إعلان

بعيدًا عن لافتات الترحيب.. ماذا حققت زيارة الرئيس الفرنسي لمصر؟ -(صور)

10:20 ص الثلاثاء 19 أبريل 2016

زيارة الرئيس الفرنسي لمصر

كتب- أحمد لطفي:

تصوير- علاء القصاص :

بأعلام مصر ولافتة باللغة العربية مكتوبة عليها "مرحبا بكم في مصر" وآخري باللغة الفرنسية، التي انتشرت في شوارع محافظتي القاهرة والجيزة خلال الأيام الماضية، رحبت مصر بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بزيارته الرسمية التي بدأت الأحد الماضي وانتهت اليوم الثلاثاء؛ وتأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وفرنسا، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً.

واتاحت تلك الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث رافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أخذاً في الاعتبار أن فرنسا تُعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 حوالي 2.6مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة، وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن اتفق مع نظيره الفرنسي على تنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين، واستعراضا أهمية مواجهة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجه العالم سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أوروبا، الأمر الذى بات يستلزم تنسيقاً أكبر للجهود المبذولة لمواجهة التحديات.

مشروعات اقتصادية

ووقع الجانبان المصري والفرنسي، مجموعة من الاتفاقيات لتعزيز العلاقات بين البلدين، هم اعلان نوايا بين وزارة دفاع الجمهورية الفرنسية ووزارة دفاع جمهورية مصر العربية بشأن التعاون في مجال الفضاء، واتفاق منحة توصيل الغاز للمنازل بمبلغ 68 مليون يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي وتديرها الوكالة الفرنسية للتنمية، واتفاق تسهيل ائتماني مبسط لتمويل انشاء مركز تحكم إقليمي بمنطقة الدلتا بمبلغ 50 مليون يورو.

واتفق الجانبان، على اعادة تأهيل ترام رمسيس- هليوبوليس قرض بمبلغ 80 مليون يورو، واعلان مشترك للتعاون في مجال الطاقة والنقل الحضري وتطوير الطاقة المتجددة، خطة عمل للتعاون الاقتصادي والصناعي والعلمي والفني في مجال التدريب المهني للأعوام 2016-2017؛ فضلا عن اعلان نوايا في مجال الحماية الاجتماعية والتعاون في مجال السياحة والثقافة، وعقد أعمال لتصميم وتنفيذ مشروع مترو أنفاق القاهرة الكبري (الخط الثالث)، وخطاب نوايا للتعاون في مجال الغاز بين شركة إيجاس وشركة Engie الفرنسية، واتفاق تعاون في مجال الكهرباء بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة Grid.

تنشيط السياحة

وبعث أولاند برسالة طمأنينة من قلب المتحف القبطي، دعا فيها مختلف دول العالم لزيارة مصر، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد تعاونًا بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات، من بينها مجال العمل الأثري، خلال زيارته قلعة صلاح الدين الأيوبي والمتحف القبطي.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن مصر تعد مقصدا سياحيا جاذبا للسائحين الفرنسيين، منوهاً إلى الارتباط الوثيق بين السياحة وتحقيق الأمن والاستقرار.

وقد أعرب الرئيس عن اهتمام مصر باستعادة التدفقات السياحية إلى طبيعتها، مشيرا إلى استعداد مصر لاستقبال وفود أمنية من الدول الصديقة والمصدرة للسياحة إلى مصر، ومن بينها فرنسا، للتأكد من المعايير الأمنية المعمول بها في المطارات المصرية والمقاصد السياحية.

حال حقوق الإنسان

وحرص الرئيس الفرنسي على الاهتمام بموضوعات حقوق الإنسان في مصر. وفي هذا الصدد أكد الرئيس على أن مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة تعلي مبدأ سيادة القانون، مشددا على حرص مصر على تطبيق حقوق الانسان بمنظور شامل يتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق في التعليم الجيد والمسكن اللائق والرعاية الصحية المناسبة.

وأوضح الرئيس أنه لا يُمكن تناول السياق الحقوقي في مصر بمعزل عن ظروفها الداخلية وواقعها الاقليمي المضطرب، أخذاً في الاعتبار أن تعداد سكان مصر يبلغ 90 مليون نسمة وأن زعزعة استقرارها تعني تهديد استقرار منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى محاولات زعزعة أمن واستقرار مصر من خلال تصوير الأوضاع الداخلية بشكل يجافي الحقيقة، فضلا عن التشكيك في المؤسسات الوطنية للدولة المصرية.

الأزمة السورية

كما توافقت رؤى الرئيسين على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية تُعلي الخيارات الوطنية للشعب السوري وتتوافق مع إرادته الحرة، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية، وتأخذ بعين الاعتبار مكافحة الإرهاب، وإنهاء معاناة الشعب السوري. كما استأثر الشأن الليبي بجانب مهم من المباحثات.

وأكد الرئيس على أهمية دعم الجيش الوطني الليبي ورفع حظر السلاح المفروض عليه ليتمكن من بسط السيطرة والأمن في الاراضي الليبية، ويضطلع بمهامه في مكافحة الإرهاب. وقد عول الرئيس الفرنسي على دور مصر في تسوية الأزمة الليبية بما تتمتع به من علاقات جيدة مع البرلمان الليبي المعترف به دولياً وكذا مع الجيش الوطني الليبي.

وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى مصر حيث سبق أن شارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس 2015 تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

1

2

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان