أستاذ علوم سياسية: محاولة الانقلاب أربكت أردوغان وانقسام الجيش سبب فشله
القاهرة- مصراوي:
قالت نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تطورات الوضع داخل تركيا بالأمس،حيث محاولة فرق من الجيش، الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عليه بعض الملاحظات.
وأوضحت مسعد، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الموقف داخل تركيا كان ضبابيًا، منذ اللحظة الأولى لمحاولة الانقلاب التي باءت بالفشل، فمعنى أن يتحدث رئيس الوزراء ووزير الداخلية التركي، وأن يستقل أردوغان طائرة إلى أنقرة، أنه لم يتم تحييد كبار المسؤولين قبل إذاعة البيان رقم (1) لمخططي الانقلاب.
وأضافت أنه على الرغم من سيطرة مجموعة "غولن" ـ في إشارة إلى المعارض فتح الله غولن ـ على مبنى التليفزيون، ومحاصرتها البرلمان، واعتقالها رئيس الأركان، إلا أن الشرطة كانت ضد هذه المجموعة، ولم يكن موقف قيادات الأفرع الأخرى – بخلاف القوات الجوية والبحرية – معروفًا.
ولفتت إلى أنه من ضمن الملاحظات التي تؤخذ على ما وقع بالأمس بتركيا: أن الانقلاب على أردوغان كان شديد السهولة بشكل فاجأ الجميع في الداخل والخارج، موضحة أن تلك السهولة ستبدد إحساس أردوغان بالأمان حتى ولو أعدم كل قادة الانقلاب.
وتنبأت أستاذ العلوم السياسية، أن هذا الأمر سيدفع أردوغان لاتخاذ خطوات عصبية، خاصة أننا تعودنا منه على شخصنة الأمور العامة، وبالتالي فإن فشل المحاولة الانقلابية سيكون مقدمة لمزيد من العصف بالحريات.
وأكدت مسعد أن وضع الشرطة في مواجهة الجيش – أو على الأقل قطاع منه سيظل بعض أفراده غير معلوم – ينطوي على مخاطرة كبيرة، لكنه يعكس حقيقة أن أردوغان إذا كان قد نجح في السيطرة على الشرطة، فإنه لم يتكمن بعد من تحييد الجيش.
ومن ضمن الملاحظات التي أشارت إليها كذلك، أنه من الخطأ تصور أن الشعب هو من أحبط محاولة الانقلاب، موضحة أن صورة المواطن التركي أمام الدبابة هي صورة للاستهلاك الإعلامي، فَلَو كانت مجموعة "غولن" مسيطرة علي الموقف لما تورعت الدبابة عن أن تدهس هذا المواطن، لافتة إلى أنه في مواجهة مؤيدي أردوغان هناك معارضون أشداء من الأتراك والأكراد، إلا أن ما حسم الموقف، هو انقسام الجيش وموالاة الشرطة.
وتابعت مسعد، بأن حدود تركيا المفتوحة على الساحة السورية، كانت ستضمن تدفق المتطرفين "الجاهزين بالسلاح" في حالة نجاح الانقلاب، موضحة أنه بات من المتوقع حاليًا حدون عمليات إرهابية من نوع مختلف كمثل العمليات التي اعتادت عليها تركيا في المنتجعات السياحية، وفي العاصمة نفسها قبل المحاولة الانقلابية ولكن بشراسة أكبر..
وأشارت إلى أن قول البعض بأن تركيا أفلتت من نطاق العالم الثالث بدحر الانقلاب، يتجاهلون أن حدوث المحاولة نفسه دليل كاف على انتماء تركيا للعالم الثالث.
واختتمت مسعد ملاحظاتها، بان التطورات الداخلية ستجبر أردوغان على الاهتمام بالداخل بشكل أكبر، ما سيؤثر على التورط التركي مؤقتًا في الشأنين السوري والعراقي.
فيديو قد يعجبك: