الطيب: المسيحيون ليسوا "أهل الذمة".. وباحثون: المواطنة أبطلت دفع الأقباط الجزية
كتب ــ محمود مصطفى:
حسم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قضية "أهل الذمة" ودفع الأقباط الجزية، بعد تأكيده أن المصطلح غير مستساغ الآن.
وقال الطيب، خلال حديثه الأسبوعي الذي أذيع أمس الجمعة على التليفزيون المصري، إن الحضارة الإسلامية أول حضارة حفظت حقوق غير المسلمين، وأكدت على المساواة التامة بين جميع المواطنين.
الطيب أكد في كلمته، أنه لا محل ولا مجال أن يطلق على المسيحيين أهل ذمة بل هم مواطنون، ولا مجال لأن يكون هناك كلام فيما يسمى بالجزية أو فيما يسمى بهذه المصطلحات التي كان لها سياق تاريخي معين انتهى الآن، وتبدل نظام الدولة وتبدلت فلسفات الحكم، منوهًا إلى أن الإسلام الآن يتبنى مفهوم المواطنة الذي تبناه النبي حينما كان رئيسًا لأول دولة إسلامية ظهرت في التاريخ.
وأهل الذمة هو مصطلح فقهي إسلامي يطلق على الأقباط واليهود وأصحاب الديانات الأخرى الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.
من جانبه، قال الداعية السلفي محمد الأباصيري، إن إطلاق مصطلح أهل الذمة على أًصحاب ديانة معينة لا شيء فيه طالما كان مميزًا، مشيرًا إلى أن المصطلح إذا كان يطلق على الأشخاص بغرض المذلة أو المهانة فليس مقبولًا على الإطلاق.
وأضاف الأباصيري لمصراوي، أن الجميع في مصر لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، لافتًا إلى أن إطلاق مصطلح أهل الذمة على أصحاب الديانات مع الأخذ في الاعتبار حرمة الدم والعرض وعدم الانتقاص من القدر أو الآخرين، لا شيء فيه.
ولفت الداعية السلفي، إلى أن الإشكالية تكمن في الكتب المتواجد بها مصطلح أهل الذمة واعتناق البعض لها، وتناسوا أن القضية كانت تخص وقت معين، ولا تصلح لهذا الوقت، مشددًا على أنها لا يصح تطبيقها على واقعنا المعاصر.
وأشار إلى أن تجديد الخطاب الديني سيقضي على كل ذلك، بعد وجود فقه جديد يناسب العصر الذي نعيشه، منوها إلى أن الفتوى تتغير بتغير الحال والزمان والأشخاص.
ولفت إلى أن هناك البعض يحاول إثارة تلك الموضوعات بهدف إحداث فتنة، وهو جزء من مخطط معروف وهو التقسيم، وغالبا يكون مأجورا، والآخر مدفوعا بجهل بسبب عدم وجود قوانين رادعة.
ومن جانبه، أيّد اللواء شكري الجندي عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، حديث شيخ الأزهر عن أصحاب الذمة، مشددًا على أن الأقباط لهم حقوق كالمسلمين.
وأضاف الجندي في تصريح لمصراوي، أن الأقباط أصحاب وطن، ولهم حق المواطنة مثلهم مثل المسلمين وهم جميعًا إخوة، مشددا على أن المسلم لا يكتمل إسلامه إلا باعترافه بأخيه المسلم.
وقال الدكتور رمضان عبدالرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، إن مصلح أهل الذمة لا ينطبق على الأقباط الآن بعدما تم إقرار مبدأ المواطنة، مشيرًا إلى أنها مصطلحات كانت لزمن ووقت معينين.
وأضاف في تصريح لمصراوي، أن الأصل في مصطلح أهل الذمة هو التكريم لغير المسلمين في بلاد الإسلام، وهو يعنى أنهم في ذمة المسلمين وأمانتهم وضمانتهم، يدافعون عنهم ويموتون دونهم ويحمون كنائسهم.
وأشار عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، إلى أن البعض تداول المصطلح بشكل غير علمي، وصار تعريفه غير دقيق، وأصبح كأنه عيب أو سُبه، مشددا على أن " أهل الذمة" لا يطلق على أقباط مصر بعد إقرار مبدأ المواطنة.
فيديو قد يعجبك: