ننشر نص البيان المشترك للرئيس السيسي ونظيره الكازاخي
أستانا - أ ش أ
أكدا الرئيسان عبد الفتاح السيسي، ونظيره الكازاخي، نازار بايف، تطابق وجهات نظر كلا من مصر وكازاخستان، بما يسهم في تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين البلدين.
كما أكدا، وفق البيان المشترك للرئيسين في ختام زيارة الرئيس السيسي لجمهورية كازاخستان، أهمية الحوار، وتنسيق الجهد؛ لمعالجة المشاكل الملحة والإقليمية، من خلال آليات المشاورات الثنائية، وفي إطار المنظمات الدولية والإقليمية.
وفيما يلي نص البيان:
تلبية لدعوة فخامة الرئيس نور سلطان نازار بايف، قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة رسمية إلى جمهورية كازاخستان في 26- 28 فبراير عام 2016.
تعد هذه الزيارة الرسمية دليلًا واضحًا على تطلعات شعبي وحكومتي البلدين، لبذل كل الجهود؛ بهدف تعزيز الصداقة والتعاون المشترك، من أجل تحقيق التقدم المتواصل لكلا البلدين، ودعم الأمن الدولي والإقليمي، والتأكيد على مبادئ المساواة والشراكة والحوار في العلاقات الدولية.
خلال المحادثات، ناقش الرئيسان نور سلطان نزار باييف، وعبد الفتاح السيسي، مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية، وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الجانبان على أن محادثات القمة التي عقدت في أستانا، والاتفاقيات التي تم التوصل إليها، ستفتح فصلًا جديدًا في تاريخ العلاقات الكازاخستانية المصرية، كما ستعطي دفعة قوية لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وأشار الجانبان، إلى أهمية الحوار، وتنسيق الجهود التي تهدف إلى معالجة المشاكل الملحة والإقليمية، من خلال آليات المشاورات الثنائية، وكذلك في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومؤتمر التفاعل، وتدابير بناء الثقة في آسيا، وغيرها من المنظمات الدولية.
وتعبيرًا عن التأييد لمبادرة رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف، لعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية باعتباره عاملًا هامًا في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات في العالم، أكدت مصر رغبتها في الاستمرار في المشاركة بنشاط وعلى أعلى مستوى في هذه العملية.
ويثمن الجانب المصري مبادرة الرئيس نور سلطان نزار باييف، رئيس جمهورية كازاخستان، حول إنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي يكون مقرها في أستانا، كما رحب الجانب الكازاخستاني بتوقيع جمهورية مصر العربية على ميثاق المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، واتفق الجانبان على التعاون الوثيق والدعم المتبادل في إطار تلك المنظمة.
وتعتزم جمهورية مصر العربية المشاركة بفعالية في معرض (اكسبو2017) الذي سيعقد في أستانا، حيث أن شعاره "طاقة المستقبل" الذى تم اختياره لمعرض اكسبو 2017 يهدف إلى تسليط الضوء على موضوع مصادر الطاقة البديلة، وهو ما يعد أمرًا بالغ الأهمية لمصر، ويتوافق أيضًا مع استراتيجيات حكومة جمهورية مصر العربية، في تشكيل مستقبل الطاقة في البلاد.
من جانبها، أعربت جمهورية كازاخستان عن استعدادها لدعم طلب مصر؛ للحصول على وضعية شريك حوار في منظمة شانغهاي للتعاون، بما يسهم فى تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين البلدين.
عرض الجانب الكازاخستاني رؤيته في إنشاء منظمة للأمن والتنمية في آسيا، على أساس مؤتمر التفاعل، وتدبير بناء الثقة في آسيا، وأخذ الجانب المصري علمًا بالمقترح الكازاخستاني.
وناقش الجانبان أهم القضايا الدولية، وتطرقا لجميع القضايا الحيوية على جدول الأعمال الدولي المعاصر، ونظرًا لتشابه المواقف بين الدولتين، اتفق الجانبان على توطيد التعاون الوثيق في قضايا مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني وغيرها من القضايا الدولية الأخرى.
اتفق الجانبان على أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني، جاءت ردًا على التهديدات المعاصرة التي تهدف إلى تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، وفي هذا السياق أعرب الجانب الكازاخستاني عن دعمه لجهود الحكومة المصرية والأزهر الشريف في مكافحة التطرف الديني والراديكالية، وسعيه لنشر أفكار التسامح والجوهر السلمي للإسلام.
وأكد الجانب المصري التزامه القوي بمكافحة الارهاب وتشجيع كافة المبادرات التي طرحت لمكافحة الارهاب، بما فيها مبادرة الرئيس نور سلطان نازار باييف لإنشاء "تحالف الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب"، استنادًا إلى مواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأعربت جمهورية كازاخستان عن امتنانها لجمهورية مصر العربية، على تأييدها لقرار الأمم المتحدة بشأن اعتماد "الإعلان العالمي لبناء عالم خال من الأسلحة النووية"، بمبادرة من رئيس جمهورية كازاخستان في عام 2010 في واشنطن، ومن جانبها تدعم كازاخستان مبادرة القاهرة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
تعرب مصر وكازاخستان عن أسفهما لفشل المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي، في إصدار وثيقة ختامية بالرغم من جهود كافة الأطراف في هذا الشأن.
كما تعربان عن خيبة أملهما في ضوء أن فشل المؤتمر أعاق التوصل لتوافق حول تدابير جديدة بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى، وهو الأمر الذي يمكن أن يقوض الجهود الرامية لتعزيز نظام عدم الانتشار ككل.
وتشدد كل من مصر وكازاخستان على الحاجة الملحة لتنفيذ القرار حول الشرق الأوسط لعام 1995، والذي يعد أساس التمديد اللانهائي لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
أولى الجانبان اهتمامًا خاصًا بقضايا التعاون التجاري والاقتصادي، واتفق الجانبان على ضرورة إعطاء دفعة جدية للتعاون في هذا المجال، وتشجيع أنشطة مجلس الأعمال المشترك، الذي يهدف إلى تعزيز إقامة اتصالات فعالة بين رجال الأعمال في البلدين، وفي هذا الصدد، يرحب الجانبان بعقد الاجتماع الرابع لمجلس الأعمال في إطار الزيارة.
رحبت كازاخستان برغبة مصر في إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي اليوروآسيوي، استنادًا إلى ثقتها في أن اشتراك البلدين في هياكل التكامل المختلفة سوف يفتح آفاقًا جديدة لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي.
واتفق الجانبان أيضًا على السعي نحو توقيع اتفاقية بين حكومتي البلدين حول تجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول سبل تطوير التعاون في مجال الفضاء.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول تعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع.
وتم تحديد المجالات الاقتصادية الواعدة، التي يمكن التوصل إلى شراكة مفيدة للطرفين فيها، لتشمل الزراعة والصناعات الدوائية، والسياحة، والبنية التحتية، وصناعة المنسوجات، والأثاث ومواد البناء.
ومن أجل تشجيع التدفق السياحي المتبادل والعلاقات التجارية، اتفق الجانبان على العمل نحو استئناف رحلات الطيران المباشرة المنتظمة بين البلدين، كما توافق الطرفان حول ضرورة إعطاء دفعة جادة للتعاون في المجال التجاري والاقتصادي، وتشجيع نشاط مجلس الأعمال المشترك الذي يساهم في إقامة علاقات التعاون الفعالة بين رجال الأعمال لكلا البلدين، في هذا الصدد، رحب الجانبان بعقد الجلسة الرابعة لمجلس الأعمال المشترك أثناء الزيارة.
أشار الجانبان إلى أهمية الحفاظ على الديناميكية الحالية للحوار الثقافي، وأكدا رغبتهما المتبادلة في توسيع نطاقها بهدف تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين.
اتفق الجانبان على التباحث حول إبرام اتفاقية بين حكومتي البلدين، حول إنشاء المراكز الثقافية، وتنظيم عملها ونشاطها في كلا البلدين.
وتم بحث سبل مواصلة تطوير "الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية"، بالإضافة للدعم الذي تقدمه مؤسسة الأزهر الرائدة في التعليم الإسلامي والفكر الإسلامي المعتدل.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والعلمية في البلدين، وتسهيل تبادل الطلاب والخبراء، بما في ذلك عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية.
واتفق الجانبان على استمرار التنظيم المتبادل لأيام ثقافية في البلدين، وأسبوع السينما، والمشاركة في العديد من المهرجانات في مجال الفن والفولكلور والفنون الشعبية، والمزيد من التوسع في التوأمة بين المدن والمناطق الرئيسية والمحافظات في كازاخستان ومصر.
كما تم التأكيد على أهمية الانتهاء من أعمال الترميم في مسجد السلطان بيبرس في القاهرة، فشخصيته تشكل ارتباطا تاريخيًا هامًا يعمل على ربط وتعميق أواصر الصداقة التي امتدت لعقود عديدة بين الشعبين الكازاخستاني والمصري.
ورحب الجانبان بإنشاء جمعية "الصداقة الكازاخستانية-المصرية"، التي تهدف إلى تعزيز وتطوير علاقات الصداقة بين البلدين، واتفق الجانبان على تقديم الدعم الكامل لأنشطتها.
وقد أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، لنظيره الكازاخستاني، والشعب الكازاخستاني، عن امتنانه لحسن الاستقبال والحفاوة التي حظى بها الوفد المصري، كما أشاد بنتائج زيارته الرسمية الأولى إلى جمهورية كازاخستان.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الدعوة لفخامة الرئيس نورسلطان نزارباييف، لزيارة مصر في أقرب فرصة، وقبل السيد الرئيس نور سلطان نزارباييف الدعوة، ووعد بتلبيتها في القريب العاجل.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: