خبراء يُجيبون: هل تتخلص مصر من العشوائيات في عامين كما طالب السيسي؟ - تقرير
كتب- إسلام الجوهري:
قال الرئيس السيسي، الخميس الماضي، خلال افتتاحه 32 مشروعًا جديدا في مدينة بدر، إن وزارة الإسكان والقوات المسلحة مسئولين عن إنهاء ظاهرة العشوائيات في مصر خلال عامين فقط، مؤكدًا أن هناك ضرورة للقضاء على المناطق غير الآمنة وتحويلها إلى مناطق تليق بمصر والمصريين بتكلفة 14 مليار جنيه مقسمة على عامين.
"الإسكان والقوات المسلحة مسئولين أمامي بالقضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة خلال عامين، مليش دعوة إزاي"، قالها السيسي، ولعل هذه التصريحات تُضفي نوعا من التحدي الصعب على وزارة الإسكان وصندوق تطوير العشوائيات للوفاء بوعود الرئيس أمام الشعب المصري.
تحركات وتحديات
في أول تحرك منذ تصريحات الرئيس عقد صندوق تطوير العشوائيات اجتماعا، اليوم السبت، لصندوق تطوير العشوائيات، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان؛ للبدء فى تنفيذ تكليفات الرئيس بتطوير المناطق العشوائية فى مختلف المحافظات خلال عامين فقط بدلا من 3 أعوام.
وأكد الدكتور أحمد عادل درويش، نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات، أن التحدى الأكبر الذى يواجه صندوق تطوير العشوائيات لتطوير هذه المناطق، يتمثل في نقل السكان، فهناك الكثير من المواطنين يرفضون ترك المنطقة ويفضلون البقاء بها بسبب اربتباطهم بالمكان معيشيا وتعليميا.
وأشار تقرير لوزارة الإسكان إلى أن تعداد سكان المناطق الخطرة العشوائية يصل إلى 850 ألف نسمه، بالإضافة إلى أن هناك 351 منطقة عشوائية غير آمنة، لافتًا إلى أن ثلث المناطق غير الآمنة تتركز في القاهرة الكبرى- وفقًا للتقرير.
مشروع الأسمرات
يأتي ذلك فيما أكد الدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان، أن قرب الانتهاء من مشروع "الأسمرات 1" كنموذج لتطوير العشوائيات الذي سيتم نقل إليه جزء كبير من سكان العشوائيات غير الآمنة بمناطق محافظة القاهرة، مشيرًا إلى أن الوزارة لديها خطط لتطوير المناطق غير المخططة والأسواق العشوائية.
وأكد درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات، أنه من المقرر أن يتم نقل سكان عشوائيات القاهرة في منطقة "الأسمرات" اعتبارًا من الشهر المقبل.
"خطة الإسكان"
وأشار مدبولي، إلى أن الوزارة لديها خطط للقضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنه التي تحدث عنها الرئيس السيسي، موضحا أن القضاء على ظاهرة العشوائيات بمحافظة القاهرة يتطلب توفير أكثر من 20 ألف وحدة سكنية، بتكلفة 3 مليارات جنيه، يتم حاليا الانتهاء من 16 ألف وحدة فى منطقة الأسمرات، والباقى سيتم ايجاد آلية لتوفيرها من خلال تطوير مناطق فى أماكنها، أو إعادة تطوير مناطق عشوائية قديمة بحيث يتم إنشاء عدد وحدات جديد بها.
أما عن تطوير العشوائيات فى باقي المحافظات، أكد عادل درويش، أنه تم البدء فى تطوير عدد كبير من المناطق العشوائية فى أكثر من محافظة من بينها (سوهاج، وقنا، وبورسعيد، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والسويس)، وأن كل منطقة عشوائية تحتاج لخطة منفصلة، فهناك مناطق يتم تطويرها فى نفس المكان دون لحاجة لنقل السكان، وهناك مناطق لا تصلح لبقاء السكان بها أكثر من ذلك.
كذلك أعدت وزارة الإسكان خطة خاصة لسيناء، فهناك 22 منطقة عشوائية بمحافظة شمال سيناء، منها 10 مناطق بمدينة العريش سيتم تطوريهم، وكذلك سيتم توفير المسكن المؤقت للمتضررين هناك.
"أرقام خاطئة.. ونحتاج وقتًا أكبر"
وبشأن القضاء على مشكلة العشوائيات نهائيا في مصر، يقول الدكتور سيد قاسم خبير العشوائيات، إنه لا يمكن خلال فترة محددة القضاء عليها، وأن "الرئيس متفائل جدًا بشأن القضاء على العشوائيات في مصر كان الله في عونه في ذلك"، لكن كل ما نستطيعه حاليًا هو تجميل هذه المناطق فقط، وأن القضاء عليها في فترة سنتين سيكون مستحيل- وفقًا لقاسم.
بينما يرى الدكتور حمدي عرفة خبير إدارة محلية واستشاري تطوير المناطق العشوائية، أن إحصائية المناطق العشوائية الخطرة التي قدمتها وزارة الإسكان للرئيس "خاطئة"، مضيفًا أن "مصر فيها حوالي 1200 منطقة عشوائية خطرة، وليس 351 فقط كما زعم تقرير الحكومة".
وأضاف عرفة، أننا "لا نمتلك برامج مدروسة ولا خطط زمنية، وأن التصريحات جاءت من الحكومة لتهدئة الناس فقط، فنحن نحتاج علي الأقل 5 سنوات لكي نقضي على المناطق العشوائية الخطرة وليس سنيتن فقط"، مستشهدًا بدول مثل الهند والبرازيل والمكسيك، قائلًا: "هذه الدول ظروفها كانت مشابهه لمصر وقضت على المناطق العشوائية الخطرة في تلك الفترة".
من جانبه، أكد الدكتور سيف فرج الدين، الخبير الاقتصاد العمراني، على ضرورة وضع برنامج مكثف تكون فترته الزمنية لمدة 15 عامًا لنقل وتطوير جميع المساكن العشوائية في مصر، وهدفه هو القضاء نهائيًا على مظاهر البناء العشوائي وغير الآمن وتطوير جميع المناطق العشوائية، مضيفًا أن 15 عاما فترة كافية للقضاء على كل العشوائيات بمصر- على حد تعبيره.
"الأهالي يمتنعون"
تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مناقشته لأزمة العشوائيات، أن "الدولة تتفهم صعوبة رفض بعض الأهالي لترك مساكنهم التي تصنف من ضمن المساكن العشوائية، وأن الدولة تسعى لحل ذلك بتطوير مساكنهم الأصلية"، في حين يرى وزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي، أنه سيتم نقل بعض الأهالي إلى مناطق سكنية بديلة على أعلى مستوى، وفي نفس الوقت تطوير بعض المناطق العشوائية الخطرة التي يرفض الأهالي تركها.
وفي ذلك يقول سيد قاسم خبير العشوائيات، إن ترك أهالي العشوائيات لأماكنهم أمر صعب تمامًا، وأن الأسهل بدلًا من البناء أنه يتم تطوير سكنهم، مضيفًا "الدولة عليها أن تبذل المزيد من الجهد في مسالة العشوائيات".
وفي هذا الصدد، يرى الدكتور سامح العلايلي، عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق بجامعة القاهرة، أن مقترحات الحكومة بتوفير مساكن بديلة لـ850 ألف مواطن في العشوائيات شىء جيد، ولكن يجب أن تتوافر بها الخدمات المتكاملة من أجل أن يستجيب المواطنين لمشروع النقل السكني لهم، لأن كل مصالحهم وحياتهم الأسرية مرتبطة بهذه المناطق.
فيما قال سيف الدين فرج، إن نقل المواطن من مكان لآخر لابد من توافر ثلاثة أشياء "سكن، عمل، خدمات متكاملة"، مؤكدًا أن ذلك من شأنه حل المشكلة جذريًا.
فيديو قد يعجبك: