احترس.. قطارات العياط "موت متكرر"
كتب – عبدالله قدري:
حادثة أخرى، تضاف إلى سلسلة حوادث قطارات العياط – جنوب الجيزة - التي كان آخرها ما وقع أمس الأربعاء، بمدينة العياط، في القطار رقم 80، ما بين محطة الجيزة والواسطى، إذ اصطدم القطار بمصد أثناء مسيره، نتج عنه سقوط جرار القطار، ووفاة 5 ركاب، وإصابة 29 آخرين.
باتت الصورة الذهنية لمدينة العياط عند قطاع كبير من ركاب السكة الحديد مطبوعة بالحوادث المتتالية، والتي لم تضع لها الدولة حلولًا، هناك وزراء متعاقبون، ورؤساء هيئات جدد، لكن النتيجة واحدة، هي دماء الضحايا على شريط السكة الحديد.
قبل 14 عامًا من الآن، في عام 2002، التهمت النيران القطار القادم من القاهرة إلى اسوان"قطار الصعيد"، وراح ضحية الحادث نحو 350 راكبًا، وإصابة العشرات، وبحسب رواية الناجين، فقد شوهدت النيران وهي تلتهم عربات القطار واحدة تلو الأخرى، وقفز العشرات من الركاب من نوافذ القطار، ما تسبب في مصرع عدد منهم غرقًا في ترعة الإبراهيمية، واستقال على أثرها وزير النقل إبراهيم الدميري.
استمر الحال كما هو عليه، حتى جاء عام 2009، حاملًا في طياته كارثة جديدة في مدينة العياط مرة ثانية، حيث اصطدم قطاران يسيران على سكة واحدة ، أدى إلى مصرع 30 راكبًا، وإصابة 30، وتوالت جهود الإنقاذ مع المجهودات الشعبية لإزالة آثار الحادث، واستقال بسبب الحادث وزير النقل محمد لطفي منصور.
مر سبع سنوات كاملة، ليأتي عام 2016، بكارثة ثالثة عنوانها مدينة العياط، ففي الصباح الباكر ليوم الأحد الموافق 31 يناير، اصطدم قطار القاهرة – اسيوط بعربة نصف مقل محملة بركاب عند مزلقان البليدة بالعياط، وتسبب الحاث في مصرع 7ركاب، وإصابة 3 آخرين، وحمل المسؤولون الحادث لعامل المزلقان الذي تغيب عند دخول القطار على المزلقان.
لم تمر ثمانية شهور، حتى وقعت حادثة أمس الأربعاء، التي راح ضحتيها خمسة ركاب، وإصابة العشرات.
لماذا لا تضع الدول حلولًا؟
قال أحمد إبراهيم مستشار وزير النقل السابق، إن هناك خططًا وضعتها الدولة بالفعل لمواجهة تلك الحوادث، لكنها لم تُفعل حتى الآن، بسبب تعاقب الوزراء على حقيبة النقل، وعدم الاهتمام بتلك الخطط من جانب المسؤولين.
وأضاف إبراهيم لمصراوي، أن الحوادث لن تقل، وستزيد في الفترة المقبلة، لأن الحكومة دائما ما تنتفض وقت الحادثة، ثم تنام مرة أخرى، لافتًا إلى أن الدولة لا تقدم جديدًا لمنع الحوادث.
رئيس السكة الحديد السابق: لا بد من محاسبة المخطيء
من جانبه، قال أحمد حامد رئيس هيئة السكة الحديد السابق، إن هناك مشاريع تم وضعها للارتقاء بأسطول السكة الحديد، ونظم الإشارات، مشيرًا إلى أن تلك المشاريع ستستغرق وقتًا طويلًا، ولا بد أن تكتمل.
وأضاف حامد لمصراوي، أن اللجنة الفنية المشكلة من وزارة النقل، ستثبت المسؤول عن الحوادث المتكررة، والتي يكون العنصر البشري ورائها.
ورجح حامد أن يكون سبب حادث العياط، هو تجاوز السرعة المحددة، لافتًا إلى أن محاسبة المخطيء ستقلل من تلك الحوادث.
وعن دور محاكم النقل في مواجهة تلك الحوادث، ووضع الجزاءات تجاه المخطيء، قال حامد" لم أسمع عنها منذ فترة".
في السياق ذاته، قال اللواء مدحت شوشة، رئيس الهيئة العامة للسكة الحديد، إن تحويلة قطار العياط الذي راح ضحيته 5 مواطنين، وإصابة 29، إلكترونية .
وأضاف شوشة في تصريح سابق لمصراوي، أن العامل البشري لا وجود له في التحويلة، وهو ما ينفي ما تردد على لسان مصادر أمنية بأن عامل التحويلة هو المسؤول عن الحادث.
ولا تزال اللجنة الفنية المشكلة من وزير النقل، تحقق ملابسات الحادث، وتحديد المسؤول عنه بالتنسيق مع النيابة العامة.
فيديو قد يعجبك: