المفوض السامي لشؤون اللاجئين: مصر لعبت دورا محوريا في الأزمة
كتبت - هدى الشيمي:
أثني المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو غراندي، على الدور الذي تلعبه مصر في أزمة اللاجئين القادمين إليها من مناطق الصراع السياسي والاقتصادي.
وقال غراندي، في المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم على هامش زيارته للقاهرة، إنه التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية، ووزير الخارجية ووزير التربية والتعليم، لمناقشة أوضاع اللاجئين، مشيرا للدور الرئيسي والهام الذي تلعبه مصر في أزمة اللاجئين خاصة وانها منطقة عبور للاجئين، ونقطة التقاء بين الشرق الأوسط وأفريقيا.
دور محوري
كما أعرب عن إعجابه الشديد باستجابة السلطات المصرية لدعوات المفوضية بفتح الباب أمام اللاجئين، وفي هذا الصدد أكد للرئيس السيسي اعتزام الأمم المتحدة لتقديم المزيد من المساعدات لمصر، فعلى الرغم من أن عدد اللاجئين فيها أقل من عددهم في الأردن ولبنان، إلا أنها دولة ذات سيادة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار غراندي إلى أن عدد اللاجئين بمصر المسجلين في سجلات الأمم المتحدة يصل إلى حوالي 188 ألف لاجئ من جنسيات مختلفة أغلبها من سوريا، والسودان، وإثيبويا، إلا أن هذا العدد لا يشير إلى العدد الاجمالي للاجئين في مصر، لأن هناك أشخاص يعيشوا بقراها ومدنها دون تسجيل اسمائهم في المفوضية.
التعليم
وعلى هامش زيارته لمصر، التي تستمر لأربعة أيام بدأت أمس، التقى غراندي بوزير التربية والتعليم من أجل العمل على تطوير العملية التعليمية لأطفال اللاجئين، واقترح عليه أن يتم تأسيس مدارس خاصة بهؤلاء الأطفال، خاصة من لا يتحدث اللغة العربية.
ويرى غراندي أن التعليم من أهم السبل التي تستطيع بها الأمم المتحدة والدول المضيفة مساعدة اللاجئين، لأنه يساعدهم على بناء شخصية قوية مثقفة، يتمكنوا من خلالها إعادة بناء بلادهم عندما يعودوا إليها، ويواجهون من خلاله التطرف والإرهاب.
الموصل
وعن زيارته للعراق منذ فترة، قال غراندي إنه زار العاصمة العراقية بغداد ومدينة أربيل قبل بدء حرب تحرير الموصل بفترة صغيرة، مشيرا إلى أن الوضع هناك خطير جدا، وأن هذه الحرب هي الأصعب والأشرس، لأنها لحظة تاريخية ستحدد مصير أحد أهم البلدان العربية في المنطقة.
وفي محاولة منه للتأكيد على مدى صعوبة الوضع بالنسبة للمدنيين، قال "المواطنون محبطون جدا حتى أنهم فروا من الموصل إلى سوريا، ونحن جميعا نعرف مدى خطورة الوضع في سوريا، وحلب بالتحديد".
أكبر تحدي تواجه المفوضية والحكومة العراقية ومنظمات الإغاثة الأخرى، هو عدم عثورهم على مكان داخل العراق لبناء مخيمات أو معسكرات نازحين، ولكنهم منذ فترة قصيرة عثروا على مواقع في الشرق والجنوب.
الدول الفقيرة
كما أوضح غراندي أن 90% من اللاجئين لا يعيشون في الدول الغنية ولكنهم يسافرون إلى الدول الفقيرة، التي تستطيع مساعدتهم وتفتح لهم بابها على مصراعيه، حيث أن الدول الغنية ترفض فتح حدودها لهم، وبعد دعوات الأمم المتحدة المتكررة، وافق بعضهم على استقبال حصص من اللاجئين، إلا أنها لا تُقارن بما يوجد في الدول الفقيرة.
وأكد أن الحرب لن تتوقف بالاعتماد على المساعدات الخيرية والإنسانية فقط، لأنه من الضروري العثور على وسيلة لحل الأزمة، ويقول "مجلس الأمن لا يستطيع توحيد الدول الكبرى من أجل التوصل إلى حل"، ولكن في كل الأحوال نحاول الاستثمار داخل الدول المضيفة، وتوفير مأوِ، وأدوية ومواد غذائية داخل مخيمات اللاجئين، وتجهيزها قبل بداية فصل الشتاء.
فيديو قد يعجبك: