إعلانات رمضان تُثير غضب "السوشيال ميديا".. و"حماية المستهلك" يتدخل
كتبت - عبير القاضي:
أثارت الإعلانات الدعائية للسلع الاستهلاكية، المعروضة عبر شاشات التليفزيون، خلال شهر رمضان، جدلًا واسعًا داخل الشارع المصري، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، وبرامج "التوك شو"، لما تضمنه من إيحاءات، ومصطلحات وصفوها بالغير لائقة.
ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" مجموعة من الهاشتاجات المناهضة لتلك الدعاية، مطالبين الرقابة بوقف تلك الإعلانات نهائيًا، وعدم إذاعتها مجددًا على وسائل الاعلام المختلفة، لما يتنافى مع العادات والتقاليد والقيم الشرقية.
"الملابس الداخلية"
تعتبر إعلانات الملابس الداخلية، من أكثر الدعاية المقدمة التي أثارت جدلًا واسعًا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دفع البعض للتأكيد على أنها تقدم سورة سيئة للمرأة المصرية، كما أنها تستخدم مصطلحات لا تراعي المراحل العمرية للأطفال.
وتباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من الدعاية التليفزيونية.
ومن جانبه، أعرب محمد شبانة، نجل شقيق العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، عن استيائه من استخدام أغنية "سواح" في إعلان لشركة للملابس الداخلية، مشيرًا إلى أنه كان على الشركة استخدام ألحان جديدة غير التي استخدمها الراحل عبد الحليم، مراعاة لتراثه.
وقال شبانه، خلال مداخلة هاتفية في برنامج" العاشرة مساءً" على فضائية "دريم"، "لو كان الإعلان يهدف إلى شيء مشجع أو وطني فما المانع في ذلك ولكن ملابس داخلية حتى ولو كانت في إطار قانوني، فهذا مرفوض ولابد من وجود قانون لحماية جيل الرواد".
إعلانات "الدوندو"
وتأتي إعلانات "الدوندو" في المرتبة الثانية من ضمن الاعلانات التي ترفع شعار الإسفاف والإيحاءات الجنسية، حيث دأبت الشركات علي رفعها، في حملاتها الإعلانية خلال شهر رمضان، في محاولة غير شريفة للفت الانتباه، والفوز بشهرة بين جمهور المشاهدين علي نحو صادم لقيم المجتمع وأفراده، بهدف تحقيق ربح مادي كبير دون اعتبار للمعايير الدينية والاخلاقية، للتأثير على المواطنين والجمهور المستهدف من الإعلان.
وأثار إعلان "الدوندو" جدلًا واسعًا على صفحات التواصل الاجتماعي، ما بين معارض وساخر ومطالب بوقف ذلك الإعلان بوصفه "خادش للحياء"، حيث تم استخدام مصطلح "الدوندو" للإشارة إلى الرضاعة الطبيعية.
وانتشر مصطلح "الدوندو" سريعاً على "فيسبوك وتويتر" كمادة للسخرية والنقد، وتم استخدامه في التحرشات اللفظية داخل الشارع المصري، مما دفع البعض بمقاطعة الشركة الداعية، والمطالبة بوقف تلك الإعلانات التي وصفوها بالمبتذلة.
استرجل
أثارت الدعاية لأحد مشروبات الشعير، جدلًا، حيث ظهر في الإعلان شابًا يتطلع لكشف عورة شاب آخر أثناء قضاء حاجتهما بدورة ميا، وهو ما وصفه رواد المواقع بالخروج عن الآداب العامة.
حماية المستهلك يتدخل
أصدر مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك قرارا - بتاريخ 11-6-2016 - بوقف بث الإعلانات التليفزيونية لشركات ( جهينة، الأهرام للمشروبات، قطونيل، دايس) والتي تبث على شاشات الفضائيات ، لانتهاك مضمونها للكرامة الشخصية ، وعدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية وخروجها على الآداب العامة واستخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان رقم 4841 لسنة 2005 و 5008 لسنة 2005، وذلك خلال أربع وعشرين ساعة من تاريخ الإخطار .
وأوضح "يعقوب" أنه في إطار جهود جهاز حماية المستهلك لصون حقوق المستهلكين في ضوء مقتضيات القانون رقم 67 لسنة 2006 ، فقد تمكن الجهاز من خلال مرصده الإعلامي من رصد إعلانات الشركات – سالفة الذكر- خلال بثها بالفضائيات المختلفة بالجهاز ، وبعد أن ورد أيضاً للجهاز العديد من الشكاوى ضد هذه الاعلانات وقد تبين أن الإعلان الأول لشركة "جهينة" متضمنًا إيحاءات جنسية مفهومة من سياق الكلام باستخدام "لفظ" بالإضافة الى استخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان وكذا الترويج لنتائج غير حقيقية بأن حليب الشركة أفضل من حليب الأم، بينما يأتي الإعلان الثاني لمنتج "بيريل" ليعرض شابًا يتطلع لكشف عورة شاب آخر أثناء قضاء حاجتهما بدورة مياه بشكل يعتبر خروجاً على الآداب العامة ، كما يعرض الإعلان الثالث لشركة "قطونيل" لقطات واضحة لملابس داخلية تجسد عورات مجموعة من السيدات مستخدما مؤثرات صوتية تحمل إيحاءات جنسية صريحة بالإضافة الى الترويج بالمخالفة للقانون وتعريض حياة أطفال للخطر حيث تضمن الاعلان دراجة بخارية يستقلها رجل وامرأة وطفلين بدون غطاء رأس للحماية بالمخالفة لقانون المرور ، أما الإعلان الرابع لشركة "دايس" فتظهر فيه جسد سيدة عارية ترتدي ملابس داخلية فقط وبه العديد من الايحاءات الجنسية والتشجيع على الفجور بتبرير الخيانة الزوجية .
وأضاف يعقوب، أنه بمراجعة المواد الإعلانية – سالفة البيان- تبين مخالفتها لنص المادة الثانية من قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006 ،والتي تؤكد علي حق المستهلك في الكرامة الشخصية واحترام القيم الدينية وللعادات والتقاليد المجتمعية ، فضلا عن أن هذه الإعلانات تمثل خرقا صارخا لنص المادة 6/1 من المواصفة القياسية لاشتراطات الإعلان عن السلع والخدمات رقم 4841-2005 ،والتي تنص علي ضرورة التزام الإعلان بالأخلاقيات والذوق العام ، وعدم تضمينه أية عناصر من شأنها الحط من الكرامة الإنسانية أو الإساءة للآداب العامة .
كما أشار رئيس جهاز حماية المستهلك ، إلي مخالفة إعلان جهينة أيضا لنص الفقرة 4/8/1 من المواصفة القياسية للاشتراطات الواجب توافرها في الإعلانات الموجهة للأطفال رقم 5008 ، والتي تنص علي عدم تشجيع الإعلان علي عادات الأكل والشرب غير الصحية ،لافتا إلي التجاوز الصريح لإعلان "جهينة" عن هذا النص من خلال حث الأطفال علي استبدال لبن الأم الطبيعي بألبان أخري صناعية .
جدير بالذكر أن جهاز حماية المستهلك قد أنذر الشركات المخالفة لإيقاف الاعلانات خلال 24ساعة كمهلة لتنفيذ القرار و توفيق أوضاعها ، وفي حالة عدم الالتزام ، فسوف يتم إحالة الأمر للنيابة العامة لاتخاذ شئونها تجاههم ،تطبيقًا لنص المواد ( 1، 19، 24) من قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006.
فيديو قد يعجبك: