مفتي الجمهورية من ألمانيا: مصر تطبق مبدأ الفصل بين السلطات
كتب ــ عبدالرحمن احمد:
حظيت زيار الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إلى ألمانيا ومحاضرته التي ألقاها في جامعة "بون" الألمانية، باهتمام إعلامي كبير من كبريات وسائل الإعلام الألمانية والعالمية.
وعقد المفتي لقاءات إعلامية عدة على هامش زيارته إلى ألمانيا مع عدد من وسائل الإعلام العالمية من بينها: وكالة " دويتشيه فيله" الألمانية، و"هافنجتون بوست"، والتلفزيون الهولندي، سودويتش تسايتونج، وكولنر شتادتساينجر، وكاثلويشي آجنتور.
وأكد مفتي الجمهورية خلال لقاءاته الإعلامية أنه ينبغي إدراك الواقع المصري بكل مشتملاته وسياقاته الصحيحة، وأخذ المعلومات حول مصر من المصادر المعتمدة حتى تتكون رؤية صحيحة عن حقيقة الأوضاع في مصر.
وأضاف أن من المبادئ الأساسية للنظم الديموقراطية، هي الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وألا تتدخل سلطة في عمل أخرى وهو ما نحرص عليه في مصر في الوقت الحاضر.
وأوضح المفتي أن الفكر المتطرف يعتمد بالأساس على فكرة الصراع والصدام مع الآخر، على الرغم من أن الدين الصحيح يُسلِّم بتعدد الأبعاد والرؤى ويعمل على التواصل مع الآخرين وقبولهم والانفتاح على العالم.
وأضاف لوسائل الإعلام العالمية أن جماعات التشدد والتطرف والإرهاب كلها تنهل من معين واحد وإن اختلفت مسمياتها، وهو فكر ﺍلخوﺍرﺝ الذي ظهر في منتصف القرن السابع الميلادي، وداعش يمثل أحد هذه الموجات التكفيرية.
وشدد مفتي الجمهورية على أن الجماعات الإرهابية دائمًا ما تجتزئ آيات القتال في القرآن وتبترها من سياقها ولا تربطها بالآيات قبلها وبعدها حتى يختلط الأمر على العامة ولا يفهم المسلمون ما تحث عليه الآيات وما أحكامها، فتظهر على أنها دعوة للقتل فقط ودون أسباب.
ولفت إلى أن العلاقة مع غير المسلمين في نظر الجماعات الإرهابية هي السيف والحرب والصدام، وأن كل ما ورد في القرآن والسنة من أخلاق العفو والغفران والصفح والصبر والبر والقسط والتسامح في التعامل مع الآخر، كله منسوخ، مشيرًا إلى أن الدين الصحيح محب للحياة ويعمر الكون.
وقال مفتي الجمهورية لوسائل الإعلام العالمية: "إن الجماعات الإرهابية تجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب ديني واحد يعتمد السردية التي تستقطب عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب صغير السن والذي يرغب في المغامرة في إطار إسلامي دون وعي ولا بصيرة".
وأكد المفتي أن الإفتاء أحد الأدوات المهمة من أجل استقرار المجتمعات؛ وإن كانت الجماعات المتطرفة تستخدمه أداة لهدم المجتمعات ونشر الفوضي وتستغل بعض النصوص الدينية التي تفسرها بمنطق مشوِّهٍ غير علمي من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية وتبرير أعمالهم الإجرامية.
وشدد على أن الإسلام يفرض على المسلمين الالتزام بقيمه العليا مع جميع من يتعامل معهم، سواء من المسلمين أو غيرهم. وهذه القيم تشمل الإحسان والصدق والوفاء بالعهد والعدل والتسامح والرحمة.
وأشار إلى أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف في العالم الإسلامي وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا وبشكل معمق، حتى نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع.
وأكد مفتي الجمهورية لوسائل الإعلام أن دار الإفتاء تعمل على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين وإصلاح ومواجهة كافة أنواع التشويه التي تقترفها الجماعات الإرهابية، والتي ساهمت في انتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب تحديدًا.
وقال فضيلة المفتي: "نحن في مركب واحد مهما بعدت المسافات، وأمامنا عدو مشترك"، مشيرًا إلى أن الحلول الأمنية والعسكرية غير كافية للقضاء على التطرّف والإرهاب بل لابد أن نعتمد على الحلول الفكرية أيضًا لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر.
ولفت مفتي الجمهورية إلى ضرورة التعامل مع الشباب وفتح قنوات حوار مفتوح معهم على صفحات التواصل الاجتماعي، لتحصينهم من الأفكار المتطرفة وبث الأفكار الصحيحة لتعاليم الدين الإسلامي.
وأكد أن الإسلام الصحيح بإمكانه أن يسكت أصوات الأقلية المتطرفة، مشيرًا إلى أنه ثمة تقدم هائل يتم إحرازه اليوم في أرجاء العالم االإسلامي لتثقيف الدعاة وطلبة العلم الشرعي، كما يتم مساعدتهم على الانخراط والتعاطي مع معطيات العالم الحديث على نحو أكثر إنتاجًا.
وأضاف مفتي الجمهورية أن تجديد الخطاب الدينى ضرورة حياتية ومجتمعية، موضحًا أن التجديد الذي نعنيه هو تجديد في الآليات والوسائل، بعيدًا عن المساس بالثوابت المتمثلة في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فيديو قد يعجبك: