لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عمال صيانة جرارات السكة الحديد.. "قطار لا يتوقف في نهار رمضان" - (صور)

02:36 م الثلاثاء 21 يونيو 2016

كتب - عبدالله قدري:
تصوير- نادر نبيل:

رغم تجاوز درجة الحرارة أربعين درجة مئوية، في نهار شهر رمضان، نشَط عمال الشركة المصرية لصيانة مشروعات السكة الحديد (إيرماس)، في صيانة جرارات السكة الحديد بكل أنواعها المختلفة، وسط أجواء صعبة محفوفة بالمخاطر.

وتعد "إيرماس" التي تقع في ورش عنابر بولاق بالسبتية شرقي نهر النيل، شركة مساهمة مصرية لغرض إنجاز أعمال عمرة وإصلاح وحدات النقل المتحركة المملوكة للهيئة القومية لسكك حديد مصر.

تمتد الشركة على مساحة مترامية الأطراف، تبلغ نحو 27 فدانًا، وهي عبارة عن عنابر وورش متعددة، لكل ورشة اختصاصها، فهناك ورش لصيانة وعمرة الجرارات، والتسبيك، وصيانة المولدات، وأخرى لهيكلة المحركات، وغيرها.

يقضي الشيخ منير نحو 6 ساعات عمل في قسم المحركات نهار شهر رمضان، يبدأ يوم الرجل المتوسط القامة، ذو اللحية الكثيفة، من الساعة الثامنة والنصف وينتهي الثانية والنصف عقب صلاة الظهر، تبدو عليه آثار الإنهاك من العمل وسط الصوم ودرجة الحرارة المرتفعة التي جعلت من قسم المحركات صفيحًا ساخنًا بفعل أشعة الشمس التي تتعامد على العنابر جميعها فترة الظهيرة.

يقول الشيخ منير -كما يلقبه العاملون - "يومنا بيكون شبه عادي، فطبيعة الشغل في رمضان واحدة مثل باقي أيام السنة". لا يجد الرجل الخمسيني سبيلًا للتقوي على عمله الشاق وقت الصوم إلا بقوله "ربنا يعيننا على العمل في الصيام".

يتركز عمل الشيخ منير على "عمرة" محركات الجرارات، ويتخصص القسم الذي يعد منير أقدم العاملين به في العمرة الجسيمة التي تكون كل 12 سنة.

والشيخ منير واحد من 1820 عاملًا وفنيًا ومهندسًا، يعملون في صيانة جرارات السكك الحديدية وكذلك تصنيع الاثاث المطلوب لمكاتب وورش هيئة سكك حديد مصر.

على مقربة من قسم المحركات، يوجد قسم "التسبيك"، وهو مختص بإجراء صيانة للقطع التي تحمي محرك الجرار، ويكون هذا العمل على مراحل، تبدأ من صهر مادة الرصاص، ثم وضعه في وحدة حماية المحرك. يعمل العاملون في هذا القسم وسط أجواء صعبة جدًا، فهم يعملون وسط نيران مشتعلة وأدخنة متصاعدة ولهب متطاير.

يقول أحمد فوزي، أحد عمال القسم، إنهم اعتادوا على العمل داخل القسم بهذه الطريقة، والمعاناة من ارتفاع درجة الحرارة لن تقدم شيئًا، يضيف "هنعمل إيه يعني؟". يبدأ عمل فوزي من الثامنة والنصف صباحًا حتى الثانية والنصف ظهرًا، ثم يشرع في احتياطات عمله، يرتدي قفازًا للحماية، وبذّة زرقاء، وخوذة على الرأس.

أمَا أحمد سيد، الرجل الستيني، يعمل في قسم صيانة الجرارات، لا يكاد حاله يختلف عن الآخرين، كان جبينه يتفصَّد عرقًا، حيث وقف وشرر النيران التي تسهم في التحام قطع الجرار تلتمع في عينيه التماعا، يقول إنهم يقومون في هذا القسم بصيانة الجرارات كل 3 أو ستة أشهر.

ولا يشفع الصيام في تخفيض الإنتاج داخل ورش شركة إيرماس، حيث يقول محمود نور، عامل بقسم إعادة تأهيل المحركات، "فيه برنامج ماشين عليه، مطلوب مني هدف معين أحققه، مش هيفرق الصيام من عدمه، لأن هذه ورشة إنتاجية".

ويضيف نور بينما هو يمارس عمله بشكل طبيعي،" الشغل تعب، بس هنشتغل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان