وزير الزراعة: التغير المناخي يكبد المصريين خسائر فادحة
كتب - أحمد عمار:
قال عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الوزارة تعمل جاهدة على مواجهة التقلبات الجوية والمخاطر المناخية ضمن السياسات والاستراتيجيات والبرامج الزراعية، حيث أن الوزارة قامت بإنشاء المعمل المركزي للمناخ الزراعي.
وأضاف خلال احتفال الوزارة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم بيوم الأغذية العالمي 2016، الذي أقيم هذا العام تحت شعار "المناخ يتغير الأغذية والزراعة أيضاً"، أن هذا المعمل يهدف إلى إنشاء شبكة أرصاد جوية تغطي المساحة الزراعية في مصر بما في ذلك الأراضي القديمة والمستصلحة حديثاً.
ولفت فايد إلى أن المعمل يهدف أيضًا إلى إجراء بحوث تتعلق بالتطبيقات المختلفة لبيانات الأرصاد الجوية الزراعية لإصدار التوصيات اللازمة للمزارعين، للحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتقلبات الجوية على الزراعة.
وأوضح أن المعمل المركزي للمناخ الزراعي قام باختيار 50 موقعًا على مستوى مصر أدخل فيها النماذج العددية للتوقع بالطقس كأداة إنذار مبكر فاعلة تتيح بياناتها تقليل المخاطر الجوية على قطاع الزراعة، والاستفادة منها في عمل التطبيقات الزراعية المختلفة.
ونبه إلى أن هذه التطبيقات الزراعية تشمل حساب المقنن المائي والوحدات الحرارية ووحدات البرودة، والتنبؤ بالأمراض والآفات، وتحديد مواعيد الزراعة، والتعرف على موجات الصقيع، وتوفير المعلومات لقطاع الإرشاد كنواة لتطوير نظم الإرشاد الزراعي في مصر.
ونوه الوزير بأن مصر أصبح لديها اهتمام كبير لمواجهة التغير المناخي العالمي الذي ينذر بمخاطر عدة تهدد بإفشال جهود التنمية وتفاقم انعدام الأمن المائي والغذائي وتنامي ظاهرة اللاجئين البيئيين، حيث تشير الدراسات الحديثة الى أن التغير المناخي يكبد المصريين خسائر فادحة في العديد من المجالات.
وقال: "لذا قامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بإنشاء مركز معلومات التغير المناخي والطاقة المتجددة والذى يمثل شبكة قومية حديثة ومتكاملة في مجال رصد وقياس مختلف العوامل والتغيرات المناخية".
ومن جانبه قال عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا،: "منطقتنا العربية من أكثر المناطق جفافًا وشحًا في المياه على مستوى العالم، وهي معرضة بشكل خاص للتأثر بنتائج التغير المناخي".
وتابع: "إنه على الرغم من الاستثمارات الهائلة في المياه المخصصة للاستخدام الزراعي، فإن حصة الفرد من المياه العذبة انخفضت بنسبة الثلثين خلال الأربعين عاماً الماضية. ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة 50 بالمئة أخرى بحلول عام 2050، نتيجة للنمو السكاني السريع والضغوط التي تتمثل في زيادة استخدام المياه التي تؤثر في الكميات المتوافرة ونوعيتها".
وأضاف "ولد أحمد": "ينبغي أن نشير في هذا الصدد أن التغير المناخي بدأ فعلاً بتقويض جهودنا للقضاء على الجوع وكل أنواع سوء التغذية بحلول عام 2030، وفي ظل هذه الأجواء هناك اعتراف عالمي متزايد بقدرة القطاع الزراعي على لعب دور تغييري في معالجة آثار التغير المناخي".
وذكر: "لذلك فإن يوم الأغذية العالمي 2016 يشكل فرصة للتعرف إلى أفضل السبل للاستجابة لهذه التحديات".
وقال حسين جادين ممثل الفاو في مصر: "مصر من الدول التي قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية والتي تمثلت في تخفيض عدد السكان الذي يعانون من سوء التغذية بمعدل النصف، إلا أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية".
وأضاف أن في مقدمة هذه التحديات تغير المناخ وندرة المياه، مع وضع احتمالات بأن هذه العوامل قد تؤدي إلى انخفاض في المحاصيل الزراعية والمياه، وبالتالي الإنتاج الزراعي، بشكل عام، وهو ما تسعى الفاو حثيثاً بالتعاون مع المؤسسات الحكومية لتجنب حدوثه من خلال العديد من البرامج والمشاريع ذات الصلة بالتغلب على هذه التحديات.
وأشار جادين في هذا الإطار إلى أن ممثلية الفاو في مصر تقوم بالإعداد لتمويل مشروع دعم فني حول "دعم الإدارة المستدامة للموارد المائية وتحديثها في الأراضي المستصلحة حديثًا" وذلك من أجل تقليل الفاقد من المياه.
فيديو قد يعجبك: