إعلان

أحمد زويل.. الناسُ موتى وأهل العلم أحياءُ –(بروفايل)

11:51 م الثلاثاء 02 أغسطس 2016

الدكتور أحمد زويل

كتب – أحمد جمعة:

بينما المصريون منهمكون في متابعة تطورات حياتهم اليومية، ومشاهدة البرامج الحوارية، ومعرفة تفاصيل الصراع الكروي على صفقات الأندية، فجأة أعلن التلفزيون المصري في نبأ عاجل وفاة العالم أحمد زويل عن عمر يناهز 70 عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

يتحدث زويل عن نفسه، يتعجب كيف استطاع هذا الصبي الذي نشأ في مصر ولم يسمع أبدًا من قبل عن أهمية جامعة كالتك (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا) أو جائزة نوبل أن يصل إلى ذروة المعرفة العلمية، وشرف نَيْل جائزة نوبل، علمًا بأنه كان الأول على تلاميذ صَفِّه في نظام تعليم استثنائي.

حزم زويل حقائبه في منتصف عام 1969، عازمًا أمره على السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت كان الصراع "الداخلي الأمريكي" لنيل جوائز التفوق على أشدها، متزامنًا مع وقت قريب من هبوط العالم نيل أرمسترونج على سطح القمر.

أهداف مُحددة وضعها زويل عندما حط رحاله في واشنطن؛ الحصول على درجة الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا، والانتهاء من زمالة ما بعد الدكتوراة، وشراء سيارة أمريكية كبيرة، ثم العودة إلى مصر بعد ذلك لمنصب محجوز له سلفًا بجامعة الإسكندرية، قبل أن يُغير القدر مسار حياته خلال عمله كمدرس في كالتك، التي تطلع من خلالها بوجود مؤسسة علمية مماثلة في مصر، الأمر الذي دفعه لمزيد من البحث والتطوير، وقت أن كان بعيدا عن الانخراط في الشئون الدولية، ولم يكن للساسة أن يأخذوا أي حديث له على محمل الجد.

في (كالتك) كانت لزويل حياة عملية أخرى غير التي شهدها في فترة الستينات، من حوله تجمع عدد من الحائزين على جائزة نوبل؛ ريتشارد فاينمان، وموري جيلمان، وروجر سبيري، وكارل أندرسون، وغيرهم كثيرون، ليزداد شعوره بالخوف وقتها من توسطه لتلك القامات، وكانت سببًا في اتخاذه قرار الانضمام إلى هيئة التدريس هناك، وتفضيله على أماكن أخرى أكثر شهرة مثل هارفارد، وشيكاغو، ورايس، ونورث ويسترن.

____ 1  
يدين زويل لجامعته بالفضل في نيله "نوبل"، عندما استطاع مدرس في سنواته العشر الأولى من إجراء الأبحاث مع مجموعته، والحصول على جائزة نوبل بسببها، ومنصب دائم بعد عامين فقط من التعيين، حيث تمكن من زيادة دقة الوقت لجزء من المليون من المليار من الثانية (الفيمتو ثانية)؛ لتسجيل فعاليات تحدث على مستوى المقياس الذري في الوقت المناسب، ثم الوصول إلى علم جديد عن طريقه يمكن تحديد المكان والزمان؛ لتمكين تَصَوُّر الهياكل في الفضاء.

ثلاث إحداثيات للجامعة التي عمل بها زويل واتخذهًا نبراسًا له في الحياة؛ السماء هي الحَدّ الذي نطمح إليه؛ وتقدير البحث الذي يحركه الفضول؛ والدعم الفكري والتقني الذي هوّ متواجد بوفرة، مثلت هاجسًا داخليًا له في حلمه لبناء جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا.

عمل زويل في عدد من الأنشطة الدولية؛ حيث كان عضوًا في المجلس الاستشاري للرئيس أوباما للعلوم والتكنولوجيا، ومجلس مستشاري الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومستشار العلوم والتكنولوجيا للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وأول مبعوث للعلوم في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما نشر أكثر من 350 بحثًا في المجلات العلمية، وورد أسمه في قائمة الشرف التي ساهمت في النهضة الأمريكية.

3 أهداف سعى زويل إلى تحقيقها خلال مسيرته العلمية؛ المساعدة في النهوض بالتعليم، والبحث العلمي، والسلام، مع بناء قاعدة علمية حديثة في مصر تتمثل في العمل على أرض الواقع، ويتطلب الصبر، والمثابرة، والنفوذ، ثم الهدف الأعظم في أن تشارك القاهرة في "اقتصاد المعرفة" بالعالم، والحصول على وضع جديد في مجال البحث، والتطوير، والتعليم، والذي من رأيه تُسهل عملية السلام في الشرق الأوسط.


____ 2

يذكر زويل في مقالِ له نشره على الموقع الرسمي لجامعة زويل، أنه تم التخطيط لفكرة المشروع في عام 1999، وتقدم به إلى رئيس الجمهورية آنذاك، الرئيس حسني مبارك، ولكنْ لأسباب سياسية تَوَقَّف تنفيذ المشروع، وبعد ثورة يناير 2011، تم إحياء المشروع، وصدر مرسوم الحكومة المصرية بتأسيسه، باعتباره مشروعًا قوميًا للنهضة العلمية، وأُطلِقَ عليه اسم مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وتم افتتاح المدينة في نوفمبر 2011.

وبعد ثورة 30 يونيه 2013 كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، الهيئةَ الهندسية للقوات المسلحة أن تكون مسئولة عن بناء الموقع الجديد للمدينة على مساحة 200 فدان، والذي سبقه إصدار قانون خاص بمدينة زويل في عام 2012، يسمح لها بحُكْم مستقل من قِبَل مجلس الأمناء، لتكون مهمتها توفير تعليم على أحدث الطرز العالمية، وكذلك البحث العلمي، والتأثير الصناعي، وبناء قاعدة علمية حديثة في قطاع الصناعة المتقدمة، والحَدّ من هجرة الكفاءات في المجالات العلوم والهندسة.

فيديو قد يعجبك: