خبراء يدعمون "المراجعة الذاتية" للإعلام الأمريكي بعد فوز ترامب
كتبت - ياسمين محفوظ:
بدأ الإعلام الإخباري الأمريكي الذي تهجم عليه دونالد ترامب طوال أشهر يحاسب نفسه على طريقة تعامله مع انتخابات العام 2016 الرئاسية، وكيف أخفق في عدم توقعه اتجاه المرشح الجمهوري نحو الفوز، هذا حسبما كتبت الكاتبة مارغريت ساليفان والمهتمة بقضايا الإعلام في صحيفة "واشنطن بوست".
تقول ساليفان إن حملة العام 2016 حققت "فشلًا ذريعًا" للإعلام الإخباري، بعدما اتضح من وجهة نظرها أن "عددًا ضخمًا من الناخبين الأمريكيين يريد أمرًا مغايرًا. ورغم أن هؤلاء الناخبين عبروا عن ذلك بالصراخ والهتاف، لم يكن الصحافيون يصغون إلى غالبيتهم"، واتفق معها في الرأي الكاتب جيم روتنبرغ والمهتم بالشأن الإعلامي في صحيفة "نيويورك تايمز"، إن غالبية المؤسسات الإخبارية أساءت تفسير "النبض المعقد" للبلاد، وفسر دان كينيدي أستاذ الصحافة في جامعة نورثيسترن سبب هجوم ترامب على الإعلام بأنه "فهم مناخ الإعلام المعاصر أكثر من أي شخصية عامة أخرى، وتمكن من استغلاله بحيث جعل نفسه النجم".
وتعقيبًا على هذا قال الدكتور صفوت العالم الخبير الإعلامي، لمصراوي، إن هذا كموقف يعد طبيعية وظيفية يتم من خلالها إعادة تقييم آلية وسائل الإعلام الأمريكي، حتى يتمكن من تصفية وتنقية الممارسات المعيبة داخلها، موضحًا أن هذا أمر مطلوب خاصة بعد أن فضح ترامب الممارسات الإعلامية من قِبل هذه الوسائل التي إنحازت بشكل كبير لهيلاري كلينتون، ما أفقدها الثقة لدى الجمهور الأمريكي، فضلًا عن عدم مصداقيتها أثناء تغطية الانتخابات الأمريكية والذي أكده نجاح ترامب.
وأوضح الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، أن الإعلام الإخباري الأمريكي، انحاز انحيازًا سافرًا لصالح هيلاري كلينتون ضد منافسها الرئيس المنتخب الجديد دونالد ترامب، ما تسبب في تضليل الجمهور الأمريكي والعالم وحرف اتجاهاته عن الحقيقة، متابعًا أن الشعب الأمريكي تزعزت ثقته في وسائل الإعلام الأمريكية؛ ما يجعله يعيد التفكير مجددًا فيما إذا كان يمكنه أن يعتمد عليها مجددًا أم لا.
ولفت عبد العزيز، في تصريحاته لمصراوي، إلى أن بعض الانحياز الإعلامي كان متعلق بمناهضة شعبية ترامب، بسبب التمركز الجيد لـ"هيلاري" التي استغلت نفوذها، لأنها جزء من الإدارة الأمريكية السابقة، فضلًا عن دعم الإدارة الحالية لها، بحسب قوله.
وشدد عبد العزيز على أن مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" لعبت دورًا مهمًا، وانحازت إلى "هيلاري"، موضحًا أن قيادات بالحزب الجمهوري الذي ينتمي له "ترامب" اجتمعوا مع قيادات "فيسبوك" في شهر مايو الماضي لتقديم تقارير تثبت انحياز"فيس بوك" لـ"هيلاري" وأيضًا لمطالبتهم بتغطية مهنية للمرشحين للرئاسة الأمريكية. وتعهد لهم "مارك زوكربيرج" الرئيس التنفيذى لشركة فيسبوك ببحث هذه التقارير واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأردف عبد العزيز أن ترامب كان يواجه لعبة إعلامية مزدوجة، لذا كان يجب على الإعلام الأمريكي إعادة النظر في تغطيته للانتخابات الامريكية التي خرجنا منها جميعًا بدرس هام جدا هي أن وسائل الإعلام قد تعزز خطوات مرشح ولكن لا تستطيع أن تصل به إلى مقعد الرئاسة، بحسب قوله.
فيديو قد يعجبك: