بالصور.. "مصراوي" في رحلة لجزيرة تيران بعد أيام من تركها للسعودية
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتب- محمد مهدي ومحمد أبوليلة:
تصوير- علاء القصاص:
البحر كان هادئًا، في الثانية ظهرًا، لكن السماء حملت ضجيجا صادرًا من طائرة هليكوبتر تابعة لقوات متعددة الجنسيات، غادرت منذ دقائق جزيرة تيران بخليج العقبة، لفتتّ انتباه ركاب "يخت" صغير يتهادى، متجهًا ناحية المنطقة المشهورة سياحيًا بكثرة الشعب المرجانية، بعد أيام قليلة من تنازل مصر لدولة السعودية عنها وجزيرة أخرى تسمى "صنافير"، وفق ما جاء في بيان الحكومة المصرية، السبت الماضي، وحينما صار المركب قاب 500 مترًا من الجزيرة كان أحد الركاب يتسأل "يا ترى ممكن يجي يوم ومنقدرش نيجي هنا تاني؟".
قبل تلك اللحظة بنحو4 ساعات، كانت إجراءات عدة خضع لها ركاب "اليخت" للموافقة على ذهابهم إلى "تيران"، في منطقة مُكدسة بالمكاتب بالقرب من خليج نِعمة، وقف أحد الموظفين مطالبًا إياهم بإبراز بطاقة الرقم القومي وملأ بياناتهم في ورقة مررها لهم "فيه شوية إجراءات لازم نخلصها عشان ناخد تراخيص من جهاز حماية الساحل والمخابرات" قالها غواص مرافق للركاب أثناء مساعدتهم على إتمام المطلوب.
عبر بوابة حديدية يرافقها عدد من رجال الشرطة، مر الركاب الذي لم يتعدَ عددهم 15 شخصًا، بعد تفتيش حقائبهم، صعدوا إلى إحدى اليخوت، تلقوا تعليماتهم الأولى من أحد الغواصين "أمانكم الشخصي أهم حاجة، هنتحرك كمان دقائق"، انتشروا في أرجاء اليخت، مر الوقت دون أن ينطلقوا، قبل أن يصعد رجل حليق الرأس تحمل شفاه العليا شاربًا كثًا، يرتدي ملابس مدني مطالبًا عدد من الركاب بإبراز بطاقتهم الشخصية، نظر إليهم بريبة، ثم غادر المكان "متقلقوش.. دا عسكري مخابرات.. ودا شيء روتيني" ذكرها قائد اليخت قبل أن يبدأ رحلته.
داخل الكابينة الخاصة بالقيادة، وقف عم "ربيع" رجل خمسيني، يعمل منذ 20 عاما في شرم الشيخ، رحلته إلى "تيران" يومية، ينظر إلى البحر بسأم "سمعنا أخبار تيران طبعًا، مفيش حاجة اتغيرت في الشغل الصراحة، لكن الحركة نايمة عموما من ساعة الطيارة اللي انفجرت"، يتحسر على تلك الأيام التي كان فيها الرزق بـ "الكوم".
ما جرى في "تيران" كان حاضرا في أحاديث من اعتلوا اليخت، خاصة العاملين به، الخوف من شُح الرزق يطاردهم "الدنيا نايمة بقالها فترة، فيه 400 مركبة كانت بتطلع كل يوم تيران ورأس محمد، دلوقتي قلوا عن الأول" ذكرها "كريم " أكبر الغواصين سنًا على اليخت، فيما غاب أي ذِكر لجزيرة صنافير "محدش بيروحلها.. أكل عِشنا كله في تيران".
بعد نحو ساعة من التوغل في البحر، توقف "اليخت"، خلع "أحمد" شاب عشريني ملابسه مرتديًا "لايف جاكت" كأنه يعلم بخطوات الرحلة مسبقًا "مواظب السنين اللي فاتت على رحلة تيران، لما حصل القرار الأخير قولت ألحق أجي قبل ما الأمور تتغير"، يصعد "كريم" يُخبر الراغبين في السباحة والغوص بالاستعداد، ينظرًا إلى "كريم" مبتسمًا، يشرح هو وطاقمه كيفية ارتداء الملابس الخاصة بنزول المياه، طرق النجاة من أية مخاطر، ضرورة الابتعاد عن أي تصرف قد يؤذي الشعب المرجانية، والعودة سريًعا لاستكمال الرحلة "بعدها هنقرب على تيران.. نغطس تاني ونتغدى.. ونكمل يومنا".
على أحد أطراف اليخت، يتابع "كريم" حالة البهجة الطاغية لمن قرروا النزول في مياه البحر، ويراقب حركة الغواصين والعاملين "عددنا قد الركاب بالظبط، نفس العدد كان يشغل 3 مراكب، بس فين الشغل، الوضع صعب من فترة"، في شهور ماضية كان ثمن الرحلة يُكلف الزائرين نحو 200 جنيها وأكثر، الآن قد يصل في بعض الأوقات إلى النصف لأن "السوق نايم خالص"- على حد وصفه.
تحرك اليخت مرة أخرى، مقتربًا أكثر من "تيران"، بقى مئات من الأمتار، فيما كانت طائرة هليكوبتر تمر من فوقهم مباشرة "قوات دولية بتحمي الجزيرة" يعلو صوت قائد اليخت بتلك الكلمات، بينما تتجه أعين الركاب ناحية المحمية، يطالب أحدهم بسرعة الوصول إليها، قبل أن يأتيه الجواب المفاجئ "عليها قوات أمن، والترخيص من خفر السواحل بيمنعني أقرب منها، على الأقل لازم مسافة بينا 500 متر، وملهاش مداخل، اللي بيروحها بالطيارة بس".
دار اليخت بالقرب من "تيران" بدت الجزيرة ككتلة ضخمة وسط المياه، يعلوها ما يشبه جبلين، يتحرك عليها أفراد من قوات الأمن، يأتي إليها وافدين من كل حدب وصوب، لكن الوصول إليها مستحيلًا، كُتب على من يرغبها الاقتراب فقط دون دخولها، غير أن كل هذا الصخب الدائر حولها بات مُهددًا بالانقطاع والفناء، بعد أن آل حكمها إلى آل سعود بالمملكة العربية السعودية.
فيديو قد يعجبك: