لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السيسي في أسبوع: خطاب تعزية.. وتوجيهات بوأد فتنة المنيا

11:01 ص الجمعة 27 مايو 2016

عبد الفتاح السيسي

القاهرة - أ ش أ

شهد الأسبوع الماضي، نشاطًا مكثفًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، على الصعيدين الداخلي والخارجي، فقد افتتح التوسعات بمجمع شركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) بدمياط، وتابع إنشاء عدد من المناطق الصناعية في مختلف المحافظات، وتنفيذ مشروع المتحف الكبير، وبحث توسيع التعاون مع شركة جنرال إليكتريك، وتسلّم أوراق اعتماد 10 سفراء جُدد، واستقبل وفدًا من البرلمان الفرنسي، وأجرى مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، ومع وزير خارجية كندا.

واستهل الرئيس السيسي، نشاطه الأسبوعي باستقبال جيفري إيمِلت، رئيس مجلس إدارة شركة "جنرال الكتريك" العالمية، وعدد من قيادات الشركة، بحضور وزيريّ الكهرباء والنقل، حيث أشاد الرئيس بنشاط الشركة، وحجم أعمالها في مصر عبر سنوات طويلة، مشيرًا إلى ترحيب مصر ببحث وتعزيز التعاون مع الشركة في مجالات عملها المختلفة، خاصةً في ضوء توجه الحكومة المصرية نحو إنشاء مناطق صناعية جديدة.

وتم خلال اللقاء استعراض عددٍ من مشروعات التعاون المقترحة؛ من أجل تنفيذها في مصر في العديد من المجالات، لاسيما قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة، والنقل والسكك الحديدية، والرعاية الصحية، والطيران.

واجتمع الرئيس السيسي بالمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، الذي عرض نتائج زيارته لبيروت مؤخرًا، والتي التقى خلالها مع كل من رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الوزراء ووزير الاقتصاد، وذكر المهندس طارق قابيل أنه تم الاتفاق مع الجانب اللبناني على تأسيس شركة مصرية لبنانية مشتركة للتصدير إلى إفريقيا، ووجّه الرئيس بأهمية المضي قدماً في إجراءات تأسيس هذه الشركة، معرباً عن دعمه التام ومساندته الكاملة لها، ومنوهاً بانفتاح مصر على افريقيا، وحرصها على تعزيز العلاقات مع أشقائها الأفارقة.

وقدم الوزير، خلال الاجتماع، تقريرًا عن التطورات الجارية لإنشاء عدد من المناطق الصناعية في مختلف المحافظات، وأشاد الرئيس بتوجه وزارة التجارة والصناعة نحو ربط استراتيجية الصناعة المصرية بالتصدير، وتحديد الصناعات التي سيتم إقامتها في كل محافظة من محافظات الجمهورية وفقاً لما تتمتع به من موارد طبيعية تساهم في إمداد تلك الصناعات باحتياجاتها من المواد الأولية اللازمة للتصنيع، وأكد على أهمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما يمثله من قوة دافعة للاقتصاد الوطني.

وافتتح الرئيس السيسي التوسعات بمجمع شركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) بدمياط الذي يُنتج نسبة 1% من الإنتاج العالمي لسماد اليوريا سنويًا؛ مما يمثل إضافة مهمة لصناعة الأسمدة في مصر، وبما يساهم في زيادة الإنتاج المحلي للوفاء باحتياجات المزارع المصري، في إطار عملية التنمية الزراعية التي تشهدها الدولة، بالإضافة إلى زيادة التصدير من الأسمدة المصرية، علاوة على توفير فرص العمل وتنويع مصادر الدخل، لاسيما بالنسبة لأبناء محافظة دمياط، وتقديم نموذج متميز لتعظيم القيمة المضافة لاستخدام الغاز الطبيعي.

واستمع الرئيس إلى شرح تفصيلي من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عن استراتيجية الوزارة التي تتضمن ستة أهداف، يأتي في مقدمتها جعل مصر مركزا إقليميا للطاقة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تكثيف أعمال البحث والتنقيب عن الغاز والبترول، وزيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي.

وأشار الرئيس إلى أهمية إيضاح الحقائق أمام الرأي العام، مؤكدًا ثقته في وعي المصريين الذي يزداد يوماً تلو الآخر، وشدد الرئيس على العلاقة الوثيقة بين تحقيق الاستقرار وإمكانية مواصلة أعمال البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة، وما يرتبط بها من توفير الموارد المالية، لافتًا في هذا الشأن إلى أن التوقف عن أعمال الاستكشاف لمدة 3 سنوات بدءًا من عام 2011 نظراً لما شهدته تلك الفترة من أحداث وتراجع للاستقرار أثقل كاهل موازنة الدولة بحوالي 60 مليار جنيه.

وألقى الرئيس كلمة استهلها بتقديم التعازي لأسر ضحايا طائرة مصر للطيران من المصريين والأشقاء العرب والأفارقة ومن الدول الصديقة، ودعا الحضور إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا، وأشاد الرئيس بأسلوب تعامل السلطات المصرية المعنية مع الحادث وتناوله، منوهًا بقيام وحدات الاستكشاف والإنقاذ من القوات البحرية والجوية بالتحرك على مسافة حوالي 290 كم من شواطئ الإسكندرية للبحث عن حطام الطائرة وانتشال الضحايا، فضلاً عن تشكيل خلية لإدارة الأزمة برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزير الطيران المدني.

ودعا الرئيس كافة وسائل الإعلام إلى عدم استباق النتائج حيث أن جميع فرضيات وقوع الحادث تظل قائمة ولا يتعين ترجيح إحداها على الأخرى إلى حين انتهاء تحقيقات النيابة العامة بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية، مؤكدًا أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات بشفافية تامة عقب التوصل إليها إلا أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت إلى حين استجلاء الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث.

ووجه الرئيس رسالة طمأنة خلال كلمته إلى الشعب المصري أكد خلالها على أن مصر تمضي بخطى واثقة على طريق التقدم والنهوض الاقتصادي، وذلك على الرغم من ازدياد الضغوط على مصر ومحاولات عرقلتها، ولفت إلى أن الشعب المصري يتميز بطبيعة متفردة فكلما ازدادت الصعوبات والعقبات كلما ازداد هذا الشعب إصراراً على التقدم والإنجاز وهو الأمر الذي يعكس الإرادة الصلبة للشعب المصري.

وتسلّم الرئيس السيسي أوراق اعتماد 10 سفراء جُدد يمثلون سريلانكا، ومالطا، والبوسنة والهرسك، وناميبيا، وسلوفاكيا، وليتوانيا، وأذربيجان، وكمبوديا، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا، ورحب الرئيس بالسفراء الجُدد، وتمنى لهم التوفيق في مهامهم بالقاهرة، مؤكدًا حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم في جميع المجالات.

ووجه الرئيس السيسي أجهزة الدولة بمحاسبة المتسببين في أحداث المنيا المؤسفة وإصلاح المنشآت المتضررة على نفقة الدولة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات فى إطار سيادة القانون، مؤكدًا أن مثل هذه الوقائع المثيرة للأسف لا تُعبر بأى حال من الأحوال عن طبائع وتقاليد الشعب المصرى العريقة.

واجتمع الرئيس السيسي مع المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية، واستعرض الاجتماع آخر المستجدات على الصعيد التنفيذي للانتهاء من إنشاء المتحف المصري الكبير، حيث أكد الرئيس على أهمية التحرك بشكل سريع من أجل استكمال المشروع وتعويض ما فات من الوقت لإتمام المشروع الذي طالت عملية إنشائه لعدة سنوات واكتنفها عدد من الصعوبات، ونوّه الرئيس باهتمام مصر بهذا المشروع العظيم الذي سيُعد من أكبر متاحف الآثار على مستوى العالم، وبالتالي يشكل أهمية كبرى لمصر ولكثير من دول العالم المُحبة للحضارة المصرية القديمة.

وتم خلال الاجتماع أيضًا استعراض الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية التي تنفذها وتدشنها الدولة في عدد من المجالات المختلفة التي تضم الطُرق والإسكان والصرف الصحي وغيرها، حيث أكد الرئيس على أهمية المضي قدماً في إنجاز كافة هذه المشروعات وفقاً لأعلى معايير الجودة وأقل التكاليف، بما يساهم في تلبية احتياجات المواطنين وللارتقاء بجودة مختلف الخدمات التي تُقدم لهم، وشدد الرئيس على أهمية الإسراع بوتيرة العمل في مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة تمهيداً لوضع حجر الأساس في أقرب وقت ممكن، وكذا إنهاء الأعمال في محور روض الفرج الذي يمثل شرياناً هاماً لتخفيف التكدس المروري في وسط وغرب القاهرة.

واستقبل الرئيس السيسي وفدًا من البرلمان الفرنسي برئاسة النائب فيليب فوليو الرئيس التنفيذي لتحالف الوسط، ورئيس مجموعة الصداقة المصرية الفرنسية بالجمعية الوطنية، حيث رحب الرئيس بالوفد البرلماني الفرنسي، منوهاً بأن تلك الزيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وقدرتها على تجاوز مختلف التحديات، كما تمثل رداً على أية محاولات تستهدف النيل من العلاقات المصرية الفرنسية، مؤكدًا حرص مصر على عدم المساس بتلك العلاقات أو الإضرار بها، مشيدا بوتيرة تبادل الزيارات بين البلدين على كافة المستويات.

وقدم الرئيس التعازي في الضحايا الفرنسيين الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة مصر للطيران، مؤكدًا أهمية تعزيز الجهود المصرية – الفرنسية من أجل الكشف عن ملابسات الحادث، معربا عن اهتمام مصر بعودة حركة السياحة الفرنسية إلى مصر إلى طبيعتها.

كما أعرب الرئيس عن التطلع لتطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين، خاصة مع الانتهاء من تشكيل مجموعة الصداقة المصرية – الفرنسية بمجلس النواب، والتي ستمكن النواب في الجانبين من التواصل معاً والتباحث المستمر حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ونوَّه رئيس الوفد الفرنسي في هذا الصدد بعلاقات الصداقة المتميزة والحوار البنّاء القائم بين الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس النواب المصري.

وأكد الرئيس، خلال اللقاء، على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة كافة الجماعات الإرهابية، لا سيما أنها تعتنق ذات الفكر المتطرف حتى إن اختلفت مسمياتها، وأشار إلى أن مصر تبذل جهوداً حثيثة للارتقاء بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق في التعليم الجيد والمسكن اللائق والرعاية الصحية المناسبة، جنباً إلى جنب مع الحقوق المدنية والسياسية، مشيدًا بدور المرأة المصرية الفاعل في المجتمع، ومثنياً على وعيها ومشاركتها السياسية الفاعلة، مستعرضاً الجهود المبذولة على صعيد حصولها على مكانتها اللائقة في المجتمع المصري.

واستقبل الرئيس السيسي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، حيث رحب الرئيس السيسي بولي عهد أبو ظبي، مُشيداً بالمواقف المشرفة التي تتخذها الإمارات، لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها.

وتم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تضافرًا للجهود وتعزيزاً للتضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

واستعرض الرئيس السيسي آخر التطورات على الساحة الداخلية، كما عرض للجهود التي بذلتها الدولة من أجل القضاء على عدد من المشكلات الرئيسية التي كانت تواجهها مصر مثل أزمة الكهرباء حيث تم توفير الطاقة اللازمة سواء للمواطنين أو لقطاع الصناعة، فضلاً عن سعي الدولة الدؤوب لتطوير قطاعيّ التعليم والصحة، بالإضافة إلى ما تنفذه الدولة من مشروعات تشمل تنمية سيناء، وإنشاء المدن الجديدة، واستكمال الشبكة القومية للطرق وتطوير وبناء الموانئ والمطارات، علاوةً على مشروعات الإسكان المختلفة، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان الذي يشمل إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة تضم مختلف الأنشطة الزراعية والصناعية، إلى جانب الوحدات السكنية وكافة المرافق والخدمات.

كما توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها وأكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة في أقرب وقتٍ ممكن، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.

واستقبل الرئيس السيسي ستيفان ديون وزير خارجية كندا، وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، لاسيما في ضوء ما يشهده التعاون بين البلدين من تنام ملحوظ خلال العامين الماضيين، كما أشاد الرئيس بمواقف كندا المتوازنة وتفهمها للتطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، فضلاً عن مشاركتها المُقدّرة في القوة مُتعددة الجنسيات العاملة في سيناء على مدار العقود الثلاثة الماضية وقيادتها حالياً لهذه القوة، وأكد على تقديره للبرامج التنموية التي تُقدمها كندا لمصر ومساهمتها في دفع عملية التنمية الجارية حالياً.

وتناول اللقاء عددًا من الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى سُبل تعزيز التعاون بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة والجهود الدولية التي تُبذل للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بتلك الدول.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان