نقاد عن "نجيب محفوظ": كان يعطي حرية الفهم للقارئ
كتبت – نسمة فرج:
استضافت القاعة الرئيسة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 47، اليوم الأحد، ندوة " نجيب محفوظ مثقفا ليبراليا" بحضور القاص والروائي محمد عبد النبي والناقد الدكتور هاشم توفيق.
وقال محمد عبد النبي أن تعريف أديب نجيب محفوظ كونه ليبرالي مثقفا هو تعريف واسع وهناك الكثير من الكتب كثير تحدثت عن نجيب محفوظ موضحا أن كل زوايا بتأكد البعد الليبرالي عند نجيب محفوظ.
وتابع عبد النبي أن تأول إلى ما نحن نريد وبالبراهين وإذا أردنا أن نؤكد أن محفوظ ليبرالي سوف نجد هذا وإذا أردنا أن نقول نجيب ملحدا كافرا نجد ذلك أيضا
وتحدث القاص والروائي عن علاقة نجيب محفوظ بالشاعر نجيب محفوط قائلا أن سرور راي ألا يدخل إلى الثلاثية، والتي أطلق عليها قصر التيه، من غير نية مسبقة، من غير علامة أو دليل هادٍ، أو بتعبيره هو "مفتاح" للعمل الفني، ووجد مفتاحه هذا في أزمة المرأة في مجتمع ينتقل من النمط الإقطاعي إلى النمط البرجوازي، في حقبة تحوّل تاريخي للمجتمع المصري. وهو ما أن استراح لاختياره شُعلته هذه، حتى اندفع يحلل الثلاثية ماضياً في قصر التيه على هدي هذه الشعلة وحدها، مستعيناً بتحليل مادي جدلي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وأضاف عبد النبي أن سرور اكد على أهمية الشخصيات في عمل نجيب محفوظ. والمجال الداخلي أغنى دائماً بالدلالات من الواجهة المباشرة"، ورحلته هذه تكتظ بتأويلاته للمجال الداخلي، وتمتليء بتفسيراته الخاصة لمحتوى ومضمون تلك الإشارات الخفية، والتي تؤدي كلها بالضرورة إلى النتيجة نفسها: إشارات تمرد وعلامات على الثورة الباطنية
وتابع القاص لعل تقدمية محفوظ في كتاباته، إن أصررنا على هذا المصطلح، لم تكن من النوع الصارخ الطائش، كما لم تكن تصدر عن قصدٍ واعٍ ومبيّت النية مسبقاً، بقدر ما نبعت ببساطة عن عمق بصيرة فنية، وحساسية لا تحوزها إلا الأرواح الكبرى، مهما بدا هذا كلاما ميتافيزيقياً بلا أساس صلب. سرور نفسه لا يستبعد هذا، ويشير في غير مرة أنه ربما كتب محفوظ هذا عن غير وعي أو أن القاريء الجاد يمكنه أن يضيء للكاتب نفسه ما خفي في لا شعوره من دلالات وتضمينات، ويمكننا الاتفاق معه تماماً في هذا.
وأوضح عبد النبي أن قراءة تظل سرور مجرد قراء، مهمة ومبدعة في أجزاء كثيرة منها، لصرح الثلاثية، كما تبقى الثلاثية – مثل كل عمل فني عظيم - أكبر حتى من مبدعها، إذ امتلكتْ – من زمان – حياتها الخاصة، حياتها التي تعيد إنتاج ذاتها مع كل قراءة، مع كل قاريء يسكن إلى سطورها فينفخ كلٌ منهما في صاحبه من روحه، من غير أن يضطر أحدهما – لا النص ولا قارئه – أن يتسلط على الآخر، مجرداً إياه من كل شيء لا يتفق مع قناعاته وتصميمه الضمني.
لقد أدرك نجيب سرور – بروحه المتقدة، وحساسية نظرته الفنية – مقدار اتساع عالم محفوظ، فيما خزلته تجربته وقناعاته عند التوغل في قصر التيه، لكنه مع هذا لا ينكر أن "محفوظ قدوة لكل المخلصين لفنهم، ليوقنوا كما أيقن هذا الرجل أن قوى العالم أجمع لا يمكنها أن تقتل فنانا أصيلا، وأن نقاد العالم أجمع لا يستطيعون أن يخلقوا من الأقزام عمالقة ولا من العمالقة أقزاما، وان النصر في النهاية للإخلاص والإصرار والثقة بالنفس واحترام الكلمة.
قال الدكتور هاشم توفيق، أن نجيب محفوظ بالنسبة له هو الشيخ الطريقة التي يحاول السير على خطاه مضيفا أن أديب نوبل كانت عنده بذرة ليبراليه فمثلما كان يطالب بحرية والكتابة كان يعطى للمتلقي حرية الفهم.
وأوضح توفيق أن الأم كانت لها دور رئيسي في تكوين شخصية نجيب محفوظ فكان الأديب بصحبة أمه فكان دائم الخروج إلى الحسين وحضور حلقات الذكر وكانت تصاحبه ايضا إلى المتحف الإسلامي وكنيسة ماري جرجس وربي ذلك عنده مبدا التسامح.
وتابع هاشم توفيق أن الميتافيزيقا كانت احدي المكونات الرئيسية أيضا في شخصية نجيب محفوظ الفنية لان الميتافزيقا تنمي عند الكاتب الخيال الأقرب للواقع.
فيديو قد يعجبك: