السيسي في أسبوع - مكالمة هاتفية مع ترامب.. وجولة تفقدية بأسوان
القاهرة -(أ ش أ):
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد عدة اجتماعات لمتابعة أنشطة التنقيب عن البترول والغاز والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وترأس اجتماع مجلس الدفاع الوطني، وشهد الاحتفال بعيد الشرطة، وألقى كلمة بمناسبة ذكرى ثورة ٢٥ يناير، وقام بجولة تفقدية في مدينة أسوان ومنطقة السد العالي، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستقبل وفدًا برلمانياً كندياً، ورئيس معهد العالم العربي بباريس.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، الذي عرض خطة عمل الوزارة في إطار برنامج الحكومة، والتي تضمنت العمل على زيادة إنتاج الزيت الخام والغاز الطبيعي، كما أكد الوزير استمرار التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن العام الجاري سيشهد بدء إنتاج المراحل الأولى لحقول شمال الإسكندرية وظُهر وأتول، باستثمارات تصل إلى 31 مليار دولار، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي في زيادة إنتاج مصر من الغاز.
وأكد الرئيس السيسي أهمية تعظيم القيمة المضافة من ثروات مصر البترولية، واستمرار العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية بهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، وذلك في إطار خدمة أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، مشدداً في هذا الصدد على أهمية مراعاة عوامل التشغيل الآمن والحفاظ على البيئة فضلاً عن تخفيض النفقات، بالإضافة إلى استمرار التوعية العامة بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة.
كما شدد الرئيس على ضرورة مواصلة قطاع البترول لجهوده في توفير وتأمين احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية بما يغطي احتياجات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن العمل على زيادة أطوال الشبكة القومية لنقل المنتجات البترولية لرفع طاقتها وتحسين كفاءة تشغيلها، وبحيث تتم تلبية احتياجات المستهلكين في التوقيتات المناسبة، مؤكداً أهمية أعمال التطوير لتحقيق الاستغلال الأمثل للبنية التحتية والموانئ المختلفة بالجمهورية وتعظيم الاستفادة منها.
وقام الرئيس السيسي برئاسة اجتماع مجلس الدفاع الوطني، وتم خلال الاجتماع استعراض مستجدات الموقف الأمني على الساحة الداخلية، والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في سيناء ومتابعة سير العمليات العسكرية للتصدي له والقضاء عليه، والتقدم الذي تم إحرازه على هذا الصعيد، كما ناقش المجلس تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومختلف الجهود الدولية التي تُبذل سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
وتطرق الاجتماع كذلك إلى الإجراءات التي تتخذها أجهزة الدولة المختلفة من أجل إحكام السيطرة على الحدود والمنافذ والمعابر بالنظر إلى التحديات الأمنية القائمة بالمنطقة، ومخاطر الإرهاب المتزايدة نتيجة ما يشهده الشرق الأوسط من اضطراب وتوتر.
ووجه الرئيس في هذا الإطار بمواصلة اتخاذ أجهزة الدولة المعنية جميع التدابير اللازمة لضمان تأمين الحدود البرية والبحرية للبلاد، فضلاً عن استمرار تحلي الأجهزة الأمنية بأقصى درجات الاستعداد واليقظة والحذر، وتشديد إجراءات تأمين الأماكن والمنشآت الحيوية.
ووافق مجلس الدفاع الوطني خلال الاجتماع على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، وذلك إعمالاً للمادة 152 من الدستور.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الذي قدم تقريراً للرئيس عن دور ومهام الجهاز في جمع ومعالجة ونشر البيانات، والأنشطة التي يقوم بها وخاصة بدء الإجراءات التنفيذية للتعداد العام للسكان لعام 2017.
وأشاد الرئيس بالدور الهام الذي يقوم به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في إمداد الدولة والمجتمع بالإحصائيات الوافية وفقاً للمعايير العالمية المتبعة في هذا الشأن، وذلك في إطار حرص الدولة على إتاحة البيانات والمعلومات، مشيرا إلى أهمية تعاون المواطنين مع العاملين بالتعداد العام للسكان لضمان إتمامه على الوجه الأمثل، وذلك بهدف تكوين قواعد بيانات شاملة للسكان على كل المستويات، وبحيث يتم استخدام تلك البيانات في التخطيط للتنمية بشقيها الاجتماعي والاقتصادي.
واستقبل الرئيس السيسي وفدا برلمانيا كنديا يضم أعضاء بمجلسي الشيوخ والعموم الكنديين، حيث أكد الرئيس على اهتمام مصر بتعزيز التعاون الثنائي مع كندا في مختلف المجالات، مشيراً إلى ما تشهده العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية من تطور إيجابي وتفهم الجانب الكندي للتحديات الإقليمية والدولية التي تتعرض لها مصر والمنطقة، والتي تتطلب تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين إزائها، منوها إلى ما تمثله زيارة الوفد البرلماني الكندي لمصر من فرصة جيدة لتنمية العلاقات البرلمانية بين البلدين وزيادة التواصل بين أعضاء البرلمانين المصري والكندي، بما يساعد في دعم العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، خاصةً في ضوء وجود جالية مصرية كبيرة وفاعلة تشارك بإسهامات هامة في المجتمع الكندي، بالإضافة إلى دراسة مئات الطلاب المصريين بالجامعات الكندية.
واستعرض الرئيس في هذا الصدد مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الدولة على مدار السنوات الماضية لإرساء دعائم الديمقراطية ودولة المؤسسات، بالإضافة إلى ما تم إحرازه على صعيد الإصلاح الاقتصادي، والسعي نحو تنفيذ برنامج إصلاحي متكامل لمعالجة الاختلالات الهيكلية التي ظل الاقتصاد يعاني منها لعقود.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد خلال الاتصال على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مؤكدًا حرصه على الدفع قدماً بالتعاون الثنائي بين الولايات المتحدة ومصر في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة والارتقاء به إلى آفاق أرحب.
من جانبه، وجه الرئيس التهنئة مجدداً للرئيس ترامب على توليه رسميا مهام منصبه، متمنياً له وللشعب الأمريكي الصديق مزيداً من التقدم والازدهار، كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لأن تشهد العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين دفعة جديدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقد تطرق الرئيسان خلال الاتصال إلى عدد من الموضوعات، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أشاد الرئيس ترامب بالجهود المُقدّرة التي تبذلها مصر على هذا الصعيد، وأكد الرئيس السيسي في هذا الإطار على أن مصر عازمة على مواصلة جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره والقضاء عليه، وذلك رغم الأعباء التي تكبدها الاقتصاد المصري على مدار الثلاث سنوات الماضية وما قدمه الشعب المصري من تضحيات غالية.
وأبدي الرئيس الأمريكي تقديره لما تحملته مصر من صعاب خلال حربها ضد الارهاب، مؤكداً حرص الإدارة الامريكية الجديدة على تقديم الدعم والمساندة اللازمة لمصر في جميع المجالات، فضلاً عن تطوير التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، وأعرب الرئيس الأمريكي خلال الاتصال كذلك عن تطلعه لزيارة الرئيس المرتقبة لواشنطن والجاري الإعداد لها عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يحقق تطلعات الشعبين الصديقين.
واستقبل الرئيس السيسي جاك لانج رئيس معهد العالم العربي بباريس، الذي سلم الرئيس رسالة من نظيره الفرنسي فرانسوا أولاند، أكد فيها تقديره لمصر وقيادتها، مشيدًا بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ومؤكداً حرص فرنسا على الاستمرار في تطويرها في كافة المجالات.
وأشاد الرئيس السيسي بوقوف فرنسا إلى جانب مصر في كافة مجالات التعاون بين البلدين، معربًا عن تقديره للدور الذي يقوم به معهد العالم العربي بباريس في تعزيز الحوار والتقارب بين الثقافتين العربية والأوروبية، مؤكدًا حرص مصر على تقديم نموذج حضاري يستند إلى احترام الآخر بمبادئه وأفكاره حتى في حالة الاختلاف في الرأي، فضلاً عن ترسيخ المساواة وإعلاء قيمة المواطنة، وعدم التمييز على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي، كما أكد الرئيس دعم مصر الكامل لأنشطة المعهد الثقافية خلال الفترة المقبلة، ووجه الجهات المعنية بالدولة بالتعاون مع المعهد لضمان إنجاح هذه الفعاليات وخروجها في أفضل صورة.
وشهد الرئيس السيسي الاحتفال بعيد الشرطة الذي أقيم بمقر أكاديمية الشرطة، حيث قام الرئيس بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، ثم عقد اجتماعاً مع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة استهلها بتوجيه التحية والتقدير لأسر الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل مصر، موجهاً الدعوة لكافة المصريين لإحياء تقليد زيارة المصابين من رجال الشرطة والجيش في المستشفيات للشد من أزرهم ورفع روحهم المعنوية.
كما أشار الرئيس إلى أن عيد الشرطة يستدعي من ذاكرة الوطن قيمة الكبرياء الوطن، الذي مازال يقود مسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل، مشيراً إلى أن رجال الشرطة والجيش يتقدمون الصفوف في مواجهة الإرهاب البغيض، ويخوضون معركة شريفة ونبيلة، ومن وراءهم جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وكافة أبناء الشعب المصري، الذي يشارك في المعركة بالصمود والصبر والتحدي والوعي، وأشار أيضا إلى أن التطورات في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية أعادت اكتشاف قيمة الأمن والأمان التي طالما اعتبرناها من المسلمات.
وأضاف الرئيس أن مسئوليات رجال الشرطة تتضاعف خلال هذه المرحلة في حماية سيادة القانون والسهر على تنفيذه بعدالة وحيادية، والحفاظ على حقوق الإنسان المصري بما يضمن كامل حقوقه في المواطنة، مع أداء ما عليه من واجبات تجاه وطنه ومجتمعه، وبحيث يتم إرساء القواعد التى تتيح لنظامنا الديمقراطى أن ينمو فوق أسس راسخة، وتتيح لمجتمعنا أن يعزز قيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين أبناء الشعب الواحد.
ومنح الرئيس أثناء الاحتفال أسماء مجموعة من شهداء الشرطة وسام الجمهورية ووسام الاستحقاق، تعبيراً عن التقدير لتضحياتهم بأرواحهم الغالية وتكريماً لأسرهم، كما منح الرئيس أنواط الامتياز لعدد 12 من ضباط الشرطة لتميُز أدائهم وتفانيهم في العمل.
وألقى الرئيس السيسي كلمة بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، أكد فيها أن ثورة يناير نقطة تحول فى تاريخ مصر، وأن تقييماً موضوعياً لتطور الأوضاع فى مصر خلال السنوات الماضية، يؤكد لنا أننا سائرون على الطريق الصحيح، وقال إننا استكملنا البناء المؤسسى لأركان دولتنا، من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيزٍ حقيقيٍ لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترامٍ لسيادة القانون، وإعلاءٍ لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك.
كما أننا مستمرون فى مواجهة الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره تماماً من أرض مصر، وفى ذات الوقت لن يثنينا شىء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذى لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما نستمر فى إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة فى كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وتحسين بيئة الاستثمار المحلى والأجنبى، لتحقيق آمال كل مصرى ومصرية فى مستقبل مشرق، واقتصاد حديث مزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصاً متساوية فى الحياة الحــــرة الكريمــــة.
وقام الرئيس السيسي بجولة تفقدية بمدينة أسوان استهلها بالمرور على أحد الكمائن الخاصة بالقوات المسلحة، حيث تبادل الحديث مع أفراد الكمين من الجنود، وأشاد بما يقومون به من جهود فى سبيل ترسيخ الأمن والأمان بالمدينة، داعياً جميع أفراد القوات المسلحة والشرطة إلى مواصلة ما يبذلونه من جهود مُقدّرة من أجل توفير الأمن والاستقرار لمصر وشعبها والاستمرار فى التحلي باليقظة والاستعداد.
والتقى الرئيس عقب ذلك بمجموعات من السائحين الأجانب الذين يزورون مدينة أسوان، حيث دار حديث معهم أعربوا فيه عن سعادتهم بزيارة مصر والتمتع بمقاصدها السياحية المتنوعة ومناخها الدافئ، فضلاً عن التعرف على تراثها الخالد وأثارها العريقة.
ثم توجه الرئيس إلى السد العالي، حيث تفقد المجري المائي ومحطة توليد الكهرباء، واسمتع إلى شرح من مسئولي السد حول مشاريع التطوير الجارية وتفقد غرفة التحكم الرئيسية، وكذا صالة التروبينات، والتقى بمجموعة من العاملين بالسد وتبادل معهم الحديث، معرباً عن تقديره لما يقومون به من مجهودات في سبيل الحفاظ على هذا الصرح المصري العملاق.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: