مفتي الجمهورية من ألمانيا: الجهاد مشروع في الإسلام.. ولكن بشروط - (صور)
كتب - عبد الرحمن أحمد:
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن مصر مازالت صامدة في حربها على الإرهاب، وستقضي عليه بفضل جهود أبنائها المخلصين.
وأضاف مفتي الجمهورية في محاضرته التي ألقاها في جامعة "بون" بألمانيا، أن الوجود الإسلامي في أوروبا اليوم وفي الغرب بشكل عام، ليس طارئًا أو استثنائيًا، ولم يعد مجرد جماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل أصبح جزءًا من النسيج الاجتماعي لسكان تلك البلاد، وفق قوله.
وأشار إلى أن المسلمين هناك يمكن أن يمثلوا حلقة وصل للحوار الحضاري والتواصل الثقافي والفهم والاستيعاب المشترك، دون ذوبان، أو فرض أنماط ثقافية ودينية معينة على أصحاب المعتقد من الجانبين، مؤكدًا على أن المسؤولية المشتركة تحتم علينا جميعًا أن نعمل سويًا لاجتثاث جذور التطرّف والإرهاب على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والفكرية والاقتصادية.
وأوضح مفتي الجمهورية - خلال المحاضرة التي حضرها 500 من أساتذة الجامعة والمفكرين وصانعي القرار في ألمانيا ومدير الأمم المتحدة بمدينة بون- أن الفتوى الصحيحة تهدف إلى بيان صحيح الدين، وتصدر بضوابط ومعايير وشروط محددة عن طريق علماء الدين.
وأكد المفتي أن المتطرفين موجودون في كل الأديان، وليسوا محصورين في الإسلام فقط، لافتًا إلى أنه يجب الاستجابة العاجلة والعمل الجماعي للتصدي لجرائم الإرهاب ومنع وقوعها ضد المدنيين الأبرياء باسم الدين أو العرق أو أية ذريعة أخرى.
وقال مفتي الجمهورية: "أشعر بالقلق بشأن استغلال العواطف الهوجاء من قبل الجماعات والأحزاب المتعصبة لإلحاق الأذى بالمسلمين هناك وإلقاء اللوم كله على الإسلام".
وأضاف موضحًا أن الجهاد بمعنى القتال مشروع في الإسلام في حالة الدفاع عن النفس أو الدفاع عن الدِّين والوطن، كما أن إعلان الجهاد والانخراط فيه أمران يتعين ألاَّ يقوم بهما أي أحد دون الجهات المختصة.
وشدد المفتي في محاضرته على أن الإسلام يحظر الاعتداء على أي نفس بشرية بغض النظر عن دينها أو معتقدها أو عرقها.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الفتوى الصحيحة هي أداة مهمة في تحقيق استقرار المجتمعات وتعزيز السلم بين أفراده، مؤكدًا أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا في المجتمعات.
وتابع: "نسعى من جانبنا في دار الإفتاء المصرية على التواصل مع الجاليات المسلمة في أوروبا ودعمهم من الناحية الشرعية سواء في جانب التدريب أو الإصدارات أو عبر الفضاء الإلكتروني"، مؤكدًا على أن دار الإفتاء على أتم استعداد لمناقشة أي تعاون مثمر يصب في مصلحة جميع الأطراف والقضاء على التطرف والإرهاب.
وأكد مفتي الجمهورية حرص دار الإفتاء المصرية على نشر صحيح الدين لأنه السبيل الوحيد لضمان العيش في وئام مع النفس وتعايش مع الآخر، مشيرًا إلى أن الدار تبذل جهودًا دؤوبة لتقديم إرشاد ديني صحيح يؤهل المسلم لأن يتعايش مع غيره، خاصة وأن الفهم الصحيح للتراث الإسلامي والتطبيق السليم له يمثل نموذجًا للتعايش مع الآخر.
وأضاف مفتي الجمهورية أن الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام وتصحيح المفاهيم في الخارج، وأنه من الأهمية بمكان أن يتم تدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطي مع معطيات الواقع، وامتلاك أدوات وأساليب الخطاب الديني الصحيح الوسطي البعيد عن التفريط والإفراط، وتأصيل الرباط بين الأئمة والدعاة وبين العلماء الثقات والمؤسسات الإسلامية المرجعية في العالم الإسلامي.
وأوضح في محاضرته أن فهم الدين على النحو الصحيح يحتاج إلى متخصصين يفهمون النص الشرعي الشريف، ويدركون الواقع المعيش ويعرفون كيفية الوصل بينهما، وأضاف: "نحن بحاجة إلى إشاعة ثقافة احترام التخصص، وأنه يجب تفعيل الحوار في الواقع لا أن يظل حبيس الجدران داخل قاعات المؤتمرات".
فيديو قد يعجبك: