بعد انفجار الكاتدرائية.. خبراء: "التعامل الأمني فقط لمواجهة الإرهاب لا يكفي"
كتب - مصطفى المنشاوي:
شهدت القاهرة والجيزة، انفجارين متتاليين في الهرم والأخر بالكاتدرائية بالعباسية؛ ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين، وهو ما يعد تطورًا في خطط التنظيمات الإرهابية داخل التجمعات السكانية والمدن وفقا لخبراء أمنيين.
ويرى خبراء عسكريين وأمنيين أن ما يحدث من تفجيرات وأعمال إرهابية يحتاج إلى مساندة شعبية لقوات الأمن حتى تستطيع أن تحقق الأمان.
ويقول اللواء فؤاد علام، نائب رئيس مباحث أمن الدولة سابقًا، إن ما يحدث من ضربات إرهابية أمر متوقع، معتبراً أن الإجراءات المتبعة غير كافية، منتقداً مكافحة الإرهاب أمنياً فقط.
وأوضح علام لمصراوي، أن موجهة الإرهاب تحتاج إلى إنشاء مجلس قومي لمكافحة الإرهاب، ومجلس أمن قومي عربي لمكافحة الإرهاب، خاصة أن تنظيم داعش والتنظيم الدولي للإخوان يضم في صفوفه علماء وخبراء يعملون وفق استراتيجية متكاملة "سياسية واقتصادية وإعلامية ودينية وأمنية"؛ لتجفيف منابع استقطاب الشباب والمواجهة الشاملة.
وشدد علام على أن اللجوء للحل الأمني فقط سيطيل أمد المواجهة، ويضاعف الخسائر، مشيرا إلى وقوف جهات دولية خلف هذه التنظيمات بالشرق الأوسط، معتبراً أن الأمن القومي العربي مستهدف ما يتطلب وحدة الصف واستخدام الأساليب العلمية في المواجهة.
ووقع انفجار بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية صباح اليوم الأحد أدى لوفاة 23 شخصاً وإصابة أكثر من 45 أخرين.
ويقول علام، إن التعامل مع الإرهاب كقضية أمنية فقط ثبُت فشلها على مدار 45 عاماً. وأضاف "عندما ظهر الإرهاب في عهد الملك فاروق مع تأسيس جماعة الإخوان، تم التعامل معه كقضية أمنية فقط، وكانت النتيجة اغتيال النقراشي والخازندار، وتنفيذ 38 جريمة إرهابية، وعقب ثورة 1952 تم التعامل مع الإرهاب بذات الطريقة، فكانت محاولة اغتيال عبدالناصر، و22 عملية إرهابية أخرى، ثم اغتيل الرئيس السادات."
وتوقع اللواء مجدي البسيوني، أن التنظيمات الخارجية تدفع الكثير من الدولارات لمن وصفهم بـ"ضعفاء الأنفس" في مقابل تنفيذ عمليات إرهابية لزعزعة استقرار هذا البلد.
وأوضح البيسوني لمصراوي، أنه يجب على قوات التأمين أحكام الرقابة والتفتيش، مطالباً بإحالة المتهمين في القضية الإرهابية إلى المحاكم العسكرية، مضيفًا أن ما يحدث من تفجيرات في هذه الأيام يرتبط كثيرًا بحكم إعدام حبارة والقبض على نجل الرئيس المعزوع محمد مرسي، مطالبًا الأمن بتوقع الضربات والاستعداد الجيد لها.
وشدد على ضرورة التكاتف بين الشعب المصري وقوات الأمن، مطالبا بضرورة وضع كاميرات مراقبة في جميع المنشأت الهامة بمختلف محافظات الجمهورية لسهولة رصد هذه العمليات.
ويقول اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، إن ما يقوم به الإرهاب الآن من تفجيرات داخل المدن، يهدف إلى عدم تركيز قوات الأمن على أماكن محددة لملحقتهم، مضيفًا أنهم الآن يستغلون نقاط الضعف الموجودة في اماكن التأمين وذلك من خلال مساعدة من وصفهم بـ"الخونة" والجهات الخارجية التي تمولهم.
وأضاف مسلم لمصراوي، أن أسلوب التأمين يحتاج إلى إعادة نظر في توزيع القوات بمختلف تخصصتها الثابتة والمتحركة، وذلك من خلال تزويد الكمائن الثابتة، والمتحركة.
وعن إمكانية الاستعانة بقوة مكافحة الإرهاب الموجودة بسيناء، يقول الخبير الاستراتيجي، إن تلك القوات تعمل في نطق محدد مثل سيناء، مضيفًا أنه يجب الاستعانة بقوة الشعب التي تعد كلمة السر في ايقاف التوغل الإرهابي وذلك من خلال الإبلاغ عنهم وامداد قوات الأمن بالمعلومات.
وشهدت محافظتي القاهرة والجيزة خلال العام الجاري، أعمال إرهابية، استهدافت كمين شرطة بالهرم، و سيارة شرطة بحلوان، ومحاولة اغتيال على جمعة مفتى الديار السابق، واغتيال العميد عادل رجائي، ومحاولة اغتيال لمستشار أحمد أبوالفتوح عضو اليمين في الدائرة 6 بجنايات القاهرة، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعداغتيال رئيس قسم مرور المنيب، واستهداف كمين المفارق بالبدرشين بالجيزة.
فيديو قد يعجبك: