدة، فترسخ المفاهيم وتصقل العمل السياسى والممارسة الديمقراطية، تسعى خلالها الدولة لتحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات فى إطار واع من الحرية المسئولة .. يحول دون تحولها إلى فوضى هدامة .. تقوض مقومات الدولة وتقضى على مقدرات الشعب".
وتابع: "أقول لشباب مصر .. إذا كان الشعب المصرى هو سلاح الوطن لمواجهة التحديات، فأنتم ذخيرته ووقود عمله وكل ما تحرص الدولة على إحرازه فإنما هو لكم ولأبنائكم فى المستقبل .. فأنتم ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصرى .. وعامل رئيسى من عوامل تقدمـه ونهوضه، ولن ينهض هذا البلد سوى بجهود أبناء مصر والعمل الجاد والعقول المبدعة والسواعد القوية،و إن صدق النوايا يتعين أن يقترن بحسن العمل .. فوطننا ينادى .. وحتما سنلبى جميعا النداء .. عملا جادا .. وجهدا دؤوبا .. إخلاصا لا ينقطع.. فمـن أجلكم وبقوتكـم تحيا مصر".
ومن ناحية أخرى، عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع حسام مغازي وزير الموارد المائية والري لبحث ملامح استراتيجية وزارة الموارد المائية والري للتأقلم مع التغيرات المناخية، ولاسيما فيما يتعلق بسبل التعامل مع بعض الظواهر المناخية السلبية وفي مقدمتها ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة المتوسط العام لدرجات الحرارة.
وتطرق الاجتماع إلى متابعة مسار المفاوضات الجارية بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي، حيث استعرض وزير الموارد المائية آخر المستجدات الجارية على صعيد هذه المفاوضات، وذلك في إطار الإعداد للمشاركة المصرية في الاجتماع السداسي المقبل لوزراء الخارجية والري في الدول الثلاث.
وفى سياق متصل، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزراء التخطيط والمتابعة، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والنقل، والبترول والثروة المعدنية.
وأكد الرئيس السيسى، خلال الاجتماع، على أهمية مواصلة العمل بدأب في مختلف القطاعات الحيوية التي تمس حياة المواطنين المصريين، لما لذلك من مردود إيجابي على تحسين مستوى معيشة المواطن المصري، وانتظام الخدمات المُقدمة إليه وضمان جودتها وتحسينها بشكل مُستدام، فضلاً عما توفره مختلف المشروعات التي تدشنها وتنفذها الدولة من فرص العمل وتشغيل الشباب.
وبدوره،عرض الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والمتابعة، خلال الاجتماع، ملامح استراتيجية التنمية المستدامة بعيدة المدى حتى عام 2030، والتي تم إعدادها وفقاً لمنهج التخطيط بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني اللذين قاما بدورٍ محوري في إعداد الاستراتيجية، وذلك لضمان الالتزام بتطبيق وتنفيذ السياسات والبرامج والمبادرات التي سيتم تبنيها لتحقيق أهداف الاستراتيجية.
وعرض الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان عدداً من المشروعات التي تم إنجازها في مجالات مياه الشرب والصرف الصحي والإسكان، بينما ركز الدكتور محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء على المشروعات التي أنجزتها الوزارة في إطار الخطة العاجلة لتوفير الكهرباء استعداداً لفصل الصيف المقبل، ومن بينها محطة توليد شمال الجيزة التي تعمل بنظام الدورة المركبة، ومحطة توليد المحمودية والجاري العمل على تحويلها إلى العمل بنظام الدورة المركبة، وكذا محطة توليد غرب أسيوط بطاقة ألف ميجاوات، ومحطة توليد غرب دمياط بطاقة 500 ميجاوات.
اجتماعات دبلوماسية
وعلى صعيد آخر، استقبل الرئيس السيسي، سيرجى ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي، وذلك بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز التعاون مع روسيا في كافة المجالات والاستفادة من الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية مع موسكو خلال الفترة الأخيرة، مشيدا بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين.
وتناول اللقاء سبل تطوير التعاون الثنائي القائم بين الدولتين في مختلف المجالات، وأكد الجانبان على تطلعهما لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين قريباً، لاسيما في ضوء ما تمثله مصر من مقصد سياحي هام للمواطنين الروس بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من بينها مكافحة الإرهاب.
كما استقبل الرئيس السيسي، الفريق أول لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حيث رحب الرئيس بالضيف الأمريكي، منوهاً باعتزاز مصر بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ومشيداً بكافة جوانب هذه العلاقات التي يُعد شقها العسكري مُكوناً رئيسياً فيها يدفعُ بإيجابيةٍ نحو تعزيزها وتنميتها.
وأوضح الرئيس أن الظروف التي تمر بها المنطقة تعد استثنائية وغير مسبوقة وهو الأمر الذي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التغلب على مختلف التحديات.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، نوَّه الرئيس السيسي بالجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد سواء على الصعيد الداخلي في بعض المناطق بشمال سيناء أو على الصعيد الدولي، مؤكدا أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد العسكري والأمني أو من خلال التعاون التنموي بشقيه الاقتصادي والاجتماعي، علاوةً على الجوانب الفكرية والثقافية التي تشجع على قبول الآخر وتعزز قيمة التسامح.
ومن جانبه، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية على الدور الريادي لمصر في المنطقة، مشيداً بصواب التقدير المصري لما آلت إليه الأمور فيها، ومُبدياً توافقاً تاماً على أهمية التعاون لدحر الإرهاب.
وعلى الصعيد الإقليمي، تم خلال الاجتماع تناول آخر المستجدات وتطورات الأوضاع بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، حيث تلاقت وجهات النظر حول ضرورة مواصلة الجهود الدولية من أجل إعادة السلام والاستقرار إلى تلك الدول والعمل على التوصل إلى حلول سياسية تضع حداً لنزيف الدماء وسقوط المزيد من الضحايا، وتحفظ مقدرات دول وشعوب المنطقة وتحقق آمالها المنشودة لإرساء السلام والاستقرار وتحقيق التنمية والتقدم.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، الذي أكد خلال الاتصال على اهتمام بلاده بمواصلة تعزيز علاقاتها مع مصر سواء على الصعيد الثنائي في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، أو في الإطار الإقليمي باِعتبار مصر ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما أكد الرئيس القبرصي أهمية التعاون الثلاثي القائم بين مصر وقبرص واليونان، منوهاً بحرص بلاده على تفعيل وتطوير علاقات التعاون الوثيقة بين الدول الثلاث بما يعزز من الأمن والتنمية في منطقة شرق المتوسط.
وأشاد الرئيس السيسي بدور قبرص الهام في مد جسور التعاون في منطقة المتوسط، وأكد على أن مصر تُبادِل قبرص ذات الاهتمام بتعزيز العلاقات الثنائية لما فيه صالح الشعبين المصري والقبرصي، وأشار إلى أهمية الحفاظ على دورية انعقاد آلية القمة الثلاثية التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان، والعمل على البدء في تدشين مشروعات مشتركة في عددٍ من مجالات التعاون الواعدة بين البلدين.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفيا من سلفا كير رئيس جنوب السودان، الذي استعرض خلال الاتصال آخر تطورات تنفيذ اتفاق التسوية السلمية الذي تم توقيعه في أغسطس 2015، مؤكداً على تطلعه لتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، كما أكد سلفا كير حرص بلاده على مواصلة تعزيز التعاون مع مصر بمختلف المجالات في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي على دعم مصر لحكومة جنوب السودان، مشيراً إلى ما يربط مصر بهذا البلد الشقيق من علاقات خاصة وتاريخ مشترك، كما أكد أن مصر تدعم جهود كافة شركاء التسوية السلمية من أجل تدشين الحكومة الانتقالية في أقرب فرصة، بما يعيد الأمن والاستقرار لجنوب السودان.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر ستستمر في مساندة الجهود التنموية في جنوب السودان، معرباً عن ثقته في أن حكمة قيادات جنوب السودان ستؤدي إلى طي صفحة الماضي والبدء في مرحلة جديدة تُحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يتطلع إليها شعب جنوب السودان الشقيق.
قرارات جمهورية
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسي القرار الجمهورى رقم 19 لسنة 2016 بإعادة تشكيل المجلس القومى للمرأة، كما نشرت الجريدة الرسمية القرار الجمهورى رقم 20 لسنة 2016 بشأن استمرار مشاركة بعض عناصر القوات المسلحة السابق إرسالها فى مهمة قتالية خارج حدود الدولة للدفاع عن الأمن القومى المصرى والعربى فى منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر وباب المندب وذلك لمدة عام أو لحين انتهاء هذه المهمة أيهما أقرب .
ختام الأسبوع
يبدأ الرئيس، اليوم الجمعة، زيارة إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للمشاركة في أعمال القمة الأفريقية العادية السادسة والعشرين التي ستُعقد يومي 30 و31 يناير الجاري.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن مشاركة الرئيس بالقمة الأفريقية القادمة تأتي في إطار حرص مصر على تفعيل علاقاتها بمختلف الدول الأفريقية وتعزيز مشاركتها في العمل الأفريقي المشترك إيماناً منها بوحدة المصير وأهمية بذل الجهود اللازمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار والسعي إلى تسوية المنازعات في القارة، جنباً إلى جنب مع دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
وذكر السفير علاء يوسف، في بيان صحفي، اليوم الخميس، أن أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الإفريقية المقبلة تتمثل في مناقشة مسألتي الحوكمة والانتخابات والالتزام بالمبادئ الدستورية، فضلاً عن تمويل الاتحاد الافريقي، حيث تم اختيار هذين الموضوعين ليكونا محور النقاش في الجلسة المغلقة التي يعقدها رؤساء الدول والحكومات قبل الافتتاح الرسمي لأعمال القمة، والتي ستتناول موضوعات السلم والأمن بالقارة وسُبل تعزيز التعاون الإقليمي حول مكافحة الإرهاب.
وأضاف المتحدث الرسمي، أنه من المنتظر أن تشهد القمة الإفريقية في أديس ابابا مشاركة عدد كبير من الزعماء الأفارقة، حيث يتضمن برنامج الرئيس عدداً من اللقاءات مع رؤساء الدول الأفريقية بهدف بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية مع تلك الدول في مختلف المجالات.
فيديو قد يعجبك: